السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«من التراث أتعلم» تعيد زراعة جذور التقاليد الأصيلة بين الطلبة

«من التراث أتعلم» تعيد زراعة جذور التقاليد الأصيلة بين الطلبة
21 أكتوبر 2012
موزة خميس (الشارقة) - ضمن إطار تعزيز الهوية الوطنية لدى الطالب، ولأجل إبقاء جذوة التراث متقدة لا تنطفئ تخليداً للعادات والتقاليد الأصيلة التي تركها الآباء والأجداد، نظم قسم النشاط الثقافي بدائرة الثقافة والإعلام بمدينة كلباء، برنامجاً تحت عنوان «من التراث أتعلم»، وذلك في حديقة السدرة حيث اجتمع طلاب من مدرسة عمير بن أبي وقاص للتعليم الأساسي، مع بعض الشخصيات التي تعمل على حماية تراث الأجداد، عبر برنامج تضمن جولة تعريفية لمعرض إنتاجات النخلة، وأهم الأدوات التي تستخدم منها قديما وحديثا، بالإضافة إلى جلسة تراثية عن الورش التراثية البحرية القديمة. وقالت مريم أحمد مسؤولة القسم إن الطلبة أطلعوا على ورش متنوعة وشاركوا فيها أيضا، مثل ورشة الأدوات التي تستخدم في صيد السمك قديما وهي القرقور والشاشة، إلى جانب تجسيد بعض الحرف القديمة للنساء والأمهات مثل حرفة سف الخوص من السعف، وصبغ الملابس إلى جانب صناعة النعل أو الأحذية البسيطة التي كانت تصنع في الزمن القديم، كما راقب الطلاب طريقة استخدام النول لأجل صنع السجاد سواء من الخيوط أو من صوف الأغنام وغيره من الخيوط. وأوضحت أنه من المهم لنا أن لا ينسى هؤلاء الصغار موروثهم، لأنهم انشغلوا بالتعليم والتقنيات الحديثة، مشيرة إلى أن ورشة الخراريف أو القصص الأسطورية جذبت الطلبة وزادت من إقبالهم، لأنهم قاموا بطرح أسئلة عنها، كما أقيمت على هامش البرنامج مجموعة أخرى من الورش التراثية، مثل ورشة «بعير من كرب»، وتعني أن يتم صنع نموذج للجمل من جزء في النخلة يطلق عليه الكرب، وقاموا بالرسم على الفشة وهي جزء يتم حذفه من رخويات بحرية، كما تم إطلاعهم على تزيين المداخن وشاركوا في المرسم التراثي. وأضافت أن الفعالية كشفت عن الكثير من المعاني التي جسدت أصالة أبناء الوطن وحبهم للطبيعة، وقد اقتبسوا من الطبيعة التي حولهم الصبر والعطاء، ولذلك فالواحد منهم مرتبط بالأرض المعطاء، وسيبقى التراث علوما تنتقل من جيل إلى جيل مع احتفاظه بالحقائق الصحيحة، دون أن يفسدها من لا يملك أمانة القلم، ولهذا جاء البرنامج لأن من يقرأ ليس مثل من يمارس ويسمع ويشاهد في الوقت ذاته، خاصة بالنسبة للأطفال الذين سيكبرون وتكبر معهم تجاربهم من خلال هذه البرامج، فنحن كمؤسسة لا ندير البرامج فقط ولكن نعيش ذلك الحب لممارسة العادات والتقاليد وتتبع مكونات التراث في حياتنا ومن حولنا. ولفتت إلى أن دائرة الثقافة والإعلام بمدينة كلباء تعمل على جمع التراث غير الملموس، مثل الشعر والأمثال والحكايات، وهناك أيضا ما يؤدي مثل فنون العيالة والنهامة بالنسبة للبحر، والكثير من الأنواع الشعبية التي تؤدي حسب كل منطقة وكل قبيلة، ومن الجميل أن يعرف الطلاب والطالبات وهم صغار، ماذا تعني تلك الحركات والألفاظ التي تقال ومتى تقال، لأن ظروف الوقت المحيط بهذا الجيل قد اختلفت عن السابق، وربما لا تتاح لهم الفرص للممارسة ما كان آباؤهم من جيل الخمسينيات والستينيات يمارسونه، مثل الخروج من أحد الأبوين لمشاهدة الفنون الشعبية. وتابعت، كان الأطفال قديماً يقضون وقتاً كافياً مع الأم وهي تصنع بواسطة يديها ودون أدوات حديثه كل احتياجات الأسرة، من تفصيل وخياطة وتطريز، ولكن جيل الثمانينيات والتسعينيات وما بعده ربما حرم الكثير منهم من اكتساب تلك المهارات، نظرا لأن الأمهات أنفسهن لم يعدن يصنعن ما تحتاجه الأسرة، ولهذا نحن نقوم بإعداد وتنفيذ البرامج التي تفيد نوعا ما في توضيح بعض المعلومات حول المشاهد والصور التي يراها الأطفال من عمر 10 سنوات وأقل، حتى من بلغ عمر الشباب، الكثير منهم ليست لديهم المعلومات الكافية حول ماذا يعني التراث، وكيف يمكن الاستفادة منه، وهذه الورش تمنح الكثير مثل الإنصات والمراقبة للتعلم وممارسة العمل اليدوي للحصول على منتج تراثي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©