هدى جاسم، وكالات (بغداد)
شهد العراق أمس يوماً دامياً من التفجيرات الانتحارية والسيارات الملغومة أسفرت عن سقوط 23 قتيلا و49 جريحا. في وقت تمكنت القوات العراقية وغارات التحالف الدولي من قتل 33 إرهابيا قرب الموصل وبعقوبة، بالتزامن مع عزل رئيس الوزراء حيدر العبادي 36 قائدا عسكريا بوزارة الدفاع، في اكبر عملية لمحاربة الفساد وتطهير للمؤسسة العسكرية منذ تراجعها في مواجهة تنظيم «داعش».
وقالت مصادر أمنية إن 11 شخصا بينهم 6 من الشرطة قتلوا، وأصيب 23 آخرون بينهم 11 شرطيا بجروح بهجوم بسيارة ملغومة مركونة على طريق رئيسي قرب ميدان النسور في غرب بغداد، تلاه قيام انتحاري يرتدي حزاما ناسفا بتفجير نفسه خلال محاولة اقتحام مبنى الشرطة قرب الميدان.
وسقط 6 قتلى بينهم جندي و20 جريحا بينهم 5 جنود بهجوم انتحاري بسيارة ملغومة على نقطة تفتيش عسكرية في مدينة اليوسفية جنوب بغداد. بينما قتل ضابط بالجيش برتبة عقيد يدعى فيصل الزهيري و5 جنود وأصيب 6 آخرون بجروح بهجوم انتحاري بهجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف حاجز تفتيش للجيش في ناحية العظيم في محافظة ديالى (شمال شرق بغداد).
وأفاد سكان محليون أن 15 مدنيا بينهم 6 أطفال و4 نساء قتلوا في غارات جوية لطيران التحالف الدولي استهدفت مواقع لـ«داعش» في حي الميثاق شرق الموصل. بينما قتل 5 من عناصر التنظيم في غارة جوية على منطقة البعاج غرب المدينة. فيما قالت مصادر أخرى لوكالة الأنباء الألمانية «إن القوات الأمنية ومتطوعي الحشد الشعبي بمساندة مع سلاح الجو تمكنت من قتل 15 عنصرا من داعش في منطقة منصورية الجبل شرقي بعقوبة.
وذكرت المصادر أن قوة أمنية تابعة لقوات البشمركة الكردية تمكنت من قتل 4 من مسلحي داعش في عملية نفذتها على الأطراف الجنوبية لناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة. وأضافت أن قوة تابعة لعمليات دجلة تمكنت من قتل 9 مسلحين من داعش بعملية في القرى الجنوبية لجلولاء، لافتة إلى أن مسلحي التنظيم اطلقوا قذائف هاون على مركز امني تابع لقوات البشمركة.
إلى ذلك، عزل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس 36 قائدا عسكريا بوزارة الدفاع، في اكبر عملية تطهير للمؤسسة العسكرية منذ تراجعها في مواجهة «داعش». وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء «إن العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة اصدر أوامر ديوانية بإعفاء 26 قائدا من مناصبهم وإحالة 10 إلى التقاعد (لكن دون تحديد أي رتب أو مناصب)، كما عين 18 قائدا في مناصب جديدة بالوزارة». وأضاف البيان «إن هذه القرارات تأتي ضمن التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على أسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف أشكاله».
وأكد العبادي أمام وفد من القادة العسكريين «أن القيادة العسكرية يجب أن تتمتع بالكفاءة والنزاهة والشجاعة حتى يقاتل الجندي بشكل صحيح، كما أن التقييم في بناء القوات المسلحة يجب أن يكون قائما على هذه الأسس الجوهرية»، وأضاف «يجب علينا إعادة الثقة بقواتنا المسلحة عبر اتخاذ إجراءات حقيقية ومحاربة الفساد على صعيد الفرد والمؤسسة».
وكان الهجوم الكاسح لـ«داعش» في يونيو الماضي أدى الى انهيار العديد من قطعات الجيش لا سيما في محافظة نينوى، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة بينها مدافع ومدرعات، وقعت بأيدي مقاتلي التنظيم. وأكد رئيس الوزراء في بيان مؤخرا انه ماض بإجراءاته الإصلاحية لمكافحة الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة، لأنها ظاهرة باتت تشكل خطرا كبيرا على البلد وثرواته ولا تقل خطورة على الإرهاب. وكان العبادي عزل ثلاثة من كبار الضباط أبرزهم قائد القوات البرية ونائب رئيس أركان الجيش، وحل مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي كان قائما في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ويرتبط مباشرة به.
من جهة ثانية، أكد سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب العبادي أمس أن التحقيقات مستمرة بشأن شحنة الأسلحة المهربة التي ضبطت في مطار بغداد الدولي، مبينا أن الطائرة هبطت للتزود بالوقود ولم تقصد المطار، ولافتا إلى أن المعلومات الحالية بشأنها شحيحة ومجرد اتهامات لا يمكن بناء أحكام عليها.
وقال الحديثي «ملابسات موضوع طائرة الأسلحة لم تكشف بعد، ولا توجد تفاصيل»، وأضاف «أن الطائرة محتجزة حاليا وهناك تحقيقات تجري على نطاق واسع ومتابعة كاملة للموضوع، لمعرفة من الذي استورد شحنتها والى من وكيف دخلت الأجواء العراقية». ولفت إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد التوصل إلى نتائج ملموسة في القضية، خصوصا ان هناك لجانا مختصة تقوم بالتحقيق، لكن الأمر يحتاج إلى وقت لكشف الملابسات».
وكانت وسائل إعلام عراقية تحدثت عن أن طائرة شحن تعود لشركة روسية محملة بـ40 طنا من الأسلحة المتوسطة والخفيفة هبطت في مطار بغداد، مبينة أن جهاز المخابرات وبالتنسيق من سلطة الطيران المدني والمسؤولين في مطار بغداد أحبطوا محاولة إدخال هذه الأسلحة.
عدد اليوم
