حلقات من نور بجامع الشيخ زايد

أحمد السعداوي (أبوظبي) حلقات من النور والخير تسطع في أروقة مركز جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، عبر دورات تحفيظ القرآن الكريم، التي بدأت في سبتمبر الماضي وتستمر حتى منتصف الشهر المقبل، وتضم أطيافاً واسعة من المواطنين والمقيمين، اجتمعوا على تلاوة كتاب الله وحفظ آياته على أيدي محفظين متخصصين، من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف. تقام الحلقات على مدار الأسبوع في أجواء إيمانية خالصة، زادتها ألقاً روعة العمارة الإسلامية التي تطل من كل زاوية في المعلم الديني والثقافي الأبرز في العاصمة. تقسيم الطلاب عايشت «الاتحاد» الدورات منذ بدايتها حيث تقام يومياً بعد صلاة المغرب وتستمر إلى ما بعد صلاة العشاء، والتقت بعدد من الحضور، منهم محمد سعيد الرميثي، الموظف في بلدية أبوظبي، الذي يحلم منذ فترة بحفظ وتلاوة القرآن الكريم، حيث سارع بالتسجيل في هذه الدورات، عبر الشبكة العنكبوتية، بمجرد علمه بها، مبيناً أنه سبق له الذهاب إلى مركزين لتحفيظ القرآن، ولم يستطع الانتظام لظروف خاصة به، وهذه المرة اختلفت عما سبقها، ويسير الآن بانتظام في طريق النور والتعرف على كيفية قراءة القرآن الكريم. وأشاد بدور إذاعة القرآن الكريم، في توجيه الناس إلى هذا العمل الصالح، من خلال الإعلان المستمر عن تلك الدورات، مشيراً إلى أنه تم تقسيم الطلاب إلى فئات بحسب مستوياتهم، مما يسر الانتظام في الدورات. ويرى أن تعلم القراءة الصحيحة وسيلة لغاية عظيمة يتمنى الوصول إليه مستقبلا وهو حفظ كتاب الله، لافتا إلى أن هذه الخطوة المهمة لها تأثير كبير على حياته، حيث صار يشعر بالطمأنينة في قلبه، موضحا أنه كلما كانت القراءة صحيحة وفيها تدبر، تزايد تأثرنا بها، ويمتد أثر ذلك على كل شيء «حتى إذا طلب أحد مشورتنا يكون القريب من القرآن صاحب الرأي الأرجح والأقرب إلى أوامر الله ونواهيه». سنام العمل ويقول محمد علي رضوان، المدقق المالي بإحدى شركات القطاع الخاص، إنه كان حافظا لبعض الأجزاء من القرآن الكريم ولكن مع مرور الوقت وانشغالات الحياة، نسى الكثير منها، والآن جاءته الفرصة ليسترجع ما حفظه عبر هذه الدورات التي ينظمها مركز جامع الشيخ زايد، مؤكداً أن طريق القرآن يمنح صاحبه الهدوء والثبات النفسي ويرزقه الله فيه الصحبة الصالحة التي تعينه على الخير، وكذلك يصبح أكثر تركيزا في عمله ويتمتع بذهن صاف. أما سنام هذا العمل العظيم، فهو نيل الأجر والثواب من الله العظيم. وعبر باسل محمد ملوك، الموظف بشركة مقاولات، عن سعادته بنجاحه في حفظ المزيد من سور القرآن الكريم بنطق صحيح وفهم للمعاني نتيجة التدبر في القراءة، منذ التحاقه بهذه الدورات، مشيراً إلى أنه علم بها. وأشار إلى أن هذه الخطوة أثرت كثيرا في حياته، حتى إن حضور الدورات أصبح من أكثر الأمور التي تشرح صدره وتجعله يخرج من ضغوط الحياة إلى رحاب القرآن والقرب من الله عز وجل، مؤكدا أنه سينتظم في حضور دورات تعلم تلاوة وتحفيظ القرآن الكريم، لما وجده فيها من خير كثير لنفسه وأهله والمجتمع. جلسات تحفها الملائكة ويشاركه هذه المشاعر ابن عمه عبدالباسط ملوك، قائلا إن جلسات تحفيظ القرآن تحفها الملائكة ويحبها الله عز وجل، وثمارها كثيرة ومن فوائدها تعلم القراءة الصحيحة لكتاب الله، التي يكون لها مردود على المتعلم، حيث يلتزم بآداب وسلوكيات كتاب الله، وبالتالي تخرج نماذج ناجحة للمجتمع، وبسببها يحدث ترابط بين قلوب الحضور، وتآخ بين فئات المجتمع المختلفة. ويؤكد أن القرآن الكريم ومدارسته لها أثر كبير في حياته وعمله، بما يغرسه كتاب الله من قيم، ومعان سامية وآداب وتشريعات تأمر بالعدل والإحسان والبعد عن العنف والتشدد والتحلي بمكارم الأخلاق. وتؤكد إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، أن المركز يحرص على تنظيم دورات تحفيظ وتجويد القرآن الكريم للصغار وللكبار ضمن أنشطته المستمرة على مدار العام، في مواعيد تناسب الجميع، تشجيعاً من المركز لجموع المسلمين على حفظ وتلاوة القرآن الكريم بصورة صحيحة. وشهدت دورات تحفيظ القرآن التي ينظمها المركز إقبالا متزايدا خلال الفترة الماضية، مما جعل إدارة المركز تضاعف جهودها حرصا على توفير أفضل الأجواء للملتحقين بالدورات من مواطنين ومقيمين، والدورات متاحة للجميع رجالا ونساء باشراف محفظين مختصين من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف. كاد مع موضوع حلقات من نور بجامع الشيخ زايد ثلاثة مستويات تقسم دورات تحفيظ القرآن الكريم التي ينظمها مركز جامع الشيخ زايد الكبير طوال العام إلى ثلاث مراحل بنفس تقسيم مراحل العام الدراسي للطلاب، ويتم تقسيم الطلاب إلى 3 مستويات بحسب قدراتهم، وتضم المجموعة الأولى ذوي المستوى المتقدم، وتتضمن الحفظ وقواعد التجويد بشكل موسع. أما المجموعة المتوسطة، فتتضمن كيفية التلاوة مع التجويد، وتركز دورات المبتدئين، على القواعد العامة للتلاوة والتجويد، وهناك مخطط لإعطاء شهادات للملتحقين بتلك الدورات في نهاية كل دورة.