روعة يونس:
بفضل تنوع وثراء طبيعة المملكة المغربية الأخاذة، تتوافر قاعدة عريضة من الخيارات لمن يقصدها، فهي محاطة بالبحر من الشمال والغرب، وفيها تتعانق الصحراء والجبال والأنهار والسهول والوديان والبساتين، والآثار والمواقع القديمة، وبهذا، تضع زائرها أمام سياحة طبيعية وتاريخية وعائلية، فضلاً عن التسوق والاستمتاع بالمنجزات العصرية المعمارية والترفيهية والرياضية والفنية·
أرض مكناس
حيثما يتجه نظره، يجد السائح إلى جانب البساط الأخضر الممتد بين طبيعة أزلية وحدائق حديثة، رتبت على شاكلة حدائق الأندلس، بنياناً معاصراً رائعاً، يجاور الآثار والمتاحف والتفاصيل التراثية والبوابات المزخرفة والقباب الخضراء·
تبوح لنا مكناس عبر سوالف مشايخها الطاعنين في السن، بكل أسرارها التاريخية والإنسانية والجمالية· وتخبرنا فاس ببعض كنوز المغرب الجميل، فالآثار الرومانية في ليكسوس- العرائش و وليلي- مكناس
والكهوف والمغارات المدهشة في مناطق تازة و وجدة و القصور الملكية كقصر البديع والمساجد المهيبة كمسجد الحسن الثاني الذي يعتبر فلسفة معمارية حضارية، هي بعض هذه الكنوز·
الشوارع العتيقة
لا يكفي السائح المرور بشارع محمد الخامس أكبر وأجمل شوارع الرباط الذي تتوسطه ساحة خضراء وصفوف من أشجار النخيل والمتاجر العصرية والمقاهي الفخمة· ففي شوارع المدن المغربية العتيقة وأحيائها الشعبية حيث تتسلق النباتات الخضراء والزهور الملونة الجدران، فتنشر عبيرها في أزقة تحكي حكايات الأجداد، دهشة من نوع خاص، وهي ذات الدهشة التي يعيشها الزائر حين يرتاد الأسواق العريقة المسقوف منها والمفتوح، والتي تباع في حوانيتها ودكاكينها كل البضائع المرجوة·
فنون الأيادي الماهرة
تزخر المتاحف بكنوز من الحضارات التي يمكن رؤيتها في متحف الفن المغربي في طنجة ومتحف الآثار في تطوان ، فضلاً عن المجموعة المدهشة من السجاد الزّرابي في الأوداية وتشكيلة السيراميك الرائعة في متحف دار البطحاء فاس · والأعمال الفنية الرائعة في النقش على الخشب في سلا وتطوان ومكناس ، والأعمال الفخارية التي تزخر بها أسواق فاس واسفي فتبهر ألوانها وجمالياتها العيون· بينما تشتهر الدار البيضاء
ومراكش بالمشغولات الجلدية خاصة الأحذية المغربية الشهيرة·
وننسج ما طاب لنا من أحاديث الجمال، عن فنون نسج السجاد و لتطريز اليدوي المفعم بالألوان والبهجة الذي تحيكه النساء يدوياً، والثوب المغربي الشهير بقبعته المنسدلة التي يندر أن يعود السائح من المغرب من دونه، وتكتمل هذه اللوحة الفنية بالمجوهرات والمصوغات الذهبية أو الفضية التراثية، فالقلائد والخلاخيل والأساور المتقنة الصنع تنتظرك في مدن المغرب بخاصة فاس · بخلاف الفنون الشعبية والفلكلور، من رقص وموسيقى يملآن تراث المغرب، فالفنون الشعبية تلعب دوراً حيوياً في الحياة الاجتماعية، من خلال المناسبات العامة والأعراس والمهرجانات·
استرخاء وتأمل
توفر المنتجعات السياحية وكبرى الفنادق، سواء كانت عصرية أو ذات طابع تراثي، خدمات عديدة، تتجلى بلقاء الطبيعة الساحرة والاسترخاء والتأمل في أجوائها، والدخول في تجربة مائية يوفرها نهر أم الربيع حيث السباحة والغطس وركوب الأمواج والقوارب الشراعية، وصيد الأسماك على أنواعها، في المحيط الأطلسي، والبحر الأبيض المتوسط·
والماء يقودنا إلى الثلوج التي تغطي جبال الأطلس، فيبدو معها كما لو أنه رجل هرِم جليل يحتضن أبناءه، يقصده السياح لممارسة تسلق الجبال وركوب الدراجات· و تنتظرنا الطبيعة المدهشة في أغادير و سوس حيث الفنادق الفخمة والشواطئ الرملية الممتدة على أكثر من 10 كيلومترات، تدفع للانطلاق بمغامرة نحو الجمال الخلاب في تزنيت، وتارودانت،
وتافراوت، كذلك نجد النوادي الصحية التي تمنح الاسترخاء والراحة، كالنادي المائي في مولاي يعقوب المثالي لمعالجة آلام الروماتيزم ومشاكل الجلد·
كلوا من الطيبات
ولا يفوتك تذوق ألذ وأشهر الوجبات الكسكس · والحلويات الغريبة، كعب غزال، حلوى التمر، الملوزة · وإن نسيت أنت، فلن تنسى مطاعم المغرب تقديم كوب من الشاي المغربي الشاي المعطر بالنعناع لأنه خير تعبير عن الضيافة والترحيب·
وتكتمل المتعة بممارسة رياضات جوية كالتحليق في الجو سواء بالطيران العادي أو الشراعي أو المظلات أو المنطاد· وكذلك ممارسة رياضة القنص ومشاهدة الطيور (السمان والحمام والحذف والسمنة) فالصيد بالصقور أحد أشهر الرياضات التقليدية في المغرب·
الخيل والليل
ثمة رحلات لمشاهدة الجمال وركوبها فوق كثبان رملية تحيط بها واحات النخيل والماء، مما يمنح البيداء شكلاً ساحراً في الأمسيات الليلية· وهناك مهرجان الخيول واستعراضاتها الرائعة، وسباقات فوق صهوة الجياد، إضافة إلى رحلات استكشافية في المتاحف والمناطق الأثرية المنتشرة في كل أنحاء المغرب·
ولعشاق رحلات سيارات الدفع الرباعي، توفر العديد من المؤسسات السياحية رحلات مشوقة تجوب بعض مناطق المملكة وتعرّف السائح عليها· كما توفر جميع المنتجعات، ملاعب الجولف التي يعكس انتشارها عشق أهل المغرب لهذه الرياضة التي يمكن ممارستها في مراكش وطنجة والرباط ومكناس ·
أما طنجة التي تطل على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، فهي حمامة أفريقيا، وبوابة المغرب لقربها من سواحل اسبانيا· فإذ اتجهنا إلى رأس مالاباتا نلتقي بجمال منقــــطع النظير بدءاً من المنارة والمياه الزرقاء في شواطئ تطوان مروراً بـ الحسية وصولاً إلى السعيدية ، وما إن نصل شاطىء البحر حتى نرى قبالتنا جبال الريف وقد علت لتعانق السحاب·
القصبات
أما المدن المنيعة التي قام البرتغاليون قديماً ببناء عدد منها، فترحب بزوارها وتفتح أبواب مناطق آزمور والعرائش وأصيلة وآسفي والصويرة كي يقضي السائح في رحابها وقتاً لا ينسى· بينما التوجه إلى طريق القصبات يعني لقاء مناظر طبيعية مذهلة ولا تتشابه فيما بينها، سواء كنا نقتفي الرمال أو نتسلق قمم الجبال الثلجية، أو نهرول في المعابر والمضايق السحيقة، أو نستلقي في الواحات الغناء على طول نهر درعة حيث تزهو الطبيعة بألوانها وهي تتجه بقدميها الخضراوين إلى الصحراء، فطريق دادس تعدّ حاضنة لأفضل مزارع النخيل وبساتين الزهور، وكل تلك الدروب بخاصة ورزازات والراشيدية تقود إلى القصبات، مدن الأساطير الطينية·
رحلة العمر
يمكن للمسافر إلى المغرب أن يعتبر رحلته تلك، رحلة العمر، خاصة حين ينطلق في رحلة الألف كيلومتر لمشاهدة المدن الأربع العتيقة التي غدت عواصم للمغرب على مر العصور فاس ومراكش ومكناس والرباط ، ففي كل مدينة تفاصيل تميزها عن الأخرى، إلى جانب المدن الأخرى الدار البيضاء، أغادير، طنجة، الصويرة، طريق القصبات التي تفعم المسافر بجملة من المشاعر والأحاسيس، ليغادر المغرب حالماً بالعودة إليها، وفي أعماقه امتنان هائل للظروف التي أتاحت له زيارة المغرب الجميلة بالزاف ·
لمزيد من المعلومات:
المكتب الإقليمي الوطني المغربي للسياحة:
دبي: 2292394-04
فاكس: 2292419-04
عدد اليوم
