السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحوثيون أسرى إيران

25 أكتوبر 2015 23:12
الآن وبعد أن أزاحت عاصفة الحزم الستار عن الوجوه الحقيقية للقوة الوهمية للحوثيين ورافدها الإيراني المتردد، بات الوضع الحوثي متلفتاً متخوفاً مليئاً بالتوقعات المتشائمة من آت بات أقرب للواقع، فها هي قوات التحالف تحقق تقدمها المتسارع نحو المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء واجتيازها للعوائق البشرية والجغرافية خلال زمن قياسي يملأ قلوب الجبناء بالرعب من النهاية التي ظهرت ملامحها، وأيقن المجرم أن ساعة الهزيمة قد قرعت أجراسها. فالحوثي حائر بين المضي قدماً إلى نهاية حتمية يراها مجسماً ماثلاً تنتظر وصوله إليها أو وقف سيره طالباً الحوار الذي طالما أعرض عنه وتكبر عليه بما يملك من تأييد الجارة الإيرانية، وتعالى على طاولة التحاور والحلول السلمية، وفي الخيار الثاني إعلان الهزيمة وغضب من أشعلت فتيل الحرب وسعت إلى نشر الفتنة في جسد المجتمع اليمني؟ ولكن هل سيظل الحوثيون أسرى القرار الإيراني رغم هروب السفير الإيراني وجماعته من اليمن في ظروف الحرب وتقدم قوات التحالف بحجة قضاء إجازته؟ أم أنهم فهموا الدرس الإيراني واستوعبوا فكرة أن لا صديق للشياطين ووساوسهم سوى مصالحهم، وما يحقق أهدافهم، وإن تراءى للمستجيبين لهم غير ذلك عند السماع لهم وتنفيذ ما يريدون. إن الضياع الذي يعيشه الحوثي وهو يراقب مشهد قوات التحالف وسيرها بخطى عملاقة نحوه جعله كالذي يتخبطه الشيطان من المس في صنع المجازر البشرية بقصف عشوائي لا يعرف هدفه ولا يرى مستهدفه. يظل سؤال محور انشغال الفكر السياسي، هل يملك الحوثي قراراً في هذه الحرب التي أنتجتها المصالح الإيرانية ويديرها صبيانها المستهترون؟ أم أن مفاتيح القرارات ما زالت متوارية في جيوب القادة الإيرانيين؟ أما المخلوع علي عبدالله صالح الضلع الثالث في مثلث الخيانة والتآمر على اليمن، فيصبح على رأي ويمسي على آخر حسب ما توجد مصالحه، متغاضياً عن ضياع وطن أو شتات شعب، فتارة يضع يده في أيدي الحوثيين ضد اليمن وحكومته الشرعية، وأخرى يتهم إيران بأنها تستهدف خراب اليمن وضياع شعبها، وأخرى يريد التفاوض مع قوات التحالف، ولمتابع تحركه اكتشاف تلونه وفق ما تقتضيه الحال. ومع هذا وذاك، فقافلة الحزم والأمل تسير مستلهمة رشدها من حقوق اليمني في العيش الآمن والحياة الكريمة التي يستحقها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©