الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوار بين «صحافي» أعرفه و «مذيع» يشبه مذيعاً أعرفه..!

20 فبراير 2010 21:09
? عندما تطالع الكاميرا.. ماذا ترى في جوفها؟ ? أرى الحد الفاصل بين من أكون وما يجب أن أكون... في جوف الكاميرا لا تبدو الصورة قاتمة كما يتوقع البعض.. لكنها غير واضحة تماما.. فيها شيء من التحريف..! ? يتحدث الإعلاميون عن رهبة الكاميرا، ماذا تشبه هذه الرهبة؟ ? تشبه الخوض في صحراء جافة بنصف لتر من الماء..! ? وأنت تطالع الكاميرا من يتغزل في الآخر؟!.. وبأي لغة تتحدث مع الكاميرا؟ ? لا علاقة محرمة بيني وبينها.. لذا لا أتغزل فيها ولا هي تفعل ذلك “أمام الناس”..أما بعيدا عنهم فإني لا أطيق النظر في وجهها. ? صورتك على الشاشة وصورتك في الحقيقة.. أيهما أحب إليك؟ ? صورتي في الحقيقة أحب إلي...كونها لا تخضع لسلطة رسمية.. وقوانين الالتزام الحركي واللفظي..أمام الكاميرا أظهر مزيفا حتى وأنا أحاول الإبقاء على طبيعتي.. هناك قيد ثخين يبقى معلقا في رقبتي إلى أن يجر البث المباشر أذياله خارج غرفة الحوار..! ? أثناء بث برنامجك وأنت تضع سماعة في أذنك لسماع توجيهات المخرج.. ماذا تسمع؟ ? صوت دقات قلبي....! ? ماذا يحدث لو تهور أحدهم وقص العرف الصحفي؟ ? كثيرون تهوروا وفعلوا ذلك.. والصحافة تمشي بلا عرف على رأسها.. الآن هي تريد فقط ألا ينتف أحدهم ريشها..! ? أصبحت كل الوجوه الإعلامية “فوتوجينيك” بفضل “الفوتوشوب” هل تقبل الدخول في القائمة؟ ? صورة الرجل جزء من صدقه مع الناس.. إن كذب بشأنها فهو في غيرها “نصّاب” ومنزوع الذمة.. لا بأس ببعض النظافة وقليلا من الترتيب لكن بدون الاستعانة بشي غير شفرة الموس..! ? بعد تهافت الإعلام العربي على المحطات الفضائية.. هل تفخر بأننا أصبحنا من رواد الفضاء؟ ? الفضاء الذي نرتاده الآن هو فضاء الغزل العلني والجهل المبين والوقاحة الاجتماعية.. وفضاء اللحم الرخيص والخلاعة القذرة والكلام البذيء.. الفضاء الذي نملك بعضا منه فضاء فاسدا وأمواله حرام وزبائنه مريضون..! ملاحظة صغيرة: كل الاحتمالات واردة في هذا المقال الأشبه باختراع رديء الفكرة.. ومع ذلك لا تتوقعوا إلا أمرا واحدا فقط هو: أنني ربما أكون جزءًا من هذا الاختراع إن لم أكن المخترع نفسه..! أحمد الفهيد alfheed@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©