الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

« الاتحاد » تسأل: البطولة الخليجية قوة دافعة لـ «الآسيوية» أم «قليلة المنفعة»؟

« الاتحاد » تسأل: البطولة الخليجية قوة دافعة لـ «الآسيوية» أم «قليلة المنفعة»؟
27 يناير 2011 22:44
الدوحة (الاتحاد) - قبل شهر تقريباً من انطلاقة كأس الأمم الآسيوية التي تختتم غداً بالعاصمة القطرية، الدوحة، كانت بطولة كأس الخليج قد سبقتها باليمن، والتي اختتمت في الخامس من ديسمبر وفاز المنتخب الكويتي بلقبها فيما حل “الأخضر” السعودي وصيفاً، وشاركت ستة منتخبات خليجية في البطولة الآسيوية، هي قطر والكويت والسعودية والإمارات والبحرين والعراق، وكانت الفرق الست يحدوها الطموح في أن تسجل مشاركة إيجابية وأن تكون البطولة الخليجية دفعة لها في السباق الآسيوي وفي الصدام المرتقب لغرب القارة مع شرقها. وجاء هذا الطموح الخليجي مستنداً إلى عدة عوامل، أولها أن كثيراً من المنتخبات الخليجية إن لم تكن جميعها، أكدت أن المشاركة في كأس الخليج تأتي كأهم محطة للإعداد قبل «الأمم»، وثانيها أن كثيراً من المنتخبات جربت لاعبين جدداً من أجل أن يكونوا عوناً لعناصر الخبرة في البطولة الأهم، وثالثها أن الفارق الزمني الضيق بين «خليجي 20» وأمم آسيا، جعل منها حافزاً إضافياً، لا سيما لفارسي الصدارة الخليجيين، الكويت والسعودية، ومعهما بقية فرق الدور نصف النهائي في اليمن. ومع ختام الدور الأول من البطولة الآسيوية، لم يبق من المنتخبات الخليجية سوى فريقين هما قطر صاحبة الأرض والجمهور، والعراق بطل النسخة الأخيرة من بطولة الأمم، واللذين لحقا بركب المودعين سريعاً من الدور ربع النهائي، فيما خرج من الدور الأول، الفريق الكويتي حامل لقب الخليج، ومعه وصيفه السعودي، ولحق بهما منتخبا الإمارات والبحرين، وعندها ثار التساؤل: ترى بماذا أفادت كأس الخليج، المنتخبات الخليجية في كأس آسيا، وهل كانت عوناً لها أم انعكست بالسلب عليها، وكيف يخرج البطل ووصيفه بهذه الصورة الدراماتيكية وبحصيلة كبيرة من الأهداف التي احتضنت شباكهما، بواقع ستة أهداف في مرمى «الأزرق» المتوج على عرش الخليج، مقابل هدف واحد سجله لاعبوه في مباراة أوزبكستان، فيما مني الفريق السعودي بثمانية أهداف ولم يسجل هو الآخر سوى هدفاً واحداً في المرمى السوري، ولقي هزيمة قاسية من اليابان بخماسية نظيفة زلزلت الكرة السعودية التي لا تزال تعيش توابع ما حدث حتى اليوم، أما الأبيض الإماراتي فلم يحصد سوى نقطة واحدة وعاد بلا أهداف، فيما احتضنت شباكه أربعة أهداف، منها ثلاثة في المباراة الأخيرة أمام إيران، أما البحرين، فكانت أفضل المودعين من الدور الأول حالاً، بعد أن منيت بخمسة أهداف، وسجلت في المقابل ستة، بواقع خمسة في المرمى الهندي، وهدف في كوريا الجنوبية، وسجل كل من «العنابي» و«أسود الرافدين» مشاركة شرفية، حفظت بعضاً من ماء الوجه للكرة الخليجية. «الاتحاد» طرحت السؤال: ماذا قدمت البطولة الخليجية لمنتخباتنا في الأمم الآسيوية، وهل كانت عوناً للفرق التي شاركت في البطولتين أم عبئاً عليها، وإلى أي من الكفتين مال صراع الشرق والغرب، بعد أن تاه فرسان الخليج في الدوحة. وكانت الإجابة الأولى على السؤال من أهل الدار أيضاً والذين خرجوا من الدور الثاني، حيث أكد الفرنسي برونو ميتسو مدرب المنتخب القطري على أهمية البطولة الخليجية في إعداد المنتخبات الخليجية خلال مشاركتها في البطولة الآسيوية ضارباً المثل بالعنابي، وقال: لا شك أن منتخبنا خرج باستفادة كبيرة من اللعب في خليجي 20 باليمن حيث إنها كشفت لنا بعض السلبيات التي تمكنا من تصحيحها في بطولة أمم آسيا خصوصاً أننا لعبنا وسط مجموعة من الفرق الخليجية التي كانت قد تأهلت بالفعل للمشاركة في بطولة الأمم فكانت فرصة للمدربين لدراسة المنافسين ومشاهدتهم على الطبيعة من خلال مباريات تجهيزية قوية وقلت هذا الرأي حتى قبل انطلاق “خليجي 20”. وأضاف ميتسو: ساعدتني البطولة الخليجية أيضاً في التوصل إلى التشكيلة المثالية ووضع يدي على مواطن القوة لتعزيزها ومواطن الضعف لتقويتها لذلك لم نهتم بالنتائج في خليجي 20 باليمن بقدر اهتمامنا بإعداد اللاعبين والدخول بهم في أجواء المباريات الرسمية وهذا هو المكسب الحقيقي وأعتقد أن العنابي برغم خروجه من الدور الأول في البطولة الخليجية، إلا أنه من المنتخبات التي استفادت بقوة من المشاركة في “خليجي 20” بجانب المباريات القوية التي خاضها الفريق أثناء فترة الإعداد، خاصة اللقاء الذي جمع العنابي مع المنتخب المصري حامل لقب بطولة أمم أفريقيا في النسخ الثلاث الأخيرة والفوز الذي حققناه منح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة وكذلك مباراتينا مع إستونيا ومع إيران. وقال الفرنسي برونو ميتسو: العنابي كان لابد وأن يشارك في اليمن فقد كانت البطولة الخليجية فرصة ممتازة لتجهيز الفريق ومنح الفرصة لعدد كبير من اللاعبين للدخول ضمن التشكيلة الأساسية حيث كانت هذه البطولة أول اختبار لأكثر من لاعب وكشفت لنا الكثير من العيوب التي عالجناها وأفادتنا في بطولة أمم آسيا، ولا يقلل من ذلك الخروج أمام اليابان في الدور ربع النهائي، فقد شاهد الجميع كيف كان حال الفريق، وكيف أنه يتطور من مباراة لأخرى، وتقدمنا على اليابان مرتين قبل أن تعادلنا ثم تقنص هدفاً في النهاية، وهو هدف لا يهدم كل ما بنينا، لأن مستوى الفريق كان في تصاعد. وانحاز الألماني سيدكا مدرب المنتخب العراقي، لرأي ميتسو بنسبة كبيرة، غير أنه عزا عدم تأهل المنتخبات الأخرى التي ودعت من الدور الأول إلى وجود أسباب قد يصلح أن يتحدث فيها مدربو هذه الفرق أنفسهم، مشيراً إلى أن كل بطولة لها ظروفها، ومن الممكن أن تتألق في واحدة وتخسر في أخرى، ولكن بالطبع لابد أن يكون هناك توازن بين الأداء في بطولتين متقاربتين. كما لفت سيدكا إلى أن البطولة الخليجية في الأساس لا تصلح أن تكون مقياساً حقيقياً للحكم على الفرق، وضرب مثلاًِ بالمنتخب الكويتي الذي حاز بطولة الخليج باليمن، وكيف أنه ودع الأمم الآسيوية من الدور الأول، وكذلك وصيفه المنتخب السعودي، مشيراً إلى أن المعترك الآسيوي «غير»، وأنه قد يصلح لإعداد فريق ضمن مرحلة إعداد شاملة ليست قاصرة على البطولة الخليجية نفسها. وأشار إلى أن المنتخب العراقي استفاد من بطولة الخليج، حتى ولو لم يفز بها، وحتى لو خرج من الدور ربع النهائي لبطولة الأمم الآسيوية، لأن الفريق كان جيداً وخرج بشرف أمام استراليا التي صعدت إلى النهائي، وقال: هناك فرق قد تراهن على بطولة ما وتراها هدفاً قائماً بذاته ومن أجل ذلك قد تبذل الكثير من الجهد، وهو الأمر الذي ربما ينعكس عليها في بطولة أكبر، مؤكداً أن البطولة الآسيوية بشكل عام كانت قوية وكل مجموعاتها باستثناء مفاجآت بسيطة، كانت غاية في الصعوبة، فالمنتخب الكويتي كان يلعب مع أوزبكستان وقطر والصين، وكل فريق من هذه الفرق كان مرشحاً، والمنتخب الإماراتي أيضاً لعب في مجموعة حديدية، وقدم عرضاً رائعاً أمامنا، ومن قبله أمام كوريا الشمالية، لكن فرصه تقلصت، وجاءت مباراته أمام إيران متصدر المجموعة ليلعبها دون حافز، لا سيما بعد أن تقدمنا على كوريا في شوط المباراة الأول، وهي المباراة التي كانت نتيجتها مرتبطة بنتيجة الإمارات وإيران، والبحرين لعبت مع استراليا وكوريا الجنوبية والهند، وبغض النظر عن الفريق الأخير، لا يمكن أن نغفل قوة الفريقين الكوري الجنوبي والأسترالي، واللذين خسر أمامهما البحرين بصعوبة وبأداء مشرف. وخلص سيدكا إلى أن التعميم لا يصلح على البطولات، وإن كان يعد مؤشراً إلا أنه ليس ملزماً، فللكرة مفاجآتها، وفي كأس العالم الأخيرة، كانت المفاجآت سيدة الموقف من البداية، بعد أن سقطت منتخبات كبرى راهن عليها الكثيرون. ويرى مهدي كريم لاعب المنتخب العراقي أن البطولة الخليجية لها خصوصيتها، والمستويات فيها تكون متقاربة، بينما الأمر مختلف في بطولة الأمم الآسيوية، وقال: يكفي أن أربعة منتخبات من التي شاركت في كأس العالم الأخيرة، كانت في البطولة، وهي، أستراليا، واليابان، وكوريا الشمالية، وكوريا الجنوبية وقد تأهل ثلاثة منها للدور الثاني فيما خرج المنتخب الكوري الشمالي، وبالطبع هذا التواجد يعكس قوة البطولة، خاصة إذا أضفنا المنتخبات الآسيوية الأخرى التي كانت قريبة من التأهل أو التي تحظى بسمعة كبيرة على الساحة، مثل الصين وأوزبكستان وإيران.. لا شك أن الأمر مختلف. وعما حدث للمنتخبات الخليجية التي ودعت أربعة منها البطولة في دورها الأول، قبل أن يخرج العراق وقطر، قال مهدي كريم: باستثناء ما حدث للمنتخب السعودي والذي جاء مغايراً لكافة توقعات متابعيه وعشاقه، فإن بقية الفرق كافحت بنسب متفاوتة، وقدمت مستويات لا بأس بها، وفي مجموعتنا كان المنتخب الإماراتي، الذي قدم مباراتين رائعتين في البداية رغم التعادل السلبي مع كوريا الشمالية والخسارة منا بهدف، ولا يمكن أن ننظر للمباراة الأخيرة له أمام إيران باعتبارها عنواناً لقوته، لأنه لعبها في ظرف مختلف، وحسابات معقدة، اتضحت قبل أن يلعب شوطه الثاني في المباراة الأخيرة، وكان لذلك انعكاساته على نفوس اللاعبين. واختتم مهدي كريم: أما عن خروج العراق وقطر، فبشهادة الجميع، قدم الفريقان عرضين مبهرين أمام استراليا واليابان، لافتاً إلى الأخطاء التحكيمية التي كانت من أهم أسباب خروج المنتخب العراقي أمام الكانجارو. ناصر الجوهر: كأس الخليج المتهم البريء الدوحة (الاتحاد) - قال ناصر الجوهر مدرب منتخب السعودية إن ما حدث للأخضر في البطولة ليس له علاقة بالبطولة الخليجية نظراً لأن هناك ظروفاً حدثت في كأس آسيا اختلفت عن خليجي 20، فقد حقق الأخضر الوصافة الخليجية ولكن كانت هناك أمور فنية في الفريق قبل كأس آسيا حيث لم يشارك الأخضر بصفوف متكاملة في اليمن وكانت هناك مجموعة أخرى في الرياض لم يتم إعدادها بشكل سليم وهو ما يعني أن الخلل في الإعداد للبطولة وليس له علاقة بتقارب البطولة الخليجية بكأس آسيا. أضاف الجوهر أن كأس الخليج كيان رياضي منذ سنوات طويلة ويكفي أن البطولة أفضل من المباريات الودية أي أن الفرق التي استغلت البطولة في اليمن في إعداد فرقها ظهرت بشكل جيد في كأس آسيا بعكس الفرق التي دخلت البطولة دون أن تستفيد منها حيث كان الأداء والنتائج في اتجاه سلبي، ولو أراد منتخب قبل البطولة أن يلعب مباريات ودية ربما لن يجد المنتخبات القوية أو أنه سيبحث عن منتخبات خليجية وبالتالي جاءت البطولة أفضل من المباريات الودية ولعب كل منتخب عدداً من المباريات القوية التي تتسم بالمنافسة وهو مطلوب في المواجهات بين الفرق. وتابع بقوله: كأس الخليج المتهم البريء ولا أدري لماذا يتم تحميل أخطاء المنتخبات على البطولة الخليجية رغم أن هناك 8 منتخبات خرجت من البطولة منها منتخبات ليس خليجية فهذه هي كرة القدم فوز وخسارة ولن تفوز كل الفرق بالكأس بل فريق واحد وبقية الفريق ستخرج من الباب الخلفي ويسجل التاريخ البطل فقط. وفيما يتعلق بخروج الكويت بطل “خليجي 20” قال: لا يمكن أن أعرف ما هي الظروف التي مر بها المنتخب الكويتي في البطولة أو قبلها ولكن الفوز بكأس الخليج من المفترض أن يكون دافعاً معنوياً كبيراً، وهو عكس ما حدث وهناك 3 منتخبات أخرى خرجت دون أن تحقق نتائج إيجابية هي السعودية والكويت والإمارات. أضاف أن أمراض الكرة الخليجية لابد أن نعالجها بطريقة سليمة من خلال كل منتخب على حدة ومن المؤكد أن الكرة السعودية ستضع يدها على الجرح وتبدأ في العلاج ولدينا قاعدة كبيرة من اللاعبين وقادرون على العودة سريعاً. حمد المناعي رئيس اللجنة الفنية بالتنظيمية الخليجية: لابد من الفصل بين البطولتين للمحافظة على خصوصة الخليجية الدوحة (الاتحاد) - اعترف حمد المناعي رئيس اللجنة الفنية باللجنة التنظيمية الخليجية أن معظم الفرق التي شاركت في “خليجي 20” باليمن لم تحقق الاستفادة المرجوة لها قبل اللعب في بطولة أمم آسيا، وقال المناعي: للأسف ظهرت معظم الفرق الخليجية بمستوى ضعيف في أمم آسيا بدليل خروج المنتخبين الكويتي والسعودي وهما بطل ووصيف “خليجي 20” باليمن من الدور الأول. وأضاف: أعتقد أن الفرق التي شاركت بالمنتخب الأول في الخليجية هي فقط التي خرجت باستفادة مقبولة من البطولة الخليجية، أما الفرق التي شاركت بالبدلاء أو حجبت عدداً كبيراً من اللاعبين الأساسيين فلم تحقق الاستفادة من البطولة الخليجية قبل اللعب في أمم آسيا تماما كما حدث مع المنتخب السعودي الذي جاء إلى اليمن بالصف الثاني ولعب في الآسيوية لذلك لم يسجل الفريق أي فائدة في اليمن، فيما كان الكويتي هو النشاز الوحيد حيث لعب في اليمن بالتشكيلة الأساسية، ولكنه تعثر بشكل غريب في الدوحة وودع البطولة الآسيوية من الدور الأول، على عكس المنتخب البحريني الذي ظهر بمستوى طيب في البطولة الآسيوية وأيضاً المنتخب القطري الذي لفت الأنظار وتأهل بجدارة إلى ربع النهائي وخرج بشرف أمام اليابان، بعدما شارك بنفس المجموعة التي لعبت في “خليجي 20” باليمن. وقال حمد المناعي: صراحة بشكل عام لم تكن البطولة الخليجية مفيدة لمنتخباتنا في أمم آسيا وأعتقد انه لابد من الفصل بين البطولتين بمعنى إبعاد التاريخ الزمني بينها بحيث تكون لكل بطولة أجواؤها وظروفها الخاصة لأن بطولة آسيا كانت تستحوذ على اهتمام المدربين واللاعبين بل والجماهير عندما كانوا يتواجدون في اليمن وذلك حتى نمنح البطولة الخليجية أهميتها ونحافظ على خصوصيتها الشديدة لكل الخليجيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©