الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فعاليات «أبوظبي للعلوم» تمزج الترفيه العائلي بالفائدة العلمية

فعاليات «أبوظبي للعلوم» تمزج الترفيه العائلي بالفائدة العلمية
21 أكتوبر 2012
لم تنقض أيام أبوظبي للعلوم إلا وتركت خلفها أصداء حالمة بمستقبل مشرق تبنيه أجيال تتطلع إلى المعرفة بمنظار أوسع شمولية، ولم يسدل الستار عن آخر فقرات المهرجان إلا مع وعد من لجنة العلوم والتكنولوجيا الجهة المنظمة، بالمضي قدما في إثراء هذا الحدث العائلي التثقيفي بالمعلومات القيمة عاما بعد عام. أما توصيات الأهالي فكانت بالإصرار على جعل المهرجان حاضرا، وإن بأشكال مختلفة على فترات أطول من السنة، إذ إن الفائدة العلمية التي يقدمها إلى الرسالة التعليمية عموما تختصر الطريق أمام النتائج المتوخاة. حتى ساعة متأخرة من مساء أمس السبت آخر أيام مهرجان أبوظبي للعلوم الذي استمرت فعالياته في العاصمة على مدى 11 يوما، كانت الأجواء التفاعلية على أوجها، عائلات تزوره للمرة الأولى، وعائلات أخرى تتردد على أجنحته كلما سنحت الفرصة، الجميع مسرور ومندهش بما يراه، والفرحة لا تقتصر على الأطفال المعنيين أكثر من سواهم بالمهرجان، وإنما على كافة أفراد الأسرة. وبين صخب المشاركة بورش العمل حينا وبطرح الأسئلة والاستفسارات حينا آخر، كان لابد من الوقوف عند أبرز التوصيات الموجهة إلى الحدث. وذلك بالتوازي ما بين المركز الوطني للمعارض والساحة الغربية لكورنيش العاصمة حيث أقيمت مختلف فقراته. ضيق الوقت نادية شرف الدين كانت برفقة زوجها وأبنائها الثلاثة تتأمل فعاليات المهرجان الواحدة تلو الأخرى، وتنصح ابنها الأكبر بخوض التجارب الكيميائية. تقول إن الأهمية التي ينطوي عليها «أبوظبي للعلوم» تستحق أن تندرج ضمن توليفة معينة داخل المناهج التعليمية التي تحتاج إلى الكثير من فك الرموز المعقدة. وترى أنه لو يصار بشكل دوري إلى تكرار مثل هذه الأحداث المتخصصة لمساعدة الطلبة على استيعاب المساقات الجافة، لما شكلت المواد العلمية ذعرا لكثيرين. وتذكر نادية أنه لم يتسن لها اصطحاب أبنائها إلى المهرجان إلا مرتين، وذلك خلال عطلتي نهاية الأسبوع اللتين شملتا افتتاح الفعاليات واختتامها. والسبب انشغالهم في الأيام الأخرى بالمذاكرة وحل الواجبات المدرسية التي تتعارض مع الفترة المسائية لبرنامج الفعاليات من الساعة 4:00 عصرا وحتى الساعة 9:00 مساء. وكانت تتمنى لو أن فترة المهرجان تطول أكثر حتى يتمكنوا من تحقيق الفائدة القصوى منه، ولاسيما أن هنالك الكثير من الفقرات التي لم يتمكنوا من المشاركة فيها لضيق الوقت. الرأي نفسه تسجله هالة الراشدي معتبرة أن 11 يوما لا تكفي لتغطية كل جوانب المهرجان، خصوصا أنه تصادف مع الدوام المدرسي. وتقول هالة وهي أم لـولدين إنه لو تم تنظيم المهرجان خلال فترة الإجازات، لكان الطلبة تمكنوا من زيارته مرات عدة. ولاسيما أن فعالياته تتضمن الكثير من الزوايا المهمة التي لابد من أن يطلع الأطفال عليها ويجربوها. وتذكر أنها اصطحبت ولديها إلى المهرجان 4 مرات، وكان ذلك أيام الجمعة والسبت، ومع ذلك تشعر أنهما كانا بحاجة إلى المزيد من الوقت للمشاركة بعدد أكبر من ورش العمل. وتشير هالة إلى أنها شخصيا استمتعت بالعروض التي تم إطلاقها في الهواء، ومنها الفقاعات الغازية والبالونات الملونة ولوحات التفاعل الكيميائي العجيب وحركات السيرك. وكان بودها أن يشارك ولديها بورش العمل الطبية ليتمكنا من فهم وظائف الجسم أكثر، إلا أنهما لم يتمكنا من ذلك بسبب تزامن المهرجان مع الاستعداد لفترة الاختبارات المدرسية. جولات كافية ويتحدث منير الأحمد عن التجاوب الكبير الذي لمسه عند أبنائه وأبناء أخوانه الذين اصطحبهم جميعا إلى فعاليات المهرجان في مركز المعارض وكورنيش العاصمة. ويقول مع أنهم طالبوني بالذهاب إليه خلال أيام الأسبوع، غير أن أمهاتهم لم يسمحن بالأمر خشية أن يتلهوا عن القيام بواجباتهم المدرسية. ويشرح منير الأمر معتبرا أنه لو تزامن إطلاق المهرجان مع إجازة عيد الأضحى، لكان تسنى للأهالي أن يصطحبوا أبناءهم إليه لساعات أطول. ولما اقتصر الأمر فعليا على إجازة نهاية الأسبوع. ويذكر أن الحدث العائلي التعليمي الذي يتوجه إلى الأطفال من عمر 5 - 15 عاما، كان لابد أن يلحظ منظموه بأن هذه الفئة العمرية ولاسيما بدءا من عمر 7 سنوات، مطالبة يوميا بالمذاكرة في البيت. ومن غير الطبيعي الذهاب للمشاركة في فقرات المهرجان ضمن الساعات المخصصة للدراسة والتي بالكاد تكفي قبل النوم. ويلفت منير، إلى أن المهرجان بأهميته العلمية يستحق المشاهدة الدقيقة والجولات الكافية لهضم كل المعلومات التي يقدمها. ومن الأولى أن تمتد فعالياته على وقت أطول لتحقيق الغاية المرجوة من كل هذا. ويورد سعيد العبدالله أن مهرجان أبوظبي للعلوم، مع كل النجاحات التي حققها على مدار العامين الفائتين، إلا أنه زائر خفيف الظل. والمطلوب برأيه أن تطول فترة إقامته في العاصمة، أو على الأقل أن يخصص له موقع معين ليكون على شاكلة المعرض الدائمة. ويقترح سعيد أن تكون استضافة المهرجان في السنوات المقبلة ضمن قاعات منارة السعديات، حتى يتسنى للطلبة أن يترددوا إليه على مدار السنة. ويلفت إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تساعد الهيئات التعليمية على شرح المساقات العلمية بصورة مبسطة عبر الاستعانة بالأدوات التطبيقية التي يوفرها المهرجان. كأن تعتمد المدارس أياما معينة لتنظيم زيارات للطلبة بما يتناسب مع المستوى التعليمي، وكذلك مع دروس المواد العلمية على التوالي. ويقول سعيد إن المعارض الدائمة أثبتت نجاحها في تحقيق أكبر نسبة مشاهدة من قبل الجماهير، في حين أن «علوم أبوظبي» بكل ما يوفره من معارف أولى بأن تفرد له المساحات لتعزيز المستويات العلمية لدى الأجيال. ظروف المهرجان وردا على كل ما تقدم يورد وسام قباني مدير تنفيذي للترويج للفعاليات في لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، أن المهرجان فاق بعدد الجماهير التي زارته لهذا الموسم بحسب الإحصاءات الأولية، الـ 120 ألف شخص. ما يعني زيادة 20 ألف شخص على الأقل بالمقارنة مع السنة الفائتة. ويقول إنه مع الترحيب بكل التوصيات التي يمكن أن تأتي من أولياء الأمور الحريصين على اصطحاب أبنائهم إلى كافة الفعاليات، غير أن القرارات التي تتعلق بعملية التنظيم تحتاج إلى دراسة. ويوضح وسام قباني أن فريق الإعداد للمهرجان يدرس كافة الجوانب المتعلقة بالظروف المجتمعية المحيطة بالمهرجان قبل الإعلان عن موعد إطلاقه. كما أن فترة تمديده أو عدمها مرتبطة بأحداث أخرى تشهدها الإمارة، وذلك بحسب توجيهات جهاز أبوظبي الحكومي. ويشير إلى أنه لابد أولا من التشاور بين مختلف الجهات المعنية بإنجاح «أبوظبي للعلوم» للوقوف عند إمكانية جعله ضمن الإجازات أم لا. والسبب أن الجولات المدرسية التي يتم تنظيمها خلال الفعاليات، هي العمود الأساس للارتقاء بأهدافه التعليمية. وفي حال وقع اختيار التوقيت على فترات الإجازات المدرسية، فهذا يعني أن الجولات الطلابية لن تأخذ حقها من الحدث. ويضيف المدير التنفيذي للجنة تطوير التكنولوجيا أن المرشدين العلميين الذين يستعين بهم المهرجان والذين وصل عددهم هذه السنة إلى 800 طالب من جامعات أبوظبي، لا يمكن أن يوفروا خدماتهم في ظل الإجازات التي يتحضرون لها إلى الامتحانات. ويؤكد أن اختيار برنامج المهرجان بالشكل الذي يتم تقديمه، يستحوذ سنويا على جلسات نقاش طويلة للوصول إلى أفضل الاحتمالات، وذلك مع الأخذ في الاعتبار جداول المدارس والجامعات والأحداث القائمة في الإمارة. ويذكر وسام قباني أن هنالك الكثير من الأمور التي تحكم خيارات اللجنة المنظمة، ومن ضمنها الطقس، إذ إن منطقة الكورنيش تحديدا لا يمكن أن تلبي تطلعات المهرجان لا في الطقس الحار ولا في الطقس البارد. وهذا ما يجعل احتمال تنظيمه خلال إجازة منتصف السنة غير وارد. سيارات مع اختتام فعاليات المهرجان عبر الأطفال عن استمتاعهم بفقرات أكثر من سواها. منها ورشة مهندسي سيارات المستقبل الصغار التي وفرت لهم فرصة ممتعة لاكتشاف المزايا العلميـة المدهشة للهيدروجين كمصدر للطاقة. وذلك عبر تصميم نماذجهم الخاصة من السيارات ومنافسة أصدقائهم من المشاركين عبر السباقات المنظمة على مسارات خاصة. الطاقة الخضراء الاهتمام بالبيئة وحماية الكوكب من الانبعاثات السامة، هي من ضمن المساقات التي ركز عليها «أبوظبي للعلوم» ضمن موضوع الطاقة الخضراء. والذي ضم عدداً من ورش العمل والعروض التي تمنح الأطفال والطلبة المشاركين فرصة تطبيق الموضوعات العلمية بدقة. بينها صناعة توربينات الرياح واختبارها في النفق الهوائي لمعرفة التوربينة الأقوى في توليد الكهرباء. لعبة التبريد الأطفال المشاركون في عرض طاقة المستقبل تمكنوا خلال أيام المهرجان من اكتشاف التقنيات المبتكرة مثل الهيدروجين وخلايا الوقود والتقاط الكربون وتخزينه. وذلك عبر سلسلة من التجارب المذهلة من الانفجارات والحرائق، والتعرف إلى بعض أهم الأبحاث في مجال الطاقة البديلة المستخدمة في الدولة. كما استمتعوا في عرض لعبة التبريد الأمثل التي منحتهم فرصة خوض التحدي لتصميم منزل نموذجي مصغر ومقتصد في إصدار الحرارة. وذلك من خلال تجربة وسائل مختلفة للعزل الحراري وتوفير الطاقة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©