الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نقّار الخشب يساعد على تطوير خوذات للإنسان

1 نوفمبر 2011 22:02
سان فرانسيسكو (د ب أ) - يدق نقار الخشب مسافة قد تصل إلى سبعة أمتار في الثانية الواحدة في الأشجار. ويشبه ذلك قيام إنسان بضرب رأسه في حائط بسرعة 25 كيلومتراً في الساعة. هذا ما يفعله طائر نقار الخشب ما يصل إلى 20 مرة في الثانية في بعض الأحيان، أي ما يساوي 12 ألف نقرة في اليوم. وكان ذلك يستوجب أن يصاب هذا الطائر بتصدع في الجمجمة أو أن يسقط من على الشجرة. غير أن شبكة معقدة من الآليات تحول دون حدوث ذلك، حسبما أشار علماء من الصين وهونج كونج في مجلة “بلوس ون” الأميركية على عددها الإلكتروني أمس. ومع أن الباحثين لم يستطيعوا التثبت مما إذا كان نقار الخشب لا يصاب بالصداع، إلا أن المعلومات التي حصلوا عليها خلال دراستهم ربما ساعدت على تطوير خوذات واقية لرأس الإنسان. ورصد باحثون من جامعة “بيهان” في بكين نقر نقار الخشب الملون بكاميرات حساسة، وكذلك سجلوا قوتها. ولمعرفة مدى سرعة نقر نقار هذا الطائر في الخشب سجلوا أيضاً سرعة نقر الهدهد في الأرض بحثاً عن الديدان، ثم استخدموا البيانات التي حصلوا عليها من هذه المراقبة في عمل نماذج لنقر هذا الطائر يمكن من خلالها قراءة تفاصيل أكثر في عملية النقر. وتوصل الباحثون من خلال هذه النماذج إلى أن طائر نقار الخشب يحمي نفسه من صدمات النقر بالاعتماد على مناطق إسفنجية مسامية في عظام الجمجمة، والتي توجد بشكل خاص في منطقة الجبهة وفي مؤخرة الرأس. كما اكتشفوا أن الأنسجة الخارجية للجزء الأعلى من المنقار أطول بنحو 6ر1 ميلليمتر عن الجزء الأسفل منه ما يجعل الجزءين لا يجتمعان معاً في نقرة واحدة، ولكن بفارق ضئيل للغاية، ويؤدي إلى توزيع صدمة النقر عليهما ويخفض من قوتها. كما تبين أن مؤخرة اللسان غير العادية لدى نقار الخشب طويلة بشكل يجعلها تعمل وكأنها حزام أمان لرأسه. كما أن عظمة اللسان المرنة والدقيقة تمتد من الفك تتوزع بين العينين، وتدور خلف الجمجمة، وتصل إلى الفك السفلي مرة أخرى إلى الأمام وحتى المنقار. وقال باحثون إن جزءاً كبيراً من الوفيات والإعاقات المستديمة في العالم سببه إصابات الرأس، وأن البيانات التي حصل عليها الباحثون خلال دراسة نقر نقار الخشب يمكن أن تساعد على تطوير خوذات واقية لرأس الإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©