الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إسلام أباد تعيد القضاة المعزولين إلى مناصبهم

إسلام أباد تعيد القضاة المعزولين إلى مناصبهم
17 مارس 2009 03:06
أعلنت الحكومة الباكستانية أمس موافقتها على مطلب المعارضة بإعادة الرئيس السابق للمحكمة العليا محمد افتخار شودري إلى منصبه وجميع القضاة المعزولين، لتنتزع في اللحظة الأخيرة، فتيل أزمة سياسية كانت ستغرق البلاد في حالة من العنف والفوضى· وطالب زعيم حزب المعارضة الرئيسي نواز شريف، عقب الإعلان مباشرة، أنصاره بتوقيف ''المسيرة الطويلة'' التي كان من المفترض تتويجها بتظاهرة ضخمة في إسلام آباد أمس· وسارعت واشنطن ولندن بإعلان ترحيبهما بقرار الحكومة الباكستانية الذي سيؤدي إلى المصالحة الوطنية، وإجهاض حالة من الفوضى تعزز وجود القاعدة وطالبان في باكستان· وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس عودة رئيس المحكمة الدستورية السابق افتخار شودري إلى منصبه· وقال في خطاب تلفزيوني ''سيعود افتخار شودري وجميع القضاة الآخرين المقالين إلى مناصبهم''· وأضاف أن ''الزعيمة الراحلة بنازير بوتو وعدت بإعادة رئيس المحكمة العليا إلى منصبه· وتعهدت أنا أيضاً بذلك بعدما أصبحت رئيساً للوزراء''· وتابع ''أعتقد أن الأوان قد حان للوفاء بهذا الوعد· لذلك أبلغت به الرئيس الذي وافق على عودة القاضي افتخار شودري إلى منصبه ابتداءً من 21 مارس''· وأوضح جيلاني أن الرئيس الحالي للمحكمة العليا سيتقاعد في التاريخ نفسه· وفي الخطاب نفسه أعلن جيلاني أيضاً عن وجود حزمة دستورية لم يكشف عنها· وعن إصداره أوامر للحكومات الإقليمية بالإفراج عن جميع المعارضين الذين اعتقلوا في الأيام الأخيرة ورفع الحظر عن التظاهر· كما أشار إلى أن حكومته ستقدم التماساً للمحكمة العليا لإعادة النظر في حكمها بحرمان نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية وشقيقه شهباز شريف من خوض الانتخابات· وفي نهاية خطابه قال جيلاني ''أريد أن أهنئ البلاد، فلنحتفل بذلك بكرامة''· ومن جهته طالب نواز شريف في بلدة جوجرانوالا بولاية البنجاب أمام حشود ''المسيرة الطويلة'' أنصاره بإيقاف المسيرة التي كانت في طريقها إلى إسلام آباد· وقال من سيارته التي غطتها الحشود بالورود ابتهاجاً بقرارات الحكومة إن ''إيقاف المسيرة جاء بالتشاور مع زعماء المعارضة الآخرين ومندوبي المحامين''· وبعد ساعات تجمع مئات من المحامين والناشطين المبتهجين خارج منزل شودري في إسلام آباد وهتفوا ''يعيش كبير القضاة''· ومن جانبها استقبلت واشنطن قرارات الحكومة بارتياح، وأشادت بالتدابير التي أعلنتها الحكومة الباكستانية التي اتاحت ''تجنب مواجهة خطرة''· والقيام ''بخطوة جوهرية نحو المصالحة الوطنية'' حسبما جاء في بيان للسفارة الأميركية في إسلام آباد· وأضاف البيان ''آن الآوان في الوقت الراهن لجميع الباكستانيين وممثليهم السياسيين أن يعملوا معاً بدعم من أنصارهم وحلفائهم على تعزيز ديموقراطيتهم بطريقة سلمية''· ورحبت بريطانيا بالتدابير التي أعلنتها الحكومة الباكستانية· وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان ''التدابير المتخذة لنزع فتيل الازمة السياسية في باكستان اظهرت ان الجهات الرئيسية المعنية كشفت عن حسى قيادي سياسي فعلي''· واضاف ميليباند في بيان ان هذه القرارات ''تدل على ان الرجلين مستعدان لوضع مصالح باكستان فوق كل اعتبار''· ودعا كافة الاطراف الى ''الاتحاد حول جدول اعمال مشترك لترسيخ هذه القرارات''· وحذر من ان ''الوقت ليس للانقسامات وان لا احد سيتفهم فشلا في توحيد صف الشعب''· ويطالب محامون وممثلو أحزاب المعارضة منذ أشهر بعودة شودري وقضاة آخرين أقالهم الرئيس السابق برويز مشرف في ·2007 وتوسعت حركة الاحتجاج منذ إقصاء نواز شريف في 25 فبراير من الحياة السياسية بقرار من المحكمة العليا· وأمام اتساع الاحتجاجات حاولت الحكومة عبثاً إجهاضها بتوقيف أكثر من ألف معارض وحظر التجمعات وإقامة حواجز الشرطة في جميع أرجاء البلاد· ولكن التوتر تصاعد بشكل ملحوظ أمس الأول فيما أحدثت الأزمة تصدعاً داخل صفوف الحكومة مع استقالة وزيرة الإعلام شيري رحمن السبت، وظهور خلافات بين زرداري ورئيس وزرائه جيلاني وقائد الجيش في التعاطي مع هذه الأزمة· من جهة أخرى قالت الشرطة الباكستانية إن مقاتلين أضرموا النار في عربات كانت متجهة إلى القوات الغربية في أفغانستان أمس في ثاني هجوم من نوعه خلال يومين· وأوضحت الشرطة أن المسلحين اقتحموا مستودعاً للامداد على مشارف مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان وأضرموا النار في العربات· وقال رضا خان وهو من حراس المستودع ''هاجمنا نحو 50 مسلحاً·· نزعوا سلاحنا في بادئ الامر ثم بدأوا في إضرام النار في جرافات وعربات همفي''· وأضاف ''وصل فريق من الشرطة بعد نحو ساعة ووقع تبادل لإطلاق النار استمر ساعة''· وقال إن المهاجمين دمروا 16 جرافة وعربة همفي تستخدم في الدوريات· وقال الضابط عبد الرحيم إن الشرطة تقيم حجم الدمار· وكان مقاتلون أحرقوا أمس الأول 20 شاحنة تنقل إمدادات للقوات الغربية في هجوم على مستودع آخر بالقرب من بيشاور· وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بعدما شنت طائرة أميركية من دون طيار غارة أمس الأول على منزل مسؤول إسلامي في شمال غرب باكستان حسبما أفاد مسؤولون أمنيون· وأصاب الصاروخ الذي أطلقته الطائرة منزلا قرب منطقة وزيرستان الشمالية القبلية مع الحدود الأفغانية· وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن هويته ''حسب المعلومات الأولية، لم تتضح هوية القتلى· ولم يتأكد أيضا ما إذا كان الهدف مهماً''· وأكد مسؤول آخر أن الغارة أوقعت خمسة قتلى· ولا تؤكد القوات الاميركية أبداً معلومات عن إطلاق صواريخ بواسطة طائرات بلا طيار· ولكن الغارة تعد السادسة من هذا النوع في باكستان منذ تسلم الرئيس باراك أوباما مهامه، ما ينهي على الأرجح آمال الباكستانيين في تخلي الإدارة الاميركية الجديدة عن هذه الممارسة· وأسفرت الصواريخ الثلاثون التي أطلقتها طائرات بلا طيار منذ أغسطس 2008 عن مقتل أكثر من 330 شخصاً· واحتجت إسلام آباد مرارا على هذه العمليات، مؤكدة أنها تنتهك سيادة أراضيها وتؤجج المشاعر المعادية للأميركيين لدى الشعب الباكستاني الذي يبلغ تعداده 160 مليون نسمة
المصدر: إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©