الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نزار غانم: كنت الخروف الأسود في القطيع الأبيض!

نزار غانم: كنت الخروف الأسود في القطيع الأبيض!
30 أكتوبر 2013 21:24
لا شيء يجمع بين مشرط الطبيب وعود الموسيقي في الظاهر، لكن في بعض الحالات ربما تجمع بينهما الحكمة على نحو عجيب. ثمة حالات كثيرة في التاريخ، لا سيما في الموروث الإسلامي، عن فلاسفة وأطباء عشقوا الموسيقى وألفوا فيها وداووا بها مرضاهم أيضاً. الطبيب والناشط الحقوقي والباحث والموسيقي والملحن اليمني الدكتور نزار غانم يجمع بين دراسة الطب ودراسة الموسيقى، كما يجمع أيضاً بشكل لافت بين العمل الإبداعي والعمل الأهلي، لا سيما في شقه التطوعي، وتقدم سيرته نموذجاً للمثقف العضوي المتصل بمجتمعه وقضاياه المختلفة. وهو ناشط في إطار مؤسسات المجتمع المدني وناشط في البحث العلمي في الوقت نفسه، وهي حالة لا تتوفر كثيراً في العالم العربي. داخل معطف الطب يخفي الدكتور نزار غانم عاشقاً للشعر والأدب والغناء والموسيقى التي عاش في أفيائها، وكبر على إيقاعاتها وأرتامها، في دوحة والده الأديب والفنان المعروف محمد عبده غانم صاحب الكتاب الأبرز في التوثيق للغناء اليمني “فن الغناء الصنعاني”. بيد أن غانم الابن لم يكتف بالاهتمام بالموسيقى عن بعد، بل غاص في تفاصيلها باحثاً، منقباً، كاشفاً بعض خباياها في أكثر من كتاب، بحيث بات اسمه من الأسماء التي لا بد أن تذكر عندما يذكر تاريخ الموسيقى العربية عموماً، واليمنية بشكل خاص. وهو اليوم ينظر إليه من الأوساط البحثية والثقافية كواحد من أكثر الباحثين الموسيقيين اهتماماً بالعلاقة بين الموسيقى العربية والإفريقية على نحو خاص، وهنا بالذات تبرز اجتراحاته وكتبه التي أضافت الكثير إلى هذا المبحث: “الرقصات الأفرويمنية”، “جذور الأغنية اليمنية في أعماق الخليج”، “أصالة الأغنية العربية” علاوة على جهوده الأخرى في التعريف بها في الخارج. دواء المبدعين ? يتميز المبدع أو المثقف الغربي عموماً بممارسته لدور في المجتمع المدني فيما يغيب ذلك عن المثقف العربي إلا في استثناءات نادرة، لعل تجربتك في مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية في صنعاء واحدة منها، هل توضح لنا الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة وكيف تنظر إلى دور المبدع في العمل المجتمعي؟ ?? كما يقال كل سياسي ناشط اجتماعي ولكن ليس كل ناشط اجتماعي سياسي، لقد تمكن الساسة العرب من إرهاب كل صاحب فكر حر وضمير يقظ واليمن الشمالي ليس استثناء. وفي عام 1992م أسست أولاً عيادات مجانية للمبدعين في الإنتاج الفكري وأسرهم واستمررت في هذا العمل اللذيذ حتى يئست من دفع الشريحة الاجتماعية نفسها إلى امتلاك نظام تأمين صحي واقعي وعملي تكون جهودي جزءاً منه، حتى لو لم تقم الحكومة بمد يد العون في مثل هكذا مشروع. بالطبع من الأسهل أن تكون فرقة عسكرية كبيرة من أن تقود بعض المبدعين من الذين أدركتهم حرفة الأدب!. وفي عام 1996م أسست مركزاً صحياً ثقافياً يقوم على تقديم خدمة الرعاية الصحية الأولية للمبدعين فكراً والمبدعين فقراً بنظام تأمين رمزي، ويقوم أيضاً بتقديم دروس تعليم الفنون الجميلة بأنواعها. واستمررت في هذا العمل الممتع حتى عام 2008م عندما تحولت إلى مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية التي تعمل في مجالات حقوق الإنسان والشباب والمرأة والرعاية الصحية النفسية مجاناً وكذا تعليم الموسيقى. طبعاً تعجبني في مجال الدور المجتمعي للمبدع كتابات سيد قطب في كتيبه (مهمة الشاعر في الحياة) وكتابات أنطونيو غرامشي حول المثقف العضوي المنتمي، أحدهما من اليمين والآخر من اليسار!. طب.. وطرب ? دراساتك الأكاديمية في الطب، ونشاطك الإبداعي المنشور في الفنون الأدائية والشعر والموسيقى، كيف تقرأ حضور هذين المعطيين في حياتك؟ ما الذي يجمع بينهما؟ ?? حينما كنت أنهي دراستي الثانوية في مدرسة كاثوليكية في الخرطوم كنت أتأمل كثيراً في حقائق البيولوجيا والعلوم البحتة وأجد فيها بعض الأجوبة على هواجسي الدينية والدنيوية، ولكن أجد أيضاً معها مزيداً من الأسئلة الأبدية؛ لذا عزمت على أن أدرس الطب أولاً، لأن الكائن الإنساني هو محور اهتمامي، وثانياً لأتعلم حرفة يمكن أن أعيش عليها طالما العودة لعدن غير واردة والاشتراكية الطفولية ماضية حتى النهاية. وبالفعل قدم لي الطب والإبستمولوجيا البيولوجية كثيراً من الأجوبة لعل أثمنها أننا كبشر وإن عرفنا الكثير الآن مقارنة بمن سبقنا إلا أننا لا نعرف كم أننا لا نعرف. وهذه الحقيقة ليست قاصرة على العلوم البيولوجية الإنسانية باعتبار أن الأعلى لا يمكن تفسيره بالأدنى، مثلاً، وإنما أيضاً على مستوى العلوم البحتة، كما يؤكد الآن العالم ستيفن هوكنج. وخلال سنوات الدراسة الثانوية أنست إلى احتضان العود والبدء في فك أسراره بل وصارت تأتيني حالات أوفق فيها في تلحين شعر وتقديمه لمن أستطيع من الناس. مثلاً لحنت قصيدة فصيحة بيتية لوالدي الشاعر محمد عبده غانم عنوانها (أنشودة البدر) وقصيدة تفعيلة لشقيقي الشاعر شهاب غانم عنوانها (الأمواج) ووضعت لها لحناً بالسلم الموسيقى الخماسي الشائع في السودان فكان هذا مؤشر على بدء انتقالي من موقع المتلقي إلى موقع المرسل والمتلقي معاً. في نفس تلك الفترة كتبت الشعر الفصيح الذي كنت أنشره في مجلة (الشباب والرياضة) الخرطومية. من المهم أيضاً أن أضيف أن اهتمامي بكتابة الشعر وصناعة الألحان بدأ يتراجع مع ولوجي إلى الجامعة، إذ انصرفت إلى قراءة التاريخ والفلسفة والعلوم السلوكية، وأخذت أنشر سلسلة من المقالات التاريخية والأدبية عن الشخصيات والجماعات التي عاشت وقدمت إبداعاً أدبياً من السودانيين في اليمن بشطريه يومئذ ومن اليمنيين في السودان. كانت السلسلة بعنوان (بين صنعاء والخرطوم) وبها عرفني الكثير من متابعي الأدب في الصحف السودانية. الجغرافيا والثقافة ? يقال: إنك أسهمت في ردم الهوة الثقافية التي نجمت عن التزحزح التكتوني الجيولوجي الذي نتج عنه البحر الأحمر وفصل جزيرة العرب عن السودان وما جاورها من خلال دراستك عن “الطريقة السومانية”، هل تلقي الضوء على طبيعة العلاقات الثقافية والفنية التي ربطت بين اليمن والسودان التي نحت مصطلح السومانية منهما وكيف كانت وما أهم مفاصلها تاريخياً؟ ? ? اليمن هو الإقليم الشرقي والسودان هو الإقليم الغربي من جمهورية (سومانيا) الفاضلة. قلبي شخصياً معلق بعبقرية المكانين الواقعين في جنوب الوطن العربي، وبما أن الجغرافيا تصنع التاريخ بل ويصنع المناخ الجغرافي أمزجة الناس ووجدانهم كما يضيف ابن خلدون فنحن أمام حالة تتضافر فيها عوامل مشتركة متعددة تتجاوز الفهم القومي التقليدي إلى رحاب أنسنة نموذجية في الحق والخير والجمال. اليمن هو ذيل الحزام السوداني الجغرافي في آسيا والحضارة السودانية التليدة (مروي) عرف فيها ما سمي بالموازي الآسيوي. الطريقة السومانية تمنحها أفقها الصوفي ما تتجاوز به الحاجة إلى الإثنية برمتها. ولمن شاء الاستزادة من القراء أحيله على بعض كتبي في الموضوع مثل “جسر الوجدان بين اليمن والسودان” 1994م و”أفرقانية اليمن” 2007م. يكفي السودانيون بين العرب أنهم الأكثر أبيقورية ورقصاً ومرحاً وتسامحاً؛ فالكريم ليس فقط الذي يعطي، ولكن الكريم أيضاً الذي يسامح!. والرقص هو سلوك القوى الفخورة في الجسم. ? تأتي اجتهاداتك البحثية الموسيقية كحلقة في سلسلة طويلة تضم الكثير من الباحثين الغربيين والخليجيين، أين تقف بحوثك على هذا الصعيد؟ ?? البحث الاثنوميوزيكولوجي (علم موسيقى الشعوب) تستهويني طريقته التي تجمع بين المدخل السوسيوثقافي من ناحية والمدخل الموسيقي البحت بصفتها أي الموسيقى ظاهرة فيزيائية من ناحية أخرى، لا سيما أنه الأكثر واقعية في دراسة الإنتاج الموسيقى العربي مثلاً، فنحن ليس لدينا موسيقى بحتة مجردة.. نحن لدينا أغاني!. كل دراساتي تتناول التثاقف الموسيقي بين مسقط رأسي اليمن والحضارات المجاورة كأرخبيل الملايو والهند والخليج العربي وتركيا وشرق أفريقيا. رسالتي أن أوضح للقارئ أن الحدود الحضارية أبعد بكثير من الحدود السياسية؛ فالكتابة اليمنية القديمة بخط المسند موجودة حتى في جزيرة كريت الأوروبية!، والكتابة النقدية عندي هي المعادل التعليلي في الإبداع مقارنة بالإبداع التدفقي. بين اليمن والخليج ? حاولت النظر في التأثيرات المتبادلة في الموسيقى والغناء بين اليمن والخليج، هل يمكن الحديث عن وحدة ما أو مشتركات وأقانيم متشابهة في هذه الموسيقى بين دول الخليج واليمن؟ وكيف تبدت التأثيرات اليمنية في الموسيقى الخليجية؟ وماذا عن الموسيقى الإماراتية؟ ?? المستشرق الألماني موريس شنايدر يرى أن للجزيرة العربية لهجة موسيقية خاصة تختلف عن اللهجات الموسيقية للمنطقة المغاربية ثم منطقة الهلال الخصيب ومصر ثم المنطقة الأفروعربية كالسودان. وهو يبني تمييزه هذا على مكونات التحليل الاثنوميوزيكولوجي: المقام– الإيقاع– الآلات– الوظيفة الاجتماعية– العقلية الموسيقية وتشمل علم جمال الموسيقى... الخ حتى لو كان النص المغنى فصيحاً واحدا في كل مناطق اللهجات الأربعة. أنا اهتممت أكثر بالتتبع التاريخاني الذي لا يستغني عن الوثائق بالتثاقف الموسيقي بين اليمن والكويت فوجدت أن وفرة الألحان في عهد الكويتي عبد الله الفرج الذي ارتبط اسمه بفن الصوت البديع قابله ندرة في النصوص المناسبة لغناء الصوت؛ فكان أن بنيت أكثر ألحان الصوت على نصوص الشعر الحميني اليمني إضافة إلى نصوص عربية تراثية، ولما سمع اليمنيون هذه الأصوات الشجية والتي تغاير ألوانهم الميلودية والإيقاعية على كثرتها راحوا يغنون هذه الأصوات ويسمونها كويتي. كان هذا في زمن بريء من لوثة السياسة والنفط التي قسمت الدول العربية إلى نفطية وغير نفطية وخلقت الحساسيات التي لا تنهض لتأييدها المعرفة المتوازنة المستنيرة. أما الإمارات فقدمت عبر شاعرها مبارك العقيلي نصاً مهما للصوت هو (دمعي جرى في الخدود) كذلك كان الفنان الإماراتي الأقدم حارب حسن كثير الترديد للألحان اليمنية، وقد يكون التقى المطرب اليمني الضرير عوض المسلمي حينما أقام في الإمارات لسنوات في العقود الأولى للقرن العشرين في الشارقة وأخذ عنه بعض هذه الأغنيات. وحتى قبل ذلك سلط الفقيد والصديق أحمد راشد ثاني الضوء على الصوفي الحضرمي الحداد المدفون في صير جلفار وإليه تنسب القصائد والألحان. الموسيقى والتمدن ? في كتابك “حمينيات محمد عبده غانم” تحدثت عن تيار الحداثة في الموسيقى اليمنية فقلت إنه نشأ وتبلور في مدينة عدن لأنها كانت تحمل الصفة المدنية، هل توضح لنا بشكل أكبر علاقة التمدن مع نشأة الفنون والموسيقى وهل ثمة اختلافات كبيرة بين فنون البداوة وفنون المدن وهل يختلفان في الوظيفة الاجتماعية؟ ?? مرة أخرى، أرى أن المقاربة الاثنوميوزيكولوجية هي الأنضج والأكثر واقعية في تفكيك الموضوع والإشارة الواضحة إلى تمظهرات ومحايثات الحداثة في الموسيقى العربية ومنها اليمنية التي من أجلها كتب الشاعر محمد عبده غانم نصوصاً حمينية لم تكن تعرف عنه وهو فارس الشعر الفصيح، تماما كما نزل شوقي عند رغبة عبد الوهاب في كتابة بعض الأزجال له ليغنيها مثل (في الليل لما خلي). إن عصرا من الطرب المدني نسبة للمدنية والمدينة قد بدأ عام 1949م في عدن حينما لحن الفنان خليل محمد خليل نص (يا حياتي) وغيره من كلمات الشاعر محمد عبده غانم. لكن لمدينة المكلا أيضاً صيرورة فنية مشابهة ثم ما لبثت مدينة تعز أن لحقت بهما عام 1955م مع أغنية (أهلا بمن داس العذول وأقبل) التي هيأ لها إلى جانب ثلاثي العلاعلة “رحمة الله عليهم” الفنان الرقيق السيد محمد عباس اسحق. كذلك علينا أن نستحضر علم الاجتماع الخلدوني في الحديث عن مجيء فن الغناء دلالة على اكتمال العمران، وهي الفكرة التي سمح المعاصر ماسلو لنفسه أن ينسبها إليه في مدرج الحاجات الإنسانية!. عين المسافر ? درست في اليمن والسودان ولبنان ولندن في فترة مبكرة من حياتك، وشهدت طفولتك ترحالاً متواتراً في جغرافيات مختلفة، كيف ترك هذا الترحال أثره عليك وكيف أثرت هذه المرتحلات الجغرافية في تكوين “أناك” نفسياً وإنسانياً وإبداعياً؟ ?? بالنسبة للطفولة كنت طفلاً مدللاً لأنه آخر العنقود عند والديه ولأنه ذكر أيضاً. لم يخلُ من مواقف الدهشة أمام أقوال وأفعال الكبار الذين يحاكيهم دون أن يقبل الذوبان فيهم. طفل يدرك أن كلا والديه من أسرة عدنية مرموقة ومشهورة بين الناس وحاضرة في أجهزة الإعلام. أسرة تعتز بمكتبتها الكبيرة والمتجددة بمجلة العربي شهرياً، وكذا ملحق العربي الصغير كما كان يسمى. كلانا أنا والعربي ولدنا عام 1958م. طفل يرى والده يستريح في (البلكونة) ويمسك بآلة العود ويعزف ويغني عليها أنغاماً شجية. أما الشباب فقد تعاصر مع نكبات سياسية واجتماعية شهدتها المدينة عدن وباقي جنوب اليمن. فالاستعمار يرضخ للثوار ويشرع في المغادرة لكن الثوار يضيقون ببعضهم البعض وتبدأ مذبحة لم تنته بانكسار أحدهما وخروجه من الملعب السياسي لأن شهية القتل كانت قد استعرت فكان الدم والإرهاب سمة الحكم الوطني الوليد وما لبث الاتحاد السوفييتي أن حل محل الاستعمار البريطاني الراحل ليكون الاستقلال “استقلالا ضائعا”. ضقت ذرعا بالتصنيف الجائر للوطني والعميل وبمستوى الدراسة الابتدائية المتردي، رغم أني ظللت منجذباً لاثنين من أساتذتي هما علي الرديني ومحمد سالم التوي وقد حببا إلي المدرسة والمعرفة ومكناني من اللغة العربية. وما لبثت الأسرة عن كابرها أن غادرت عدن إلى حيث لا وكر دائم؛ فمن لندن إلى بيروت إلى الخرطوم لإكمال الدراسة الإعدادية والثانوية بكل ما صاحب ذلك من خبرات صادمة ومعضلات دراسية مثل تعلم لغة ثالثة هي الفرنسية وتعلم الرياضيات الحديثة. إضافة إلى التمزق الوجداني فلا ألبث أن أكون صداقات في قطر ما وأجيد لهجته حتى أجد نفسي أرحل إلى حيث علي أن أبدأ من الصفر. غير أن السفر مدرسة ثقافية كبرى كوَّن لدي الإحساس المبكر بالمقارنة وهي ما زالت قاعدة أرسطو الأولى في المنطق، بل وربما منحنا تلقائياً عيناً ثالثة خاصة في ما يتعلق بالفكر والتعبير هي عين التفكير الناقد التي قامت عليها النهضة الأميركية المعاصرة. لقد فقدت بفعل المرتحلات السابقة لأوانها الفرصة الطبيعية في أن أكوّن الإحساس بالرضا الذي يوفره الاستقرار العائلي والاجتماعي ونشوء الهوية والانتماء تدريجياً وتربوياً؛ فكنت دائما الخروف الأسود في القطيع الأبيض!. عشت في داخليات للطلبة يحشر فيها ثمانية طلاب في حجرة صغيرة تتفاوت أعمار سكانها ما بين 22 سنة و12 سنة وهذا تربويا غير سليم من منظور علم نفس النمو. وشخصياً أتصور أن هذه الخبرات الصادمة المتعاقبة جعلت شخصيتي تعاني بشكل مزمن من القلق الوجودي المفرط. وحينما بدأت أكتب الشعر انعكس هذا بجلاء في أحاسيسي الشعرية. ? ما الذي يشغلك ثقافياً هذه الأيام، وما هو مشروعك المقبل؟ ?? أسست مؤخراً موقعاً إلكترونياً ثقافياً اسمه مفكرة صنعاء وأعكف على تجهيز أطروحتي للدكتوراه عن الوسواس القهري للنشر. أما الأكثر إرهاقاً فهو كتابي وربما آخر العنقود المسمى (طب وطرب). شيء من السيرة ولد الباحث والناقد الموسيقي الدكتور نزار محمد عبده غانم في مدينة عدن اليمنية عام 1958م، ويحمل أيضاً الجنسية السودانية الفخرية، ويعمل أستاذ (م) للصحة والسلامة المهنية بكلية الطب بجامعة صنعاء. مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية. ومؤسس أول عيادة مجانية للمبدعين بصنعاء 1992م. ? تتمحور اهتماماته الثقافية والبحثية في مجالات عدة، منها: تاريخ التثاقف الموسيقي بين اليمن وجيرانها، النشاط المدني الحقوقي، تفسير اضطراب الوسواس القهري للمرضى والمجتمع، وجمع مخطوطات الطب اليمني القديم. ? له مجموعة من المؤلفات منها: “أغنيات الشاعر اليمني محمد عبده غانم”، “جسر الوجدان بين اليمن والسودان”، “الرقصات الأفرو يمنية”، وبحث عن “الآصرة الموسيقية بين اليمن والهند”. ? أعد وكتب مجموعة من البرامج للإذاعة والتلفزيون أبرزها: برنامج (بين أغنيتين) لإذاعة صنعاء، وشارك في إنتاج أسطوانة (اليمن) ضمن سلسلة موسيقى الإسلام العالمية 1999م. ? أعد المكون الموسيقي في التقرير العربي الرابع للتنمية الثقافية بمؤسسة الفكر العربي ببيروت 2011 م. ? شارك ونظم عشرات الملتقيات والندوات والمؤتمرات داخل اليمن وخارجها، منها: أول مؤتمر عام للمنظمات غير الحكومية بصنعاء 1998م، أول ملتقى تشاوري لنشطاء الصحة النفسية بصنعاء 2000م. ? قدم محاضرات في مراكز الدراسات الشرقية بالجامعات الأميركية والبريطانية والنرويجية. شيء عن المؤسسة مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية هي منظمة غير حكومية، مستقلة ومحايدة وغير هادفة للربح، مكرسة للدفاع عن قضايا المجتمع والمرأة والشباب على وجه الخصوص. وتهتم بالقضايا التنموية والثقافية وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعمل المؤسسة على تحقيق تنمية مستدامة في المجتمع وعلى تحقيق أهدافها ضمن مجالات عدة لها علاقة مباشرة بتفاصيل الحياة اليومية في المجتمع المدني اليومي. وتسعى المؤسسة للإسهام في تحقيق نهضة تنموية شاملة تلبي الاحتياجات وتفي بمتطلبات المجتمع المدني اليمني، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع النوعية، وتعزيز ديمقراطية المشاركة الإنسانية وحقوق الإنسان بين فئات المجتمع وعلى وجه الخصوص فئات الشباب، منتهجة مبدأ الشفافية والمهنية وتمكين المرأة والشباب وتعزيز جهودهم في الوصول إلى مراكز صنع القرار. وتتلخص أهدافها في: خلق وعي مجتمعي شبابي قادر على الإسهام في تعزيز وترسيخ قيم ومبادئ الديمقراطية وحق المشاركة السياسية وحقوق الإنسان. تنمية وتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير. تسليط الضوء على قضايا المرأة والطفل والحفاظ على حقوقهما التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية. تمكين المرأة اليمنية من أدوار سياسية واجتماعية وتوعيتها بحقوقها الشرعية والمدنية ومحاربة أي سلوك خارق لحقوقها. تعزيز التسامح والسلام الاجتماعي بإدارة مجادلات فكرية بين مناهج الفكر الإنساني التجريبي والقياسي والنقلي والخرافي وبشكل كامل الديمقراطية. الاهتمام بقضايا التنمية البشرية المستدامة ومكافحة الفساد ونشر ثقافة النزاهة في المجتمع. أما المشروعات التي تعمل عليها فهي: مشروع تعزيز التحول السياسي والديمقراطي في اليمن، مشروع التمكين السياسي والاجتماعي للشباب، مشروع الفنون من اجل حقوق الإنسان، مشروع التأهيل وبناء القدرات، مشروع الدعم والاستشارات النفسية، مشروع الشباب والعدالة الانتقالية في اليمن، ومشروع التدريب والتأهيل الموسيقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©