السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الوطاسي يلتقط المُنفلت من المدينة

الوطاسي يلتقط المُنفلت من المدينة
13 نوفمبر 2014 23:25
محمد نجيم (الرباط) قدم الفنان والمصور الضوئي المغربي رشيد الوطاسي برواق «دي لاكروا» في مدينة طنجة، أحدث أعماله التي يلتقط فيها المنْسي والمُنفلت من فضاء طنجة وشخوصها. عدسة هذا الفنان المسحور بمدينة سحرت، أدباء العالم قبل أهلها منذ عقود مضت. فنان اجتذبه السحر إلى رونق المكان وشاعريته كما أثارته المدينة بناسها وأطفالها وأهلها البسطاء، فاقتنص الأثر وعادة وطقوس أهلها. وحّوله بحسه المرهف إلى منْجز فنّي شديد الرقة والجمالية. فالفنان رشيد الوطاسي خبر الأمْكنة والناس، وشرب من ماء طنجة وتنفس هواءها إلى حد الثمالة. عايش أدباء طنجة وعمالقتها، واحتكّ بهم، والتقط صورا لكاتبها الأشهر وساردها محمد شكري، كما التقط صورا أخرى لبوول بوولز، الكاتب الأميركي الذي سحرته طنجة وانبهر برُواتها وبدروبها الضيقة وببحرها، وألفَ ناسها البسطاء والفقراء ليُقرر الإقامة فيها حتى وفاته. يقدم لنا الفنان رشيد الوطاسي أعماله التي التقطتها عدسته باللونين الأبيض والأسود ليصف لنا أمكنة وأشخاصا من زمن طنجة الجميل، طنجة الأسطورية. يقول رشيد الوطاسي في تصريح لـ«الاتحاد» أصبح العالم يتغير بشكل سريع ومُهول، وأصبحت الأمكنة تفقد رونقها وجماليتها وشاعريتها، والفنان كما الشاعر والروائي والكاتب هو أول من يُحس بهذا التغيير الذي يلمس الأمكنة والعادات الأشياء، مضيفا: أن زمن طنجة اليوم ليس زمنها بالأمس القريب، إنه زمن يفتقد لأي جمالية وحس شاعري في المعالم والقيم والأشياء، فطنجة التي نعيش فيها اليوم، رحل عنها كبار الأدباء ممن خلدوها في أعمالهم. تحاول صور رشيد الوطاسي أن تُمسك بلحظة هاربة يأخذها منا نهر الزمن إلى وجهة مجهولة، وهو مثل الروائي الفرنسي الشهير مارسيل بروست يحاول البحث عن الزمن المفقود، لكن الوطاسي يبحث عنه في مدينة طنجة. الوطاسي يحاول أن يكتب رواية أخرى عن مدينة طنجة، لكن كتاباته عنها تتم بآلته التي لا يستعمل فيها إلا اللونين: الأبيض والأسود وقد بلغ عدد الصور المعروضة في هذا المعرض الذي أطلق عليه عنوان: «طنجة: المنعطف» 60 صورة تعتبر كلها وثائق مهمة ترصد الناس والطقوس والمكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©