الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحي المسلم في سيتوي تحول إلى «جيتو» في ميانمار

الحي المسلم في سيتوي تحول إلى «جيتو» في ميانمار
20 أكتوبر 2012
سيتوي، بورما (أ ف ب) - قبل ستة أشهر، كان أونج مينجالار حيا مسلما من أحياء مدينة سيتوي في غرب بورما ذات غالبية بوذية. لكن بعد أعمال عنف دموية، نشرت أسلاك شائكة وتحول الحي إلى جيتو فقير يعيش فيه آلاف من أقلية الروهينجيا. وعلى بعد حوالى مئة متر من الشارع الرئيسي في عاصمة الولاية، يدخل الزوار النادرون الذين تسمح لهم قوات الأمن بتجاوز الأسلاك الشائكة إلى عالم آخر. ففي هذا الحي يقيم ما بين ثلاثة إلى ثمانية آلاف مسلم منبوذ بلا جنسية أو أوراق ثبوتية، بحسب التقديرات. ويقول محمد سعيد وهو يبكي “ستكون الحياة أفضل وسط الصحراء من العيش هنا”. ويضيف “لا يمكننا الاستمرار في هذه المعاناة .. لقد خسرنا كل شيء باستثناء حياتنا.. نحن أيضا بشر!”. ومعظم المحال مغلقة في الحي حيث لا تسير أي سيارة ويعرض التجار النادرون خصوصا نبات التنبول. وتقول السلطات إنها تؤمن الغذاء لهذا الحي في حين يمد بوذيون سرا سكانه بالمؤن لكن ليس بكمية كافية. ويشعر رجال الحي بالغضب واليأس في آن، في وقت تراقب فيه النساء مئات الأولاد الذين يلهون في الأزقة الموحلة. ويقول سعيد بحسرة “لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان لأننا عالقون هنا” مضيفا “هذا الوضع يجعل منا متسولين”. وكان الشاب البالغ الـ28 من العمر استاذا في اللغة العربية قبل اندلاع أعمال العنف بين البوذيين الراخين وأقلية الروهينجيا المسلمة في يونيو. وبعد سقوط عشرات القتلى، ينتظر مرور الوقت وسط القلق الشديد والشائعات. ويقول رجل أثناء الصلاة “سيهجمون علينا”. وتبين مع هبوط الليل أنه كان على حق لأن الراخين استفادوا من تأجيل حظر التجول إلى الساعة 22,00 للتجمع على أحد محاور الحي. واضطرت قوات الأمن إلى إطلاق النار في الهواء لتفريقهم ما أثار حالة من الهلع في الحي. وتنمي مسيرات الكهنة مشاعر الخوف، التي تنظم للمطالبة بـ”نقل حي (اونج مينجالار) إلى موقع آخر”. وقال “نيا نا” أحد الزعماء الروحيين البوذيين “البقاء في هذا الحي يشكل خطرا عليهم”. وأضاف “من الأفضل نقلهم الى موقع آخر.. إذا بقي حي اونج مينجالار في وسط المدينة ستتفاقم المشكلة”. أما سكان الجيتو فيلجأون إلى مخيلتهم لتصور ما يحصل خارج هذا الحي الضيق والقذر الذي لا تتجاوز مساحته الكيلومتر. ويقول كريس ليوا المسؤول عن جمعية “ذي اراكان بروجكت” الناشطة للدفاع عن حقوق الروهينجيا “يبدو أن هذا الحاجز المصنوع من الخيزران نفسي وينمي الخوف الذي يفصل بين عالمين”. وهذا الحاجز لا يقف عند حي اونج مينجالار. ففي ضاحية سيتوي يقيم أكثر من 50 ألفا من الروهينجيا تحت خيم نصبت فوق الوحول ومساكن مصنوعة من الخيزران أو مدارس مكتظة. ويقيم الآلاف من النازحين الراخين في أديرة أو في مخيمات في المدن حيث يتنقلون بحرية. ويقول ليوا “هذا الفصل ذكرني بالوضع بجنوب أفريقيا في ثمانينات القرن الماضي” لكنه “اسوأ” لأنه “كان في إمكان السود العمل في مدن البيض بترخيص”. وتعتبر الأمم المتحدة أقلية الروهينجيا التي تعد 800 ألف نسمة في غرب بورما، من الأقليات الأكثر اضطهادا في العالم لأنها تخضع منذ عقود لقيود في التنقل والتعليم والخدمات العامة. وتقول سارناتا رينولدز من منظمة “ريفوجي انترناشونال” إن “حرية التنقل لطالما طرحت مشكلة لأقلية الروهينجيا لكن الأمر بات يتعلق الآن بقيود قصوى”. لكن الأمم المتحدة لا تزال تحتفظ بالأمل وتبقي قنوات الحوار مفتوحة. ويقول اشوك نيغام المسؤول عن الأمم المتحدة في رانجون “قالت لنا الحكومة ان الهدف من القيود احتواء أعمال العنف وإن هذا الفصل مؤقت وليس تمييزا”. لكن المواقف واضحة جدا في هذا الخصوص في جانب الراخين. وتقول سان وين فو وهي من الراخين ولجأت إلى دير “طالما يقيم الروهينجيا هنا سيكون هناك مشاعر خوف وغضب. أود أن يرحلوا من هنا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©