الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منتدى «الاتحاد».. عقد من الإنجازات

25 أكتوبر 2015 23:32
أذكر أنه عندما دعينا نحن معشر كتاب «وجهات نظر» في صحيفة «الاتحاد» للمنتدى الذي أعلنت الصحيفة عن تنظيمه في العاصمة الإماراتية أبوظبي، عام 2006، وبعد نجاح الملتقى، طالبنا نحن الكتاب أن يكون هذا المنتدى تظاهرة سنوية نلتقي فيها لتداول الهموم والقضايا الملحة التي تفرض نفسها على واقعنا ودولنا ومجتمعاتنا. والحقيقة أني لم أكن أتوقع أن تلبي إدارة «الاتحاد» هذا الطلب، وتوقعت أننا أمام منتدى لمرة واحدة ثم ينتهِ وينفض سامره. لكني سعدت بتبني إدارة «الاتحاد» فكرة استمرارية المنتدى ليومنا هذا، وذلك لإيمانها بأهميته، لما يحمله في طياته من الأفكار والمواضيع التي تفرض نفسها على واقعنا وأنظمتنا ومجتمعاتنا. هذه المواضيع والقضايا بحاجة لمن يتصدى لها ويشرحها ويحللها. وقد تعددت وتنوعت مواضيع منتدى «الاتحاد» السنوي، من قضايا الجوار الخليجي، والعرب وإيران، ومستقبل منظومة مجلس التعاون الخليجي، والحرب على الإرهاب، والعرب ومسارات التحول، وموجات ما عُرف بالربيع العربي، والعرب وأميركا.. إلى اليمن والانقلاب الحوثي، وهو موضوع المنتدى السنوي العاشر لـ «الاتحاد» المنعقد مؤخراً. والجميل أن قطار منتدى «الاتحاد» السنوي استمر على وتيرته وثباته، يُعقد سنوياً في العشرين من أكتوبر، ذكرى تأسيس وإطلاق العدد الأول من صحيفة الإمارات الأولى (20 أكتوبر 1969) في العاصمة أبوظبي. وقد تزامن انعقاد المنتدى هذا العام مع الذكرى الـ 46 لانطلاق صحيفة «الاتحاد» التي تسعى للريادة والتميز في عالم الصحافة، في حقبة الإعلام الرقمي ووسط زحف وسائط التواصل الاجتماعي التي تجبر الإعلام الورقي على التعامل مع الواقع الجديد، حيث تستعد الصحيفة لإطلاق موقع إلكتروني جديد وتقوم بتحديثات متواصلة على مدار الساعة. ويأتي المنتدى العاشر هذا العام ليضيف المزيد من التميز للصحيفة، حيث أفردت له مساحات واسعة ونشرت أوراقه وما دار في جلساته من مناقشات وتعليقات بين الزملاء الكتاب خلال يومين حافلين بالحوارات. وهكذا تتميز الصحف وتنفرد عن غيرها. سعدت في منتدى «الاتحاد» العاشر هذا العام بترؤسي الجلسة الثالثة وعنوانها «دحر الحوثيين.. تأسيس لمرحلة جديدة في سياسات دول مجلس التعاون الخليجي»، وقد ضمت الزميلين الدكتور أحمد عبد الملك وسالم النعيمي كمتحدثين. وكما قلت منذ سنوات وكررتها في الجلسة، فإننا نعيش في حقبة قيادة دول مجلس التعاون الخليجي للنظام العربي، وذلك لتراجع دور الدول المركزية العربية ذات الثقل التاريخي وانشغالها بهمومها الداخلية، كما نرى في مصر والعراق وسوريا. لذلك وقعت على المملكة العربية السعودية ومعظم الشركاء الخليجيين مسؤولية قيادة النظام العربي والتصدي للفراغ الاستراتيجي. وقد ساهمت الكثير من الظواهر والتفاعلات في المنطقة في دفع دول مجلس التعاون الخليجي للاعتماد على قدراتها للدفاع عن مصالحها وحماية أمنها القومي، دون انتظار أو الاعتماد على الأمن المستورد والحماية الأجنبية الذي قد لا يأتي وقد لا يتقاطع مع مصالحنا الإقليمية. لذلك جاءت «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في اليمن والتي تهدف من خلال إعادة الشرعية ودحر الانقلاب الحوثي إلى ضرب وتعطيل المشروع الإيراني في المنطقة. فهناك حرب باردة طويلة مع إيران. والمهم أن «عاصفة الحزم» رغم كلفتها، ورغم أنها تأخرت (كما قال أحدهم)، إلا أنها كانت ضرورية لتجنب الأسوأ وهو السماح لإيران بمحاصرة دول الخليج والتمادي أكثر في مشروعها، خاصة بعد توصلها للاتفاق النووي مع الغرب وتجرؤها على المواجهة والتصعيد بلا رادع. تشكل «عاصفة الحزم» نواة لمشروع عربي يتصدى للمشاريع الإقليمية والدولية المتقاطعة على أرضنا العربية وعلى حساب أمننا واستقرارنا. وبذلك تتكرس زعامة السعودية ودول المجلس المشاركة في «عاصفة الحزم»، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة التي عملت بإخلاص لتحقيق هذا الهدف. كما تساهم «عاصفة الحزم» في تفعيل استراتيجية احتواء القوى المناوئة للمشروع العربي وخاصة إيران، ما يؤسس لمرحلة توازن قوى تساهم في كبح جماح إيران وغيرها من القوى الإقليمية، وتعزز الأمن والاستقرار بما يجنب المنطقة صراعاً دائماً ويحميها من خطر العسكرة وسباق التسلح مع ما لهما من أكلاف وتداعيات على جميع الأطراف. نكرر الشكر والتقدير لإدارة «الاتحاد» على المنتدى السنوي المتجدد، وكلنا أمل في أن يستمر ويتميز على الدوام. د. عبدالله خليفة الشايجي* *رئيس قسم العلوم السياسية -جامعة الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©