الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشغلو الاتصالات يواجهون معضلة خدمات المكالمات والرسائل المجانية

20 أكتوبر 2012
أصبح انتشار الهاتف الذكي نعمة ونقمة في آن واحد لمشغلي شبكات المحمول. إذ يقبل الناس على شراء الهواتف الذكية بكل شغف وينفقون على ألعاب ومشاهدة الفيديو واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي وإجراء المكالمات وإرسال رسائل نصية. غير أن الهواتف الذكية فتحت أيضاً الباب لأضرار معينة ذلك أن مقدمي خدمات القيمة المضافة يعكفون على جذب عملاء مشغلي الشبكات من خلال توفير خدمات رسائل ومكالمات مجانية عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية. تأخذ هذه الخدمات العديد من الأشكال، ولكن تطبيقات المكالمات والرسائل تعد أكثر ما يلحق بالمشغلين من أضرار. فبدلاً من دفع مقابل رسالة نصية أو مكالمة هاتفية في وسع المستخدم أن يستعمل سكايب (Skype) التي اشترتها مايكروسوفت العام الماضي، أو واتسآب (Whatsapp) (من ابتكار اثنين من المبدعين في ياهو) أو ربتل (Rebtel) (شركة سويدية بادئة)، أو فايبر (Viber) أو فوكسر (Voxer) أو غيرها من الكيانات الصاعدة في إرسال رسائل أو إجراء مكالمات صوتية مجاناً. وفي بعض الأحيان يتحمل المستخدم بعض الرسوم ولكن من خلال خدمة واي - فاي يمكنه أيضاً تفادي هذه الرسوم. قدرت مؤسسة “أوفم” الاستشارية أن خدمة الرسائل من هذا النوع كلفت المشغلين العام الماضي 13?9 مليار دولار أو 9% من إيرادات الرسائل. وبالنسبة للمشغلين الذين لا يتفاعلون مع هذا الواقع سريعاً ربما يحدث مستقبلاً ما هو أسوأ. ففي بحث أجراه مؤخراً تشيتان شارما الاستشاري تم تحديد أربع “موجات” من الدخل لصناعة المحمول الموجة الأولى: المكالمات وهي في تضاؤل في معظم الدول الغنية. والثانية خدمة الرسائل وهي أيضاً في تضاؤل في العديد من الأسواق. أما الموجة الثالثة فهي الدخول على بيانات والتي يمكن أن تزيد زيادة كبرى في خلال ثلاث أو أربع سنوات. تضم الموجة الرابعة مجموعة هائلة من الخدمات. ويشير شارما إلى 12 خدمة من تطبيقات الرعاية الصحية إلى خدمات دفع الفواتير. عمالقة الإنترنت وقال شارما إنه سيتعين على المشغلين السعي جاهدين لتقديم هذه الخدمات ليس فقط من أجل التنافس فيما بينهم ومع الكيانات البادئة ولكن أيضاً لمنافسة عمالقة الإنترنت، وينتظر أن يتقلص أولئك المشغلون الذين يعجزون عن ذلك إلى مجرد مؤسسات خدمات عامة لا تحصل إلا علي أرباح قليلة. غير أن التهديد القريب يتمثل في تضاؤل العائدات من المكالمات وعلى الأخص من الرسائل. ورغم أن اختراق الهواتف الذكية تجعل المشغلين أكثر عرضة للمخاطر إلا أن الأسعار تعد عنصراً مهماً: فالشركات التي تعتمد على مكالمات ورسائل مكلفة تتجاوز الكميات المقيدة في عقود المستخدمين تكون أكثر عرضة للأضرار. في أوروبا يعتبر المشغلون الهولنديون والإسبان والسويسريون الأكثر تعرضاً للأضرار. فمنذ عام مضى تعرضت شركة كيه بي إن الهولندية من تضاؤل أرباحها. فضلاً على ما يعانيه المشغلون من أضرار جراء أزمة أوروبا الاقتصادية. في الربع الثاني من عام 2012 كانت إيرادات كيه بي إن من خدمات محمول المستهلك الهولندي أقل بنسبة 9% من العام السابق. ونتيجة ثبات الإيرادات وتراجع الأرباح في النصف الأول من عام 2012 قررت تليفونيكا الإسبانية عدم توزيع أرباح الأسهم. في مقدور المشغلين مواجهة ذلك بأربع طرق. أولها أنه في إمكانهم منع المتطفلين لو أن القوانين تسمح بذلك. في شهر يوليو قال مرصد مراقبة الاتصالات في كوريا الجنوبية إنه في إمكان مشغلي الشبكات الثلاثة بالدولة تقييد استخدام خدمات مكالمات المحمول المجانية (VOIP). يمتلك نحو نصف الكورين الجنوبيين هواتف ذكية ويستخدم معظمهم تطبيق رسائل يسمى كاكاوتوك ألحق بنشاط رسائل المشغلين النصية القصيرة أضراراً بالغة. حين بدأت كاكاوتوك خدمة مكالمات في شهر يونيو كان يخشى مما هو أسوأ، غير أن قرار المنظمين لم يحظ برضا الناس وربما لا يدوم طويلاً وخصوصاً في عام انتخابات. كما في إمكانهم تعديل أسعارهم لتصبح خدمات المكالمات والرسائل المجانية أقل جذباً إما عن طريق فرض رسوم أكبر على الخدمات المنافسة التي تركب شبكاتهم أو عن طريق جعل خدماتهم أرخص وفي شهر أبريل قامت يويجو المشغل الإسباني التابع لشركة تيليا سونيرا السويدية بفرض رسوم على مكالمات ورسائل المحمول التي كانت مجانية من قبل (وإن كانت لا تزال مجانية في عدد من الحزم). ولدى تيليا سونيرا خطط مماثلة تعتزم تنفيذها في السويد. وأدخلت كيه بي إن نصوصاً غير محدودة في خدمة تسمى هاي HI موجهة للشباب أمل الشركة في أن تساعد على وقف النزيف. الرسائل المجانية كما ادخلت إيه تي أند تي وفريزون وايرلس الأميركيتان خطط تسعير جديدة تهدف جزئياً إلى تقييد متطفلي خدمات المكالمات والرسائل المجانية. وفي السياق ذاته، يعكف جهاز صناعة مشغلي المحمول في إسبانيا على وضع حل جماعي يسمى رسمياً حزمة الاتصالات الثرية المتقدمة (RCS-e) ويطلق عليه اسم “جوين” “Joyn” لأغراض التسويق والسهولة في البداية سيقدم جوين خدمات الرسائل ومكالمات “ثرية” تتيح في نفس الوقت إرسال صور وفيديو وتبادل الملفات. ويأمل جهاز صناعة مشغلي المحمول أن يكون هذا الحل منطلقاً لخدمات أخرى. وتتمثل فائدة هذا الحل من حيث المبيعات أنه سيتم تركيبه داخل الهواتف وبالتالي سيكون متاحاً تلقائياً في كافة الشبكات. ولذا لن يكون من اللازم تركيب تطبيقات ولا يلزمك أن تتأكد من أن أصدقاءك قد ركبوها أيضاً. لم تنتشر خدمة “جوين” بعد وهي لا تتوفر سوى في إسبانيا الآن وإن كان من المقرر إطلاقها في ألمانيا في شهر أكتوبر، كما ينتظر أن يبدأ مشغلون كوريون جنويون وغيرهم خدمات حزم الاتصالات الثرية المتقدمة قريباً. وينتظر أن تنتشر هذه الخدمة تدريجياً مع استبدال المستهلكين هواتفهم بأجهزة تحمل في داخلها هذه الخاصية، يفترض أن تعرض للبيع قريباً. إذ اتفق جميع كبار مصنعي الهواتف على إدخال هذه الخاصية في هواتفهم باستثناء أبل التي لا تزال تقدم خدمات مجانية. ونظراً لأن هناك صراعاً مع الزمن فأمام المشغلين خيار رابع وهو أن يقدموا بأنفسهم خدمات مجانية وتعتبر تليفونيكا أكثرهم سعياً إلى ذلك وان كانت من باب التحوط تدعم أيضاً خدمة “جوين”. وفي شهر مايو أطلقت تليفونيكا ديجيتال - التابعة للشركة الأم - تطبيقاً يسمى تي يو مي ( TU Me) يتيح مكالمات وتبادل صور مجاناً جذب حتى الآن 600 ألف مستخدم. وتعد إسبانيا أكبر سوق لهذه الشركة وتأتي الهند وأميركا في المركز الثاني والثالث. ويبدو أن تليفونيكا استطاعت بحكمة حل معضلة المشغلين. ورغم أنها ربما تخسر بعضاً من نشاطها الرئيسي إلا أنها على الأقل ستحافظ على عملائها بل وربما تختطف بعض العملاء من مشغلين آخرين. نقلاً عن: ذي ايكونوميست ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©