السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قطع ألعاب وبطاريات لصنع أسلحة للتصدي لمقاتلات الأسد

قطع ألعاب وبطاريات لصنع أسلحة للتصدي لمقاتلات الأسد
20 أكتوبر 2012
حلب (أ ف ب) - ينهمك مقاتلون معارضون على إحدى جبهات القتال بإعداد “هاون” تولوا تصنيعه، ويتم شحنه ببطارية سيارة ويمكن إطلاقه باستخدام ذراع جهاز “بلايستيشن” موصولة إلى كابل طويل. ويلجأ المسلحون المعارضون الذين تنقصهم الذخيرة والأسلحة، إلى العديد من الحيل وعمليات تركيب وتصنيع للتصدي إلى القوة النارية للنظام السوري الذي يستخدم طائرات مقاتلة ودبابات. ويتم محلياً تصنيع قنابل يدوية وقذائف متفاوتة المدى لكن ذلك لا ينفي وجود خطر كبير لاحتمال تعطلها. وكان ذلك حال هاون يستخدمه المسلحون المعارضون على جبهة مدينة حلب القديمة، التي تشهد منذ 3 أشهر معارك عنيفة. وتم طلاء مدفع الهاون باللون الرمادي وثبت إلى الجانب الخلفي من شاحنة. وبعد أن تولوا تنظيف الأنبوبين الموصولين إلى ذراع تشغيل وبطارية سيارة، لقم مقاتلو المعارضة الهاون بقذائف صنعت محلياً. وتولى مقاتل اختبأ على مسافة من المكان، إطلاق القذيفة لينطلق الصاروخ وسمع دوى انفجار لدى ارتطامه بالأرض. لكن ورغم نجاح تجربة الإطلاق الأولى، فإن فوهة الهاون تعطلت في عملية الإطلاق الثانية. ويقول أبو حرية “إن ثورتنا فقيرة إنها مستمرة منذ 20 شهراً تعرض خلالها شعبنا للسحق بأسوأ الأسلحة: طائرات ميج ومروحيات وصواريخ ودبابات ومدفعية”. ويضيف “لقد قام ثوار بتفكيك مدفع هاون غنموه من النظام وفحصوا كيفية صنعه.. كان الهاون الذي استولينا عليه بفوهة واحدة. وصنعنا نحن هاونات بفوهتين وحتى 4”. وفي جبهة أخرى بالمحافظة ذاتها، يتناول مصطفى قنبلة صغيرة ويضعها في قاذفة حجارة هائلة تم تثبيت إطارها المعدني بحجارة ثقيلة. ويضع القذيفة في المنجنيق ويرمي. لكن بدلاً من رميها باتجاه القوات الحكومية، عبرت القذيفة الباحة وهوت لتنفجر مخلفة سحابة من الغبار. ولحسن الحظ فإن العبوة الخفيفة لم تتسبب في إصابات. وبعد عدة محاولات وتعويض العبوات بالحجارة، يقرر مصطفى أنه غير راض عن سلاحه، أن يرمي بيده قنابله. وفي العديد من الأماكن في سوريا، يملك المسلحون المعارضون صناديق من القنابل اليدوية على غرار ثائر الموجود في حي صاخور بحلب. وظهر وهو يلوح بفخر، بقنبلة صنعت من قنينة غاز صغيرة خرج منها صاعق. وهذا سلاح يمكن أيضاً أن يشكل خطراً على حامله خصوصاً حين يشتد القصف المدفعي من الجهة المقابلة من الجبهة. أما أبو فاضل الباحث العلمي السابق والذي أخفى وجهه بكوفية، فقد بدا فخوراً بما يصنع: قذائف يمكن أن يصل مداها عدة كيلومترات. ويستهدف المسلحون المعارضون بهذه القذائف المواقع العسكرية، بالاستعانة بخدمة “جوجل ايرث” وبوصلة. وانضم أبو فاضل المهندس المتخصص بالمتفجرات الذي خدم في سبعينيات القرن الماضي في الجيش السوري، إلى المعارضة وتستخدم أسلحته في ساحتي القتال في حلب وإدلب وأيضاً في حمص، كما قال. ويقول “لم اختر فقط صنع القذائف أو الأسلحة. لقد قررت أن أقاتل الطاغية الذي يسحق شعبه ويقتل أطفالنا ويجبر نساءنا على الهجرة إلى المنافي”. ويضيف في الوقت الذي حلقت فيه طائرة تابعة لسلاح الجو فوق القطاع، “استشهد ابني في معركة”. وأشار المهندس إلى أنه قرر مساعدة المسلحين المعارضين على التسلح “لأننا لا نحصل على مساعدة غربية وأجنبية”. وكان أبو فاضل بدأ انتاج السلاح بشكل متواضع، لكنه أصبح اليوم يصنع السلاح بكميات. ويوضح أبو فاضل “حين كنت أعمل وحيداً كنت أصنع قذيفة واحدة يومياً لكن اليوم مع توفر خط إنتاج وتقنيين، أصبحنا نصنع مئات القذائف”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©