الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاب ينامون في الفصول

طلاب ينامون في الفصول
13 نوفمبر 2014 21:20
أحمد السعداوي (أبوظبي) «اعطني قرصي بنادول»، هذا ما قاله معتصم ممدوح الطالب بالصف الحادي عشر بإحدى مدارس أبوظبي، حين دخل غرفة الإسعافات الأولية بالمدرسة، شاكياً من صداع ألم به، وشهدت «الاتحاد» الواقعة حيث كانت تقوم بجولة في المدرسة، وذكر ممدوح أن هذه الأعراض تنتابه بشكل شبه يومي، نتيجة قلة عدد ساعات النوم، لأنه يذهب إلى الفراش يومياً الساعة الثانية عشرة مساءً تقريباً، ويستيقظ في السادسة صباحاً حتى يكون مستعداً لبدء يومه الدراسي في السابعة والنصف، مشيراً إلى أنه يشعر بالنعاس والإرهاق دوماً في الحصص الأولى، ولا يغادره هذا الشعور إلا بعد مرور فترة من الوقت. النوم العميق وعلى هذا النحو ينام ممدوح وأغلب زملائه فترة لا تتجاوز 6 ساعات، رغم أن النوم العميق وأخذ قسط كاف منه، له دور رئيس في تركيز الطلاب أثناء الدراسة، لكن نتيجة اضطرابات النوم في المراهقة، تحدث تأثيرات سلبية على التحصيل الدراسي، وهذا ما أثبتته إحدى الدراسات التي صدرت مؤخراً في الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك يجري العمل حالياً، هناك على تأخير بدء الدراسة في الصفوف صباحاً في المرحلتين التكميلية والثانوية حتى تتناسب مع التغيرات الهرمونية في هذه المرحلة. وجاء في الدراسة تحت عنوان «دعوهم ينامون!» توصية بتأخير بدء الدروس إلى الثامنة والنصف على أقل تقدير في المرحلتين التكميلية والثانوية، حيث يرى الأطباء، أن المراهق يجب أن ينام بين ثماني ساعات ونصف الساعة وتسع ساعات ونصف الساعة ليلاً، خصوصاً أن سن البلوغ تؤدي إلى تغيير في وتيرة الحياة «مما يجعل من الصعب الخلود إلى النوم قبل الساعة الحادية عشرة مساءً، وهم يرون أن 87 % من المراهقين الأميركيين لا ينامون مدة كافية. وأظهرت دراسة نشرت في جامعة مينيسوتا أن تلاميذ المدارس التي تبدأ دروسها الساعة الثامنة والنصف والذين بإمكانهم أن يناموا ثماني ساعات على الأقل «هم في صحة أفضل وأقل اكتئاباً ويستهلكون كميات أقل من القهوة. نشاط وحيوية عبد الرحمن مصطفى الطالب بالصف الثاني الثانوي في إحدى مدارس أبوظبي، ذكر أن النوم المبكر فيه حل لعديد من مشكلات قلة التركيز أثناء الدراسة، مشيراً إلى أنه يحرص دوماً على النوم في الساعة الحادية عشرة على أقصى تقدير، ويصحو مع أذان الفجر ليؤدي الصلاة ثم يستعد للذهاب إلى المدرسة، وحين يعود منها ينام نحو ساعة ونصف الساعة ويستيقظ ليراجع دروسه، وأوضح أنه منذ طفولته من المتفوقين ولم يتأخر أبداً عن الخمسة الأوائل، مرجعاً ذلك إلى انتظامه في النوم المبكر ومراجعة الدروس أولاً بأول. أما أسماء فيروز، تدرس نظم المعلومات في إحدى الكليات بأبوظبي، فأشارت إلى أن التفوق والنجاح مرتبطان بالتركيز ومتابعة الدروس والمحاضرات أولا بأول، وهذا كله يرتبط بصحة الفرد وقدرته على النوم بعمق عدد ساعات كافية، وتؤكد أنها وزميلاتها المتفوقات يشتركن جميعاً في النوم المبكر بحيث لا يقل الحد الأدنى عن 6 ساعات. خمس ساعات وقال راشد المرزوقي، الطالب في المرحلة الثانوية، إنه ينام يومياً في الثانية صباحاً تقريباً، ويستيقظ في السادسة وخمس وأربعين دقيقة، بعد مجهود من الوالدة، أي أن ساعات نومه لا تصل إلى خمس ساعات، وهي فترة غير كافية ولا يتغلب على حالة الإرهاق التي يشعر بها كل صباح إلا بشرب القهوة، بالإضافة إلى نوم القيلولة الذي يبدأ من الخامسة حتى التاسعة، مما يضيع كثيراً من الوقت اللازم للمذاكرة. هزاع القبيسي، من سكان مدينة خليفة أ، ومدرسته في قلب أبوظبي، ذكر أنه ينام في الواحدة ويستيقظ السادسة صباحاً، بمجموع خمس ساعات فقط، وهي فترة غير كافية بالمرة قياساً للمجهود الذي يبذله طوال يومه، ويستحيل أن يكون في كامل تركيزه، مؤكداً أن كثيرين من زملائه يسكنون خارج أبوظبي، مما يضاعف معاناتهم مع ساعات النوم اللازمة لهم، والوقت الذي يضيع في الذهاب والرجوع من المدرسة. حسين حامد الهاشمي، لفت إلى أنه ينام في الواحدة صباح كل يوم ويستيقظ في السادسة والنصف، ولا ينبهه إلا الاستحمام بماء بارد جداً، حتى يستطيع الذهاب إلى المدرسة بيقظة ونشاط، لافتاً إلى أن هناك من ينام في الفصل ولا ينتبه للدروس. الحصص الأولى فايز سليم مشرف إداري بإحدى مدارس أبوظبي، قال إنه يلاحظ أن بعض الطلاب من سن 15 إلى 17 غالباً يأتون إلى المدرسة في حالة من عدم التركيز، خاصة في الحصص الأولى. وبعضهم يأتي متأخراً عن موعد بدء الدراسة، بســبب القدرة على الاستيقاظ مبكرا. ويحاول فايز التغلب على هذه المشكلة، بعمل أفكار تشــجيعية تحمس الطلاب، وتنـشـطهم، كأن يتم عرض مقطع فيديـو خاص بموضوع الدرس، أو إتاحـــة الفرصة لأن يتحدثــوا بأنفســـهم عن الدرس، وسط أجواء من الترفيه. خطوات النجاح الدكتور محمود درابسة عميد شؤون الطلبة بجامعة الشارقة، يرى أن الاستيقاظ المبكر هو الأصل ويتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا، وما تتسم به ساعات الصباح الأولى من نشاط ويقظة، وهو ما نراه من الحضور الكبير للطلاب في مختلف الكليات وحرصهم على الانتظام وتقديم أفضل ما لديهم. وقال: إن الكثير من طلابنا يحرصون على الاستيقاظ مبكراً من أجل صلاة الفجر والإفادة القصوى من ساعات الصباح الأولى، التي يكون فيها الذهن في أعلى درجات اليقظة. وبالنسبة للسهر حتى أوقات متأخرة لدى بعض الطلاب وفي الوقت ذاته استيقاظهم مبكراً، هذا يتناسب مع مرحلة الشباب وما يتمتعون به من طاقة وحيوية، يوجهونها إلى مســتقبلهم ودراستهم. دور الأسرة قال الدكتور مالك مكارم، اختصاصي طب الأسرة، إن عدم انتظام ساعات النوم لدى غالبية المراهقين والشباب يعود إلى أسباب مختلفة على رأسها الاكتئاب، الذي يكون غير باد للكثيرين في هذه المرحلة العمرية، وهنا يأتي دور الأسرة في الرقابة والمتابعة والجلوس المستمر إلى أبنائهم للتعرف على آخر تطورات حياتهم سواء فيما يتعلق بالدراسة أو غيرها من الأمور، وحين يشعرون بتغير ما في سلوكيات أبنائهم أو اتجاهات سلبية عليهم باللجوء إلى الطبيب المختص حتى يعرف السبب في الاكتئاب أو غيره من المشاعر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©