نفت حركة ''طالبان'' أمس صحة تقارير أفادت بأن زعيمها الملا عمر مستعد لإجراء محادثات سلام بهدف إنهاء الحرب في أفغانستان بوساطة سعودية·· فيما أوقعت هجمات انتحارية على الشرطة 12 قتيلا وأصابت 28 معظمهم من رجال الشرطة·
وكذبت حركة ''طالبان'' أمس صحة تقارير أفادت بأن زعيمها الملا عمر مستعد لإجراء محادثات سلام بهدف إنهاء الحرب في أفغانستان بوساطة سعودية· وقالت إنها لن توقف هجماتها حتى تنسحب كل القوات الأجنبية من البلاد·
وقال قاري يوسف أحمدي المتحدث باسم ''طالبان'' لوكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية ''حتى إذا انتظرتم ثلاثة آلاف عام فإن موقفنا هو أن طالبان لن تدخل في أي نوع من المحادثات في ظل وجود قوات أجنبية في أفغانستان''·
وجاءت تصريحات أحمدي بعد يوم من نشر صحيفة ''صنداي تايمز'' البريطانية خبراً يفيد بأن الملا عمر وافق على إجراء محادثات سلام برعاية سعودية وأنه أرسل ممثلين للمشاركة فيها· ونقلت الصحيفة عن عبد الله أنس وهو صديق سابق لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قوله إن عمر أعطى ''الضوء الاخضر'' لبدء المحادثات· لكن أحمدي نفى المزاعم· وقال ''هذه التقارير لا أساس لها من الصحة· موقفنا لم يتغير''·
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال الشهر الجاري إنه يقبل فكرة التحاور مع العناصر المعتدلة في ''طالبان'' بعد نجاحها في العراق الذي تنتشر فيه تكتيكات القاعدة· ولكن مجموعة الأزمات الدولية حذرت في تقرير الأسبوع الماضي إدارة أوباما من أن أي محادثات مع المقاتلين يجب أن تتم ''بحذر بالغ''· وقالت إن اتفاقيات السلام السابقة في كل من أفغانستان وباكستان انهارت·
من جهة أخرى يبدأ المبعوث الخاص الجديد لأفغانستان وباكستان في الحكومة الألمانية مهام منصبه الجديد بشكل عملي بزيارة البلدين اليوم للمرة الأولى منذ توليه مهام منصبه· وأكدت مصادر وزارة الخارجية الألمانية أمس في برلين أن بيرند موتسيلبورج الذي شغل حتى الآن منصب سفير ألمانيا في الهند سيزور باكستان وأفغانستان هذا الأسبوع· وتأتي الزيارة في إطار الإعداد لمؤتمر أفغانستان المقرر عقده نهاية مارس الجاري في لاهاي·
وعلى الصعيد الأمني أعلن مصدر رسمي أمس أن 12 شخصا قتلوا في هجومين انتحاريين صباح أمس استهدفا مركزين للشرطة جنوب وغرب افغانستان· ووقع الهجوم الاول الذي تبناه متحدث باسم حركة طالبان، أمام المقر العام للشرطة في لشكركاه عاصمة ولاية هلمند أحد معاقل طالبان·
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن ''11 شخصا وتسعة شرطيين ومدنيين اثنين قتلوا في هجوم انتحاري في لشكركاه وجرح 28 شخصا معظمهم من رجال الشرطة''· وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن سقوط تسعة قتلى في المدينة·
واستهدف الانتحاري عناصر من قوات شرطة مكافحة المخدرات· وقال نائب قائد شرطة الولاية كمال الدين أن إرهابيا يرتدي بزة للشرطة فجر نفسه أمام مدخل المبنى· وأضاف ''كنت قد وصلت للتو بقافلة من خمس آليات للشرطة عندما توجه إلينا رجل وفجر نفسه''·
وأوضح أن اثنين من حراسه بين الضحايا· من جهته، قال شرطي إن هناك ''دماء وأشلاء بشرية في كل مكان حولي''·
وفي ولاية فرح المجاورة غربا استهدف هجوم مماثل مركزا للشرطة في إقليم ديلارام· وقال متحدث باسم الشرطة إن انتحارياً كان يرتدي زي الشرطة حاول دخول مقر الشرطة في مدينة لاشكار جاه، عاصمة إقليم هلمند· وأضاف أن الانتحاري ''ألقى قنبلة يدوية على شرطي يتولى الحراسة في الخارج ثم استولى على سلاحه قبل أن يدخل المبنى''·
وأضاف إن ''شرطيين فتحوا عندئذ النار على المهاجم ففجر نفسه· وفي المجمل قتل شرطي وجرح تاجران''· وأكد أن عناصر شرطة مكافحة المخدرات كانوا مستهدفين من هذا الهجوم مشيراً إلى أن ''هذا الأمر بمثابة مثال جديد على الارتباط بين طالبان ومافيا المخدرات''·
ويأتي الاعتداءان بعد عطلة نهاية أسبوع دامية بالنسبة للقوات الدولية في افغانستان التي فقدت تسعة من جنودها· ويذكر أن أفغانستان كانت خلال العام الماضي هي المنتج الرئيسي لنحو 90% من الأفيون الخام وهو المادة الأساسية للهيروين· ويشهد إقليم هيلمند زراعة الأفيون بشكل كبير
عدد اليوم
