الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء الدين: الوقت منحه الله للإنسان للعبادة وإعمار الكون

علماء الدين: الوقت منحه الله للإنسان للعبادة وإعمار الكون
13 نوفمبر 2014 23:35
أحمد مراد (القاهرة) شدَّد علماء من الأزهر الشريف على ضرورة أن يحافظ كل مسلم على وقته، وألا يتركه يضيع فيما لا يفيد، مؤكدين أن الإسلام ينظر إلى الوقت باعتباره قيمة كبيرة، فقد خلق الله الإنسان، وكلفه تكاليف، وطلب منه أداءها، وأعانه على ذلك بنعم لا تعد ولا تحصى، ومنها نعمة الوقت لينفذ فيه ما كلفه به. وأشار العلماء إلى أن الوقت أو العمر في حياة المسلم ملك لله تعالى، والإنسان مسؤول عنه، فحياة المسلم ينبغي أن تكون كلها عبادة وعمل، فهو مطالب بملء الوقت بعبادة الله، بمعناها العام لجميع جوانب الحياة.توضح الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن الإسلام الحنيف اهتم بالحفاظ على الوقت اهتماماً كبيراً، وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تحث على عدم إضاعة الوقت فيما لا يفيد، وتدعو إلى حسن استغلاله بشكل يعود على الفرد والمجتمع بالخير والفائدة، وذلك من منطلق أن إدراك الإنسان لقيمة وقته ليس إلا إدراكاً لوجوده وإنسانيته ووظيفته في هذه الحياة الدنيا، وهذا لا يتحقق إلا باستشعاره للغاية التي من أجلها خلقه الله عـز وجل وإدراكه لها، ومن المعلوم أن الله تعالى قد خلق الإنسان لعبادته وإعمار الكون، لذلك كان الوقت أغلى ما يملكه الإنسان، فهو كنزه، ورأس ماله الحقيقي في هذه الدنيا، ذلك لأنه وعاء كل شيء يمارسه الإنسان في حياته. اهتمام الإسلام بالوقت وتقول ومما يدل على اهتمام الإسلام بالوقت ومنزلته الرفيعة أن الله عز وجل اقسم بالزمن في مختلف أطواره في كتابه العزيز ، إذ أقسم سبحانه وتعالى بالليل، والنهار، والفجر، والصبح، والشفق، والضحى، والعصر، فقال عز وجل: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى* وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)، «سورة الليل: الآيتين 1 - 2»، وقال أيضاً: (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ* وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ)، «سورة المدثر: الآيتين 33 - 34»، كما برزت أهمية الوقت والحث على الاستفادة منه كما جاء في السنة النبوية، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»، وهذا الحديث وإن تنوعت ألفاظه وتعبيراته، إلا أنها أصل في الحث على اغتنام الفراغ في الحياة قبل ورود المشغلات، كالمرض، والهرم، والفقر، إذ أن الغالب في هذه الأمور أنها تلهي الإنسان وتمنعه من الاستفادة من أوقاته،. قيمة كبيرة ويشير د. محمد أبو ليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر إلى أن الوقت قيمة كبيرة يجب على كل مسلم أن يحرص على ألا يضيعها، فقد خلق الله الإنسان، وكلفه تكاليف، وطلب منه أداءها، وأعانه على ذلك بنعم لا تعد ولا تحصى، ومنها نعمة الوقت لينفذ فيه ما كلفه به، وطلب منه أداءه، قال تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ )، «سورة النور الآية: 44»، وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، «سورة الفرقان: الآية 62». ويرى أن الوقت سلاح ذو حدين ينفع إن أحسن استغلاله، ويضر إن أُسيء استغلاله، فإذا أحسن استغلاله وملأه بالنافع المفيد كان خيراً وبركة، وإن أساء الإنسان استغلاله وملأه بالضار كان شراً ونقمة، مؤكداً أن مسؤولية الإنسان عن وقته شاملة لجميع عمره، وهذا الوقت مما يُسأل عنه يوم القيامة، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه». ويضيف: إذا كانت آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية قد أكدت أهمية الوقت في حياة المسلم، فلابد إذن على كل مسلم أن يحافظ على وقته، وأن يحرص على عدم تضييعه في أعمال قد تجلب الشر وتبعد عن طريق الخير، فالوقت يمضي ولا يعود مرة أخرى، لذلك علينا أن نستغل الأوقات، وأن نجعل حياتنا كلها لله فلا نضيّع من أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة، فلتحسن أخي المسلم استغلال وقتك فيما يعود عليك، وعلى أمتك بالنفع في الدنيا والآخرة. عبادة وعملويؤكد د. عبد الحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر أن الوقت أو العمر في حياة المسلم ملك لله تعالى، والإنسان مسؤول عنه، فحياة المسلم ينبغي أن تكون كلها عبادة وعمل، فهو مطالب بشغل الوقت كله في عبادة الله، بمعناها الشامل العام لجميع جوانب الحياة. إدارة الوقت يشير د. عبد الحكم الصعيدي إلى أن الإسلام ربط بين نتائج العبادات والأعمال الصالحات وبين الأوقات، ودعا الإسلام إلى استغلال المتاح منه الآن قبل فواته إيذاناً بأهميته وقيمته، مشدداً على أن السبيل القويم لاستغلال الوقت يتمثل في التخطيط وذلك عن طريق حصر الأهداف المطلوب تحقيقها، وتحديد الأساليب والوسائل الموصلة لهذه الأهداف، والزمن اللازم لذلك، وتاريخ البدء بالتنفيذ، وأن تتضمن الخطة عدة مستويات سواء كانت سنوية أو شهرية أو أسبوعية أو يومية، وأن تكون مكتوبة، وألا يستغرق إعدادها فوق ما تستحق من وقت ومجهود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©