الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي لتحفيظ القرآن» يؤسس جيلاً حافظاً لكتاب الله متمكناً من أحكامه

«أبوظبي لتحفيظ القرآن» يؤسس جيلاً حافظاً لكتاب الله متمكناً من أحكامه
21 أكتوبر 2012
يسهم مركز أبوظبي لتحفيظ القرآن في تأسيس أجيال من حفظة القرآن وحملة كتاب الله المجيدين لنطقه وأحكام تجويده، ويعتمد في تعليمه على المزج بين التحفيظ والمرح والرحلات وإقامة الفعاليات والمشاركة في الاحتفالات الدينية والوطنية، ويهدف المركز إلى ربط الصغار بكتاب الله تعالى تلاوة وتفسيرا وحفظا، وتعليمهم الأحكام الشرعية التي تمكنهم من أداء العبادات، وتمكينهم من الآداب والأخلاق الإسلامية. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - تعلو أصوات الصغار مرددين سورا قرآنية، وآخرون يجتهدون لنطق الحروف العربية من مخارجها الصحيحة، بينما انشغل فريق ثالث في اللهو والمرح في إطار فسحة زمنية قبل أن يتابعوا برنامجهم اليومي، هكذا ينخرط أطفال «براعم القرآن» في مركز أبوظبي لتحفيظ القرآن في حفظ سور القرآن القصيرة، وتعلم الحروف العربية ضمن برنامج مدروس، ومنهجية تعليمية استطاعت على مر أكثر من عشر سنوات تخريج دفعات عديدة من حفظة القرآن. منهج مختلف المركز شارك في عدة مسابقات على الصعيدين الداخلي والخارجي، وحصد أفضل النتائج، وهو يضم اليوم 600 طالب وطالبة، وتخرج منه 160 طالبا وطالبة من حفظة القرآن. وفيه يتأسس الطفل على حفظ القرآن بشكل صحيح، ويتدرب على نطق مخارج الحروف بالشكل السليم، وإلى جانب براعم القرآن، يضم المركز أقساما للبنات وأخرى للأولاد، كما يقدم دروسا صباحية ومسائية لجميع الفئات منها دروس تعليمية ومحو الأمية لكبيرات السن اللواتي تتجاوز أعمارهن 60 سنة. ويتّبع مركز أبوظبي لتحفيظ القرآن الكريم، التابع للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، طريقة لم يألفها الكثيرون في حفظ كتاب الله، حيث يسير على خطى برنامج تربوي يمزج بين التعليم والترفيه، وإدخال جو المنافسة وتعزيز السلوكيات الحسنة، ما جعل بيئته جاذبة للأطفال الذين يقبلون عليه بكثرة في إطار دوراته التي تمتد على طول السنة. ويقدم المركز الدورات وفق برنامج تعليمي مكثف، حيث يتوزع الطلاب في الصفوف، وفقاً لما حفظوه من أجزاء من القرآن، ويجهز المركز مجموعة من الطلبة للمشاركة في المسابقات، بهدف الحفاظ على الإنجازات التي حققها، وتطوير أساليب التعليم، ويستقبل المركز كلا الجنسين من المواطنين والمقيمين من جميع الفئات العمرية، ويبدأ التعليم من الفئات العمرية ابتداء من 3 سنوات ونصف، وهذا القسم فتح بابه قبل 10 سنوات تحت مسمى «براعم القرآن». إلى ذلك، تقول موزة الزعابي، مديرة مركز أبوظبي لتحفيظ القرآن، إن المركز يضم إلى جانب براعم القرآن والذي يشمل أطفال من 3 سنوات ونصف إلى 5 سنوات ونصف، قسما مخصصا للموظفين والموظفات وربات البيوت، ويعمل المركز على محو أمية النساء الكبيرات في السن. وتضيف «المركز يعتمد على التلقين والقراءة المباشرة لتحفيظ القرآن الكريم كما يستخدم الأجهزة الإلكترونية التي تساعد على الحفظ، وتشجع الطالب وتخلق تنوعا في الأساليب، ونعمل وفق خطة سنوية، بحيث نقسم السنة إلى عدة برامج وفق متطلبات الطلبة واحتياجاتهم من الترفيه والرحلات والمشاركة في الفعاليات، مشيرة إلى أن قسم «براعم القرآن» يضم صغار الأطفال، وهو تحت عنوان «أحباب الله لهم نصيب من القرآن»، ويقسم القسم إلى مستويين القسم الأول من 3 سنوات ونصف إلى 4 سنوات ونصف، والقسم الثاني من 4 سنوات ونصف إلى 5 سنوات ونصف، ويضم كل صف 20 طفلا، حيث يدرسون اللغة العربية، والقاعدة النورانية، وتتضمن تهجيه الحروف بنطقها الصحيح، ويستفيدون من أنشطة عقلية كالتركيب والتفكيك وغيرها، ومن أنشطة تثقيفية كتقريبهم من طقوس عيد الأضحى، بحيث يصمم لهم نموذج للكعبة المشرفة، ويتعلمون الطواف شعائر الحج، موضحة أن «براعم القرآن رغم صغر سنهم يخضعون لمسابقة في القرآن الكريم والحديث الشريف، وتلي المسابقة تكريم الفائزين ومنحهم الشهادات». وتؤكد الزعابي أن الفعاليات الوطنية تحضر بقوة في إطار أنشطة المركز، وتشمل عدة فعاليات يشترك الطفل في إنجازها، مشيرة إلى أن هذه البرامج تنفذها مدربات ذوات خبرة كبيرة في مجال التدريس، وتصريح من الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى خبرة في رياض الأطفال. أساليب التدريس حول المنهجية التي يتبعها المركز، تقول الزعابي إن الأسلوب المستخدم مع الطلبة في الحفظ، خاصة المبتدئين هو الأسلوب التلقيني، فبالنسبة لصغار السن فإن المحفظ يقرأ والطلاب يرددون وراءه، مع العلم أن التحفيظ يتم بأحكام التلاوة والتجويد، دون أن يميز الطالب ذلك، وذلك لصعوبتها، ولاحتياجها لمرحلة عمرية أكبر، لفهم المصطلحات، ثم نبدأ في المرحلة الثانية مرحلة القراءة المباشرة من القرآن الكريم، ولابد من الإشارة، إلى أننا نستخدم بعض الأساليب الحديثة لمساعدة الطالب على الحفظ ومنها أجهزة الأقراص المدمجة وأجهزة «التالي ليزر»، وهو جهاز مصمم خصيصاً لتحفظ القرآن بالصوت والصورة وهو سهل الاستخدام وجاذب للطلبة. وتضيف أن المركز يعتمد التعليم المعتدل، إذ يتسع المجال للترفيه إلى جانب تحفيظ القرآن. وتضيف «نعلمهم فن المحادثة، وترسيخ حب الرسول، ونعزز القيم السلوكية في أنفسهم، وننظم أعمالا فنية، فمثلا في شهر نوفمبر المقبل، سنقوم بفعالية تحت عنوان «محبتي لرسولي لا تحصى» بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة، لتعريف الصغار بقصة الهجرة النبوية، وسيتخلل الحدث أنشطة دينية وأعمال فنية، كما سننجز خيمة تراثية بمناسبة اليوم الوطني الاتحادي، وتشمل أكلات شعبية ويلبس الأطفال الأزياء التراثية، ونقوم بزيارات إلى القرية التراثية في أبوظبي». وتتابع «إلى جانب ذلك يقيم المركز عدة فعاليات يتخذ لها عناوين مختلفة مثل يوم النظافة تحت شعار «أنا مسلم نظيف»، وفعالية صحية تحت شعار «أنا مسلم قوي» بحيث نأخذهم إلى السوق لاختيار الطعام الصحي، ونحاول ما أمكن إبعادهم عن المأكولات غير الصحية، ونطبق عمليا من خلال الرحلات. وتزيد الزعابي «نكتب على مرايا صغيرة «اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي» ويرى الطالب نفسه، ومن تم لا ينسى الطالب أنه حسن الخلق ويجب أن تكون أخلاقه حسنة، ويظل عقله مرتبط بذلك، ونعلمهم أيضا الوضوء والصلاة، ونأخذهم للصلاة في المسجد، وهناك رحلات للدفاع المدني، لتعليمهم قيم مساعدة الآخرين، ونقوم أيضا بتصميم بطاقات للوالدين وهي عبارة عن رسائل حب للأهل، لتقوية ارتباطهم ببعض، كما نحث على الصدق والأمانة». دورات وصفوف يضم مركز أبوظبي لتحفيظ القرآن عدة أقسام منها 10 صفوف لمستوى الطالبات، و9 صفوف لمستوى الطلاب، في هذا الإطار، تقول الزعابي «تنقسم صفوف الطالبات حسب ما يتم حفظه من أجزاء القرآن الكريم، بحيث هناك قسم «الحافظات»، وهن من يحفظن من 10 أجزاء فما فوق، وهناك 95 طالبة ختمن القرآن الكريم خلال الدورة الصيفية، ونعتمد كثيرا على المتابعة والتشجيع ويتخلل الدورات محاضرات عن قيمة معينة، لتنمية قدرات الطالبات وتطوير مهاراتهن، في الكثير من المجالات، فمثلا نقوم من فترة لأخرى بأعمال تطوعية تحت عنوان «عملي التطوعي يميزني»، ونطبق هذه البرامج بناء على خطة سنوية، ونقوم بعدة فعاليات تناسب هذه الفئة لجميع المناسبات الدينية والوطنية لغرس السلوكيات الطيبة في نفوس البنات، مثل احترام الصداقة من خلال «صديقتي وقت ضيقي»، ونركز كل القيم في قيمة واحدة هي «سعادتي في إنجازي» إذ نشدد على تعزيز هذه القيمة وجعل الفتاة تفخر بإنجازاتها، بل تسعى جاهدة لتحقيق الأفضل». وتشجيعا للطالبات الصغيرات على الحفظ ينهج المركز عدة طرق تشجيعية، تقول الزعابي «بالنسبة للبنات اللواتي حفظن 4 سور من جزء ما من أجزاء القرآن، يحصلن على بطاقة خضراء، وهناك ثلاث مستويات من البطاقات الخضراء والبرتقالية والحمراء، نكافئ حاملات البطاقات بهدايا، أو رحلات أو نبدلها من خلال «بنك النقاط»، وهو عبارة عن لوح تعلق عليه نقاط البنات الفائزات بمبلغ معين وأسمائهن، بحيث تشعر الطالبة بالفخر والاعتزاز مقابل حصولها على هذا المبلغ، وتجتهد لتحصل على قدر أكبر». ويقدم المركز دورات تحت عنوان «سند»، ويقدم لحافظات القرآن كل اثنين وخميس لمنح الإجازة في القرآن الكريم، وهو برنامج يخص حافظات القرآن، إذ يعملن على تسميع شيخة علم، بحيث لا يجب أن تخطئ أبدا، لتمنح الإجازة عن استحقاق وجدارة، حفظا وتجويدا. جوائز وأهداف توضح مديرة مركز أبوظبي لتحفيظ القرآن موزة الزعابي أن مركز أبوظبي لتحفيظ القرآن تم تأسيسه عام 1995، وتخرج منه 160 حافظاً وحافظة لكتاب الله تعالى منذ انطلاقه، كما أن المعهد حاصل على جائزة أفضل مركز على مستوى الدولة لدورتين، 2003 و2005، والمركز الأول في حفظ القرآن الكريم والقراءات، على مستوى الدولة سنة 2012. وتضيف أن المركز يركز على اكتشاف الأصوات الجيدة وتدريبها على الإنشاد، وتهيئتها للمشاركة في المناسبات الوطنية والدينية، التي ترعاها الهيئة. وتضيف «يسعى المركز إلى تخريج 20 حافظا وحافظة كل سنة، وتأهيل 50 آخرين لحفظ القرآن الكريم خلال العامين القادمين، وكل من يحفظ جزءا من القرآن الكريم يكرم ويحصل على شهادة وعلى 100 درهم، ومن ختم القرآن يحصل على 5000 درهم». دورات للكبار يقدم مركز أبوظبي دورات لجميع الفئات والأعمار، إلى ذلك تقول مديرته موزة الزعابي «نقدم دورات صباحية للكبار وذلك 4 أيام في الأسبوع، ونقدم أيضا دورات للمبتدئين، ودورات علمية، ودورات متقدمة في التجويد، ونعطي شهادات كل سنة، كما نقدم دورات في محو الأمية كل يوم أحد وأربعاء بحيث ندرس أكثر من 21 سيدة من كبيرات السن، ونعلمهن الحروف ونعتمد على التلقين في تحفيظهن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©