الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صناعة النجوم.. آفة إعلامية

صناعة النجوم.. آفة إعلامية
13 نوفمبر 2014 23:30
محمد عبدالسميع (الشارقة) إلى أي مدى يستطيع الإعلام أن يسهم في صناعة النجوم؟ كان هذا هو السؤال الذي حاولت الإجابة عنه ندوة «صورة الآخر» التي أقيمت على هامش فعاليات معرض الشارقة للكتاب، أمس الأول، وشاركت فيها الإعلامية سارة المرزوقي، والصحفية الإعلامية فريدة الشوباشي، وأدارتها د. مريم العجمي. استهلت الإعلامية سارة المرزوق حديثها قائلة: طلب الشهرة والنجومية حق مشروع وليس عيباً، لكن الأهم ما الهدف وراء هذه الشهرة؟ هل يحمل هذا الشخص الطامح إليها هماً ما أو قضية ما؟ أم أنه يهدف فقط إلى الاستعراض تحت الأضواء ليغذي نرجسية ما؟ نرى كثيراً من نجوم البوب في الغرب على سبيل المثال أصبحوا نجوما بين ليلة وضحاها لأن الإعلام مهّد لهم طريق الشهرة ذلك أنهم «مجندّون» فالتجنيد ليس عسكرياً هنا بل تجنيد فكري وثقافي بهدف إحداث تغيير ما في الناس أو تمرير رسالة عن طريق هذا النجم. الإعلام أحياناً يتحول إلى أداة بيد الحكومة أو المنظّمة أو الجهة التي ترعاه أو تملكه. ولذلك لا شيء يمر في وسائل الإعلام بطريقة عفوية بل كل شيء مدروس ومنظّم. أهداف تجارية وتكمل المرزوقي: قد تكون لوسائل الإعلام أهداف تجارية ربحية فتعمد إلى صنع نجوم فارغين لا يملكون شيئاً بهدف الربح المادي، لكن هؤلاء كفقاعة لا تلبث أن تنفجر وتختفي. القنوات الإعلامية تضع اللوم على الجمهور وتقول «الجمهور عاوز كده» وهي محقة فهناك شريحة من الجمهور فعلاً ترغب وتؤيد الإسفاف مثلاً لكن برأيي هذا كله مردّه إلى سبب جوهري هام وهو أننا كشعوب عربية نفتقر إلى «ثقافة الابتكار». وثقافة الابتكار للأسف لم تُغرس فينا منذ الصغر، والوسائل التعليمية لها دور في ذلك فهي اعتمدت لجيلنا والجيل الذي قبلنا طريقة «التلقين» التي تنتهج الحفظ دون أن تربي فينا مهارات التحليل والنقد والابتكار، التي هي مطلوبة في العمل والزواج وتربية الأبناء لكن الكثير منا يفتقر لها حقيقة، والدليل أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم كشفت هذا الأمر فبتنا نصدم بشخصيات قد تكون أكاديمية أو ذات باع طويل في مجال ما لكنها تفتقر إلى أبسط أبجديات الحوار والنقد البناء والتحليل الموضوعي فنرى ما نراه اليوم من هجوم لفظي أحياناً في وسائل التواصل الاجتماعي غير مقبول. لكن لعل هذا الأمر في طور التحسن نظراً للتغيير الإيجابي الذي يطرأ على طرائق التدريس ومناهجه اليوم والتي نأمل أنها ستطوّر أدوات الحوار والتفكير والنقد لدى الجيل القادم. وتتابع المرزوقي: من مساوئ الإعلام أنه يسعى إلى التأثير في المشاهد على المدى البعيد وليس على المدى القريب، فهو على سبيل المثال، يعرض لك فكرة مرفوضة تماماً بالنسبة لك ولا تتفق مع قناعاتك ومبادئك، في البدء سوف يقع عليك الأمر وقع الصدمة فتغلق شاشة التلفاز، وبعد فترة قد تمر عليك الرسالة الإعلامية ذاتها فترفضها لكنك تمررها على مضض، ثم تراها تطبيقاً حياً أمامك في الشارع أو العمل قد تنزعج منها لكنك لن ترفضها كالسابق لأنها ترسّخت لديك في اللاوعي على أنه أصبح أمراً «مألوفاً» والخطورة تكمن هنا إذ إنك لن تعود تستهجن المستهجن بعد اليوم وربما في المستقبل ستقوم به. الحرية والمسؤولية وترى الإعلامية فريدة الشوباشي أن الإعلام يجب أن ينطلق من خلال مبدأ الحرية المطلقة والمسؤولية الكاملة بتوفير المعلومات وإعلام المواطن بكل الحقائق كحق أصيل له بعيدا عن الدكاكين الفضائية المشبوهة والمشوهة للحقائق والتي فرضت علينا شخصيات بعينها، ومنها القنوات التي أطلقت على نفسها دينية ثم انطلقت في لعب دور سياسي خطير بالتحريض والتكفير وإغلاق العقول عكس ما يحض عليه ديننا الحنيف من سماحة وإعمال للعقل. في ظل وجودهم عشنا حالة من التقزم في كل شيء، الأسماء العظيمة التي عايشناها حل محلها أسماء ليس لها مصداقية أو رصيد أو علم. وتساءلت الشوباشي: هل لو كان حكمنا حكام مؤمنين بشعوبهم، كان الإعلام استطاع أن يصنع شيأً؟ وأجابت: الشعوب لجأت للثورات بسبب سوء الحكم والفساد. والإعلام لا يمكن أن يختلق شيئا من العدم لكن هو يكبر ويضخم القضية. وأضافت ان الحل في وجود إعلام راق ومحترم هو في نقل الخبر بأمانة دون اضافات. أنا كأعلامي أتحدث عن وقائع وحقائق وخلاف ذلك خروج عن الرسالة، ايضاً هناك عنصر آخر ضامن لجودة الاعلام يتمثل في الرقابة المجتمعية في ظل مجتمع متميز فاهم وواع. هناك شخصيات إعلامية كبيرة افتقدت الصدق ففشلت وانسحبت من المشهد لعدم تقبل الناس لها. وأشارت الشوباشي إلى أن الشهرة تأتي من المسؤولين عن صناعة الإعلام إذ لهم دور في إبراز شخصيات ونماذج معينة للبروز والظهور الإعلامي للتأثير على الناس. ولكن الاستمرارية تحتاج إلى أمانة وصدق والإحساس بهموم ومشاكل الناس. واختتمت الشوباشي: أنا إنسانة اعتادت على قول الحق وحتى الآن لا أقول إلا ما أعتقده صحيحاً ولا أدعي بأن كل ما أقوله على صواب، وجل من لا يخطئ، ولكن يشفع لي بأنني لم أتلفظ بحرف لم أؤمن به لأنني ناصرية وأنتمي لمشروع القائد وأدافع عن فكرة العروبة والقومية العربية ومفهوم العدالة الاجتماعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©