الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء يدمنون «الموسيقى الصاخبة» بعيداً عن رقابة الأسرة

أبناء يدمنون «الموسيقى الصاخبة» بعيداً عن رقابة الأسرة
21 أكتوبر 2012
إحكام أحد أبناء الأسرة لإغلاق باب غرفته المنارة بأضواء خافتة، وتحميل ما يروقه من أغان ويستمع إليها، أصبح أمراً يحتاج إلى وقفة، وأن تبحث أسرة من يفعل ذلك، عن السر خلف هذه الأبواب المغلقة، حيث يسلم الابن نفسه للموسيقى الصاخبة، وهو ما شبهه علماء الاجتماع بأنه مخدرات رقمية يصل تأثيرها إلى ما تحدثه الماريجوانا في عقل الإنسان. سبق وحذرت شرطة أبوظبي من هذا النوع الجديد من المخدرات وهي «المخدرات الرقمية» واصفة أنها الخطر القادم على المجتمع بسبب الاستخدام العالي للإنترنت وتطبيقاته ومدى ارتباط الشباب بالتقنية، وتم تقديم ذلك في دراسة، التي أكدت أن المخدرات الرقمية تتمثل في تحميل أنواع من الموسيقى الصاخبة تحدث تأثيراً على الحالة المزاجية، يحاكى تأثير الماريجوانا وغيرها من المخدرات التقليدية التي تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان، حيث إن كل ما يلزم للدخول في هذه الحالة المزاجية هو اختيار جرعة موسيقية من بين عدة جرعات متاحة، تعطى تأثير صنف المخدر الذي يرغب فيه المتعاطي، وتحميلها على جهاز مشغل الأغاني المدمجة MP3، وسماعات “استيريو” للأذن، ثم الاستلقاء على وسادة، والاسترخاء في غرفة ضوؤها خافت، مع ارتداء ملابس فضفاضة، وتغطية العينين، وغلق جرس التليفون، حتى ينصب التركيز على المقطوعة التي تسمع. تغيرات سريعة هذا الموضوع لفت اهتمام العديد من المختصين الذين حاولوا التعريف بهذه القضية، والبحث في مسبباتها وأنواعها، وعلاجها، ومنهم الدكتورة سهام عبدالواحد قورة تخصص العلم والحياة بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، إذ قالت، يعرف العالم تغيرات سريعة وعميقة في العديد من نواحي الحياة، فما عرفه أجدادنا وآباؤنا تغير وتبدل، ومن بين المستجدات انتشار استعمال الانترنت في الدول العربية والإسلامية، فأصبح الشباب يقبلون عليها بشدة في مقاهي الإنترنت أو البيت، ورغم إيجابيات الإنترنت فإن سلبياتها كبيرة، مما يجعله سلاحاً ذا حدين. هلوسة إلكترونية وتعرف قور المخدرات الرقمية بقولها، يبدو أن التقدم التكنولوجي قد أمر بنوع جديد من المخدرات، حيث يجلس المروّج في بيته، ويسلم بضاعته لمن يشتريها عن طريق «التحميل»، حيث ظهر ما يعرف بالمخدرات الرقمية، إذ يقوم متعاطو هذه المخدرات بتحميل المخدرات في شكل ملفات من الإنترنت، وتتكون تلك المخدرات الرقمية من ملفات صوتية صُمّمت لمحاكاة الهَلاوس والانتشاء المصاحب لتعاطى المخدرات التقليدية، وذلك عن طريق التأثير على العقل بشكل لا واعٍ بواسطة موجات صوتية غير سمعية للأذن تُسمّى الضوضاء البيضاء مغطاة ببعض الإيقاعات البسيطة لتغطية إزعاج تلك الموجات، وتقوم تلك الموجات بإثارة اللاوعي عند المتعاطي لتحاكي الإحساس المطلوب، حسب المخدر الذي تم تحميله في الملف. وتستشهد قورة ببعض الدراسات، حيث أكّد مجربو هذا النوع من المخدرات على تأثيره، إذ يجزم البعض بأن تأثيره كبير وقريب لتأثير المخدرات الكيميائية، إذ قال الدكتور راجي العمدة مستشار طب الأعصاب باللجنة الطبية للأمم المتحدة إن هذه الجرعات من الموسيقى الصاخبة تحدث تأثيرا سيئا على مستوى كهرباء المخ وهذا لا يشعر المتعاطي بالنشوة والابتهاج فقط، لكنه يحدث ما نسميه طبيا بلحظة شرود ذهني، وهي من أخطر مايكون لأنهم يشعرون وهما بأنها نشوة واستمتاع بينما هي لحظة يقل فيها التركيز بشدة، ويحدث بها انفصال عن الواقع وتكرار اختلاف موجة كهرباء الدماغ بهذا العنف وتأثرها بالصخب يؤدي ليس فقط للحظات شرود ولكن لنوبات تشنج، أما الدكتور محمد أحمد عويضة أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر، فيشير إلى أن استخدام الموسيقى الصاخبة والمرتفعة جدا في أغراض علاجية ثابت بالعلم، فهي تغني عن عقاقير الهلوسة التي تستخدم في العلاج وتسبب الإدمان. مرض نفسي وتضيف قورة بما استوحته من دراسات علمية لخبراء في المجال وتقول، تشرح الخبيرة الأميركية في التأثيرات العصبية والنفسية بريجيت فورجو هذه الآليات وتؤكد أن المواد الرقمية تعتمد على تقنية النقر في الأذنين فتبث صوتين متشابهين في كل أذن لكن تردد كل منهما مختلف عن الآخر الأمر الذي يؤدي إلى حث الدماغ على توليد موجات بطيئة كموجات «ألفا» المرتبطة بحالة الاسترخاء وسريعة كموجات «بيتا» المرتبطة بحالات اليقظة والتركيز، مما يشعر المتلقي بحالة من اللاوعي مصحوبة بالهلوسات وفقدان التوازن الجسدي والنفسي والعقلي. عوائق التجريم وتلفت قورة إلى أنه يصعب تجريم هذه الأفعال نظرا لعدم وجود نص قانوني واضح في ذلك وبالطبع فإن أهم نقاط الجذب الإعلاني في الترويج لهذا المنتج هي أنه قانوني، إذ لا يوجد قانون يمنع تحميل الملفات الصوتية حتّى وإن كان لها تأثير المخدر، واستخدام الموجات الصوتية في عمليات المحاكاة العقلية للأحاسيس المختلفة، يُستخدم بالفعل في مجالات أخرى كالعلاج النفسي للقلق والتوتر والأرق، وعدم انتظام النوم من خلال بث موجات غير سمعية تؤثر في اللاوعي للتحكم في الحالة المزاجية، فالأمر ما يزال الآن في بداياته، غير أن الكثيرين نادوا بدراسة الظاهرة دراسة جدية، خاصة وأن الأمر مختلف عليه بواسطة المتخصصين بين من يرون ضرورة أخذ الأمر مأخذ الجد ودراسة تأثير ذلك على عقول الشباب قبل أن تتفشى الظاهرة وتصل مرحلة إدمان يصعب معالجته. فكرة المخدر أوضحت الدكتورة سهام عبدالواحد قورة أن بعض المتخصصين في العلوم الإلكترونية يقولون إن الفكرة التي اعتمد عليها المخدر الإلكتروني بسيطة، وشبهوها بالاستماع لنمطين موسيقيين مختلفين في نفس الوقت، لكن بإذن مختلفة لكل نمط وبشكل غير متداخل وهو ما يخلق شعورا غريبا في العقل يقارب درجة السكر، وربما لهذا أحس البعض بالصداع والكآبة عند الإفراط في السماع، وهو نفس ما يسببه الكحول والمخدرات في حالة الإفراط وتجاوز الحد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©