الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نافذة على القلب

3 مارس 2007 01:27
"ملامح الطرقات والأيام".. حين يشع الفجر وتنفض أحلام للورود لتبتكر استرسالاً للصباحات البكر، نوافذ للعيون تتفتح على مرأى من الضوء الخافت، والجسد لا يزال يحمل شيئاً من الخمول، ينسجم الدم بتموج لصيق بالطبقات الباردة، يتدفق بالدفء في مسار الأوردة، ملاذ آخر لعشق الحياة، خطوات إنسيابية تتشكل على مضض! المسارات وحدها تمدك بالروح وتتخالج مع النفس أمام أطياف الحياة! وجوه ربما لا تعرفها تصادفك في المسارات نفسها وأخرى تتراءى لك أو قد رأيتها بالأمكنة الخاصة بها! هذه هي نكهة الصباحات تكشف عن أسرار المدى وتثير في النفس خاصية كما يرسم الانسان لنفسة خاصية حياتية متوهجة تراها على الطرقات الصباحية! وتترك في نفسك أثرا وانطباعا خاصا، كتلك الفتاة الصغيرة التي كانت تصادفني مع مربيتها! فمنذ الوهلة الأولى ليومها الدراسي تقف على الرصيف نفسه، كانت تشعرني بالانضباط الذي أحاول أن أستقيه أو إنها جزء من هذا المكان! فلا يبدو ضرباً من الخيال أن أراها كل صباح وبشكل يومي كأنهما في انتظاري وكأني على قدر أن أراها تكبر، والحقيبة نفسها بيدها! فلا أذكر أنها خرجت عن المألوف! لونها الذي يميل إلى الاسمرار، ولباسها المدرسي يأخذ شكل الزرقة، شعرها القصير الذي تدرج مع ملامح عمرها! هل هي ترسم لنفسها صورة على قارعة الطريق أم لذلك الوقوف من معنى! أيضاً كانت المربية ذات ملامح! إلا أنها لا تتحول وتبدو قصيرة مملوءة، بطنها مرتخٍ! وكأن حدود الزمن توقف عند تلك الملامح! فكم من الوجوه العابرة التي تشكل ملامح كأنها ذات معرفة رصينة إلا أنها مجهولة التفاصيل الحياتية! كتلك الفتاة الصغيرة وهي على مقربة من نفسي، كما لو كنت شاهدا على نموها ما يقارب من خمس سنوات أو أكثر حتى بدأت فتاة يافعة وجميلة وذات عنفوان ناضج! ولربما تتغير ملامح إنسان نعرفه وقد تعايشت معه لفترة طفولية وبعد سنوات يسألك: هل تعرفني، تحاول استرجاع الزمن بلا جدوى وتحاول إيقاظ الذاكرة لكنها تخذلك حتى يعيد إليك كلامه بريق تلك الأيام لنتقاسم الذكريات الجميلة! إضاءة: هل تبقى للطرقات ملامحها وللزمان شكله المتحول نحو الجمالية! ودائماً ننظر الى التحول على انه قميء لكنه أجمل بالمضمون الذي يتدفق وبالمعرفة التي تحظى بالبريق الناصع البياض بل إن هناك شوائب تطمسها معالم الحضور وملامح الحياة! وهذا ما يغذي الصداقة مع الوقت والمكان، الإنسان وحده أحياناً يدعو الى التباعد ووحده يهدم الحياة بمعول الشر، أولئك الذين لا يقيمون للحياة وزناً ولا للصداقة معنى! إنهم أولئك الواهمون والمرضى والذين ينظرون لى الحياة على أنها تسلية وعبث وخيال من الخوف والمصير المضطرب! حارب الظاهري amarat_h@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©