الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأبناء يدفعون ثمن طموح الأمهات

الأبناء يدفعون ثمن طموح الأمهات
13 نوفمبر 2014 20:55
هناء الحمادي (أبوظبي) عندما تقف المرأة الموظفة حائرة بين خيارين أحلاهما مر، تحقيق طموحها وأحلامها في مجال العمل والبقاء في المنزل لرعاية الأطفال، وعند اختيار العمل والطموح تصبح أمهات الظل أو «الخادمات» هن الحل الوحيد، إلى هذا الحد، يبدو الأمر طبيعياً، حيث تقوم الخادمة بالواجبات المنزلية بدلاً من الأم، لكن حين يتوسع دور الخادمة في الأسرة ليشمل الاهتمام بالأطفال، فتصبح شريكاً في تربيتهم يجب الوقوف قليلاً. أثبتت إحدى الدراسات التربوية أن الأطفال الذين يتربون على أيدي المربيات يواجهون تحدياً يؤثر على سنوات الطفل اللاحقة، حيث تشوب لغة الطفل مفردات ليست عربية، تجعله إلى حد ما غريباً عن أقرانه. أم بديلة بدرية مبارك «موظفة» اضطرتها ضغوط عملها إلى الاعتماد على مربية في رعاية طفلتها الصغيرة «3 سنوات»، حيث طبيعة عملها تفرض عليها التغيب يومياً، وتقول: «رغم أن عملي ساعد على تحسين مستوى المعيشة مادياً، أشعر أحياناً ببعض التقصير في منح ابنتي العطف والحنان اللازمين لها في هذه السن، خاصة أنها تبقى فترة كبيرة مع الخادمة. وتعترف هدى يوسف «موظفة وأم لثلاثة أبناء» أن أطفال المرأة الموظفة يسددون فاتورة سعيها لتحقيق طموحها مبينة أن أبناءها محرومون من الحنان دائماً خلال فترة غيابها، ففي النهار هي مشغولة بالعمل، وفي المساء تكون مرهقة، مما يجعل الخادمة تقوم بدورها، وتستحوذ على اهتمام الصغار حتى بدت الخادمة اليوم هي الأم البديلة لأبنائها. موزة صالح «موظفة» تقول إنها تؤيد وجود الخادمة لأنها الحل الوحيد أمام المرأة العاملة، لكي تقوم بالمساعدة في بعض الأعمال المنزلية، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة أن لا تترك الأم طفلها لفترات طويلة مع الخادمة، حتى لا تقوم بمهمة تربية الأبناء نيابة عنها. حنان الأب ويقول سليمان فضل: «انشغال الزوجة باستكمال رحلة التعليم المسائي وضع على عاتقي مهمه صعبة هي تربية الأبناء في فترة غيابها ورغم صعوبة تحمل مسؤوليتهم فإنني أبذل قصارى جهدي في أن أقوم بدور الأم والأب في آن واحد، والاهتمام بأبنائي وتربيتهم جاء بدافع الخوف من أن تكون الخادمة هي الأم البديلة لهم». تأثير سلبي ويحذر الدكتور أحمد فلاح العّموش أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع في جامعة الشارقة من الاعتماد على المربيات، خاصة في عمر التلقي للأطفال، حيث يكونون عرضة لاكتساب كل ما يتعلق بمحيطهم من عادات وتقاليد وسلوكيات، ووجود الخادمات كبدائل للأمهات يضاعف الفجوة التي تفصل الأطفال عن مجتمع الأسرة. وعن وجود المربية، يؤكد أنها تؤثر سلبياً على التكوين اللغوي للطفل، حيث يكتسب من خلال المربيات مفردات ومصطلحات لغوية غريبة عن لغتنا ومجتمعنا، مضيفاً: «تبقى تربية الأم لطفلها حقاً وليست مجرد مهمه، وهذا ما لا تدركه الكثير من الأمهات العاملات اللاتي لا يقدرن خطورة الوضع ويثقن بالخادمات اللاتي جئن من بيئات مختلفة، مما يؤدي إلى أن يتعلق الطفل بالخادمة إلى حد أنه يستطيع الاستغناء عن الأم والأب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©