الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تاريخ صلاحية الكمبيوتر

1 نوفمبر 2011 22:00
لا أدري أين المشكلة في هذا التطور التكنولوجي السريع، والسريع جداً والذي أصبح من الصعب، إن لم يكن من المستحيل متابعة وملاحقة منتجاته. هل المشكلة تكمن من المصدر والمنتج لهذه التكنولوجيا؟ أم من مستهلكيها ومستخدميها؟ المراقب والمتتبع لهذه التكنولوجيا، على مختلف مجالاتها وبالأخص تكنولوجيا الكمبيوترات الشخصية وملحقاتها، يجد أن هنالك تطورا كبيرا وسريعا فيها قد يتجاوز التطور السائر على مستوى التكنولوجيا الأخرى، فكمبيوتر الأمس أصبح لا يصلح لاستخدامات اليوم، وكمبيوتر اليوم أصبح يعاني تكنولوجيا المستقبل، وكمبيوتر المستقبل أيضاً لن يفي ولن يكفي لاحتياجات عصره. وكأن شركات الكمبيوتر بدأت بصناعة كمبيوترات لها تاريخ صلاحية، لا يمكن تجاوزه، وحتى لو قمت بتجاوزه فإن المشاكل المعروفة وغير المعروفة سوف تبدأ بالظهور بعد فترة الصلاحية هذه. الملاحظ أن هنالك كما هائلا من هذه التكنولوجيا تم الإعلان عنه ولم يتم طرحه إلى الآن في الأسواق، وكأن شركات التكنولوجيا بدأت بملاحظة «جفاء» بعض مستخدمي هذه التكنولوجيا ومستهلكيها، وعليه قامت هذه الشركات بعقد العزم على استعادة الكم الهائل من مستهلكي هذه التكنولوجيا من خلال عمل خطط خمسية مستقبلية لمنتجاتها، لتضمن حجز أكبر عدد ممكن من الزبائن والمستهلكين خلال هذه الفترات الزمنية، التي تضع فيها هذه الشركات خططا عن مواعيد صدور منتجاتها الجديدة، الواحد تلو الآخر، بحيث إذا اشتريت قطعة أو جهازاً معيناً اليوم، فإن عينيك ستقع على القطعة أو الجهاز الجديد الذي سيطرح في الأسواق بعد سنة أو سنتين من تاريخ شرائك للجهاز اليوم، وبهذا الشكل تضمن هذه الشركات أن مستخدمي التكنولوجيا الخاصة بها سيبقون على العهد ويحافظون على الود مع هذه الشركات ولن يتحولوا أو ينقلبوا إلى شركات ذات منتجات أخرى. فيما مضى كانت شركات التكنولوجيا تصنع منتجاتها لتدوم أطول فترة ممكنة، وكان التنافس بين هذه الشركات بعد الجودة والميزات.. كان «العمر الافتراضي» لهذا المنتج، فكان شراؤك لجهاز أو قطعة تكنولوجية معينة، بمثابة شراء لمرة واحدة فقط، حيث لم يكن التفكير بأن هذا الجهاز لن يكون صالحاً للاستخدام بعد سنة من تاريخ الشراء، سائداً في تلك الفترة، ولم يكن التفكير بأن شراءك لقطعة تكنولوجياً معينة لعمل وظيفة واحدة ومن ثم تغير هذه القطعة لأنها ببساطة لم تعد تصلح لأداء هذه الوظيفة، لم يكن هذا التفكير موجوداً أو معترفاً به. أما الآن وفي عصرنا الحالي، فيجب عليك أيها «المستهلك» غالي الثمن والقيمة.. لدى شركات التكنولوجيا، أن تعلم تمام العلم، أنه وبمجرد شرائك لجهاز أو قطعة معينة، فإن العد التنازلي لصلاحية هذا المنتج قد بدأت منذ اليوم الأول لتاريخ دفعك فاتورة هذا الجهاز أو هذه القطعة.. ولمدة لن تتجاوز السنتين في أفضل الأحوال من هذا التاريخ. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©