الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلما زارني طيف الخليجي

14 نوفمبر 2014 00:20
رذاذ جميل من المشاعر يضربني، كلما أهّل موعد جديد لكأس الخليج، فما وصلني بهذه الاحتفالية الكروية التي تستحق أن تكون عنواناً للعناق الخليجي، وصورة غاية في البهاء، ترسم ما كان، وما سيظل من مشتركات، ما وصلني بكأس الخليج من ذكريات، يجعلني أرتبط وجدانياً معها، وأتمنى لو أكون دائماً شاهداً على ما يتراكم في الذاكرة من حلقات موصولة، لعيد يتجدد فيه موعد الأحبة بالخليج العربي الكبير. من دورات الخليج ما عشتها على الطبيعة، إما مواكباً إعلامياً لها عند فترة اشتغالي بمجلة الصقر طيبة الذكر، وإما مدعواً لحضورها بلفتة كريمة من اللجنة المنظمة، وما حرصت على متابعتها من أقصى المحيط هنا في المغرب من خلال قنوات التلفزيون الموجودة بمنطقة الخليج العربي، والتي أسهمت بما تأتي لها من إمكانات تكنولوجية عالية المستوى، في إضفاء سحر خاص على الحدث بكل تفاصيله ومحيطاته، فلا نبدي فراقاً عنه، وكنت مثل غيري أنبهر لدرجة الاندهاش بالتوابل الفنية والإعلامية التي يرمى بها بمنتهى السخاء، لتصبح الدورات على تعاقبها مثيرة للإعجاب قبل الجدل، ومن كان يعتقد مثلي خطأ أن هذه البطولة لا تعدو أن تكون تجمعاً كروياً إقليمياً لا يمثل قيمة إلا في ذاته، بالنظر إلى أنه لا يدخل في عداد المؤشرات التي يعمل بها دولياً، سيقف على حقيقة أن الهالة التي أضفاها أبناء الخليج على بطولتهم أسست فعلاً لتقاليد كروية ولإرث رياضي ضخم، وإن كان هناك إجماع على أن كرة القدم حققت بمنطقة الخليج العربي وثبة كبيرة، ولربما اختصرت طريقاً طويلاً نحو المجد متحدية الكثير من المعيقات الطبيعية، والفضل في ذلك يعود لكأس الخليج التي أسهمت بفضل انتظامها، وبفضل الجهود المسخرة لإنجاحها تنظيمياً وفنياً، وما يتجسد على أرضية الملاعب من تضحيات خارقة لكسب اللقب والجلوس، ولو لفترة على قمة الكرة الخليجية، في وجود حركية وتجاذب أديا ضمنياً إلى التطور والارتقاء. ليس هناك ما يحجب شمس الإثارة التي تشرق بها كل دورة من دورات الخليج، وللتنافس القوي على ساحات الإبداع رونق، وللتناوش على هوامش البطولة في خيمات السمر سحر خاص، ولكأس الخليج ارتباط روحي بتاريخ وحضارة المنطقة وجاذبية لا تقاوم، ومرحباً برياح المتعة، وهي تزف إلينا البطولة الثانية والعشرين، وهي تولد في رياض المجد والمحبة والخلود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©