في الليلة الظلماء يفتقد البدر، وها هو حكيم شاكر مدرب المنتخب العراقي في «خليجي 22» يجد نفسه وسط ظلمة حالكة إذ تطالبه الجماهير أن يعوض ما أهدره في أنشيون الكورية يوم عاد بالبرونز، ووعد بالذهب، وقبل أن يشد الرحال من البصرة إلى الرياض، وفي الساعات الأخيرة وقع القدر المكتوب، ليطير الخبر أن نجم نجوم المنتخب يونس محمود أصبح خارج التشكيلة بداعي الإصابة، ولا هروب من المكتوب.
وحكيم مؤمن يدرك يقيناً أن لا حيلة في اليد، لأن الهجوم العراقي يستمد قوته الفنية والمعنوية من وجود هذا النجم، الذي أفل رغماً عنه من سماء «خليجي 22»، وأصبح عليه أن يبحث عن بدائل، وهذه البدائل من الوجهة الفنية تكون موجودة حقاً، وكل ما تحتاجه فنياً هو أخذ الفرصة كاملة غير منقوصة، ولكن هل غياب يونس ومن مثله أمر فني خالص؟
لا شك أن الإجابة بالنفي لأن مكان يونس في المنتخب فيه من عناصر القوة للمنتخب، مما يوزع قبل المباراة وخلالها، ومدربو المنتخبات المنافسة يضعون خططاً تتناسب مع وجود مهاجم خطير، مما يعني أن العوامل النفسية ستكون حاضرة في المعسكر المقابل من تحسب وحيطة وحذر، وربما رهبة أيضاً، وخلال المباراة ستفعل خبرة يونس فعلها في إحباط خطط المنافسين، بما يؤمن الفوز لفريقه، سواء عن طريقه في هز الشباك أم بما يتيحه لزملائه من فرص ليفعلوا ذلك.
وكل هذا لم يعد سوى حلم بل كابوس صحا منه حكيم شاكر فزعاً، إلا أنه كما يبدو من وحدته التدريبية الأولى في ملعب نادي النصر استعاد زمام رباطة جأشه وسلم بأن يونس مضى، وعليه أن يبحث لليلته الظلماء عن بدر جديد، قد يكون من لاعبيه المحليين أي من أبناء الدوري العراقي، وقد يكون من لاعبيه القادمين من دوريات غريبة الوجه والعنوان، إلا أنها تتحدث لغة الكرة بإتقان، وهذا ما يبغيه في بدره الجديد، فهل يكون هو أحمد ياسين القادم من ملاعب السويد أم جستن الملتحق من ملاعب أميركا، أم أن البدر سيكون بمواصفات كروية عراقية خالصة؟
أسئلة لن تطول مدة الانتظار على إجابتها، لأن بعد تلك الوحدة التدريبية وجدنا أن هناك أكثر من بدر، فهل بين هؤلاء من يبحث عنه حكيم؟ إن مساء اليوم لناظره قريب.
عدد اليوم
