تتدافع بعض كبريات شركات النفط العالمية إلى الحصول على تراخيص التنقيب عن الغاز الصخري في كولومبيا بصفتها إحدى الدول الكثيرة المتطلعة إلى استغلال ما لديها من غاز غير تقليدي، على غرار ما حققته أميركا الشمالية من تقدم وازدهار في هذا المجال. وقال خافييه جوتيريز رئيس تنفيذي إيكوبترول شركة الطاقة الوطنية الكولومبية إن اكسون موبل ورويال داتش شل وكونوكو فيليبس ضمن أكثر من 80 شركة تتقدم للحصول على التراخيص. وأضاف: “إن هناك اهتماماً بهذه الدورة الترخيصية يفوق ما شهدناه في الدورة السابقة”.
هذا الحماس يعتبر منعطفاً مهماً لكولومبيا الدولة التي طالما كانت مرادفاً للعنف السياسي وعدم الاستقرار، إذ كانت لسنوات ضحية لمعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة اليسارية مثل القوات المسلحة الكولومبية الثورية.
كما انجرفت قوات الجناح اليميني شبه العسكرية وعصابات المخدرات، فيما بات أطول نزاع مسلح في أميركا اللاتينية.
غير أنه مع تكثيف الحكومة قمعها لتلك القوى غير الشرعية انحسر العنف، وتقلصت ظاهرة حوادث الاختطاف.
في الأشهر القليلة الماضية زادت هجمات جماعات مسلحة على خطوط الأنابيب وحقول النفط. ولكن مسؤولي النفط الكولومبيين قالوا إن معدل الهجمات تراجع بعد أن اتفقت الحكومة الكولومبية وجيش كولومبيا الثوري في شهر سبتمبر الماضي على الاجتماع في أوسلو في بدايات شهر أكتوبر لعقد محادثات بينهما منذ عقد من الزمن. تزامن تراجع العنف مع توجه الحكومة نحو انفتاح قطاع النفط، مثل عملية الخصخصة الجزئية لشركة ايكوبترول في عام 2007. ومنذ ذاك تحسن أداء الشركة تحسناً ملموساً، حيث زاد إنتاجها إلى الضعف من 400 ألف برميل نفط مكافئ يومياً في عام 2007 إلى قرابة 750 ألف برميل هذا العام. وتخطط الحكومة إلى بلوغ 1?3 برميل نفط مكافئ يومياً بحلول عام 2020 عن طريق برنامج استثماري حجمه 80 مليار دولار.
كما زادت قيمة ايكوبترول السوقية إلى ما يفوق أربعة أمثالها منذ طرح أسهمها في اكتتاب ابتدائي عام 2007.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
عدد اليوم
