الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا إلى أين؟

24 أكتوبر 2015 22:23
دخل القصف الجوي الروسي في سوريا أسبوعه الثالث، ولم يتمكن النظام السوري وحلفاؤه من تحقيق تقدم يعتد به على الأرض، تماماً كما أصاب الجيش السوري الحر زمن القصف الدولي الذي تقوده واشنطن منذ أكثر من عام. والسؤال الذي يطرح نفسه في أوساط المراقبين: ماذا يمنع الأسد من حسم المعركة وماذا منع المعارضة من فعل ذلك من قبل؟ الواقع أن فريق النظام السوري، بعد خمس سنوات من المعارك المضنية فقد القدرة على الحسم الهجومي لا بل فقد الشهية للذهاب بعيداً إلى ما يمكن أن يكون أبعد من حماية قصر المهاجرين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المعارضة، وتحديداً الجيش الحر الذي فقد المبادرة لمصلحة المنظمات الأصولية، وفي مقدمتها «داعش» و«النصرة.» والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه أيضاً، هل تنجح موسكو، حيـث فـشلت واشنطن؟ والواقع أيضاً أن الكرملين الذي اعتقد أن بضع غارات جوية ضد بضعة أهداف هنا وهناك يمـكن أن تغـــــير المعادلة العسكرية، أدرك وفي زمن قياسي أن الأمر أكثر تعقيداً وأشد صعوبة، وأنه تأخر في الوصول إلى الشــاطئ السوري لإنقـاذ ما يمـكن إنقاذه، أو لانتزاع ما يمكن انتزاعه، فها هو في مواجهة الجماعات التي تتحكم إلى حد كبير بالقرار على مستوى العالم، وفي مواجهة مع تركيا وحلف الأطلسي ومجموعة عربية تقاتل في الشام لإســـقاط نظــام وإقامـــة آخر، إضـافة إلى المنظمات الإرهابية التي تكاد تكون مشـــتقة من المقاتلين الذين أحرجوا السوفييت في أفغانستان وأخرجوهم. والواقع أيضاً أن موسكو على غرار واشنطن، لم تنجح إلا في أمر واحد، وهو جر سوريا والعرب إلى مزيد من حروب الاستنزاف وهي الحروب التي قد تؤدي بها إلى واحد من ثلاثة أمور: إما النزول على الأرض لتسريع الحسم، مع ما يعني ذلك من احتمالات الصدام مع الكبار جواً والمعارضة براً.. وإما فرض توازن يجبر الجميع على التفاوض لإيجاد حل يحفظ لها ماء الوجه وحفنة من المصالح ومواطئ القدم.. وإما الانسحاب بعد الحصول على مكاسب من الغرب تتعلق بمصالحها في شرق أوكرانيا وأمنها الاستراتيجي في شرق أوروبا. وثمة أمر ثالث لا يبارح حسابات المراقبين، وهو احتمال الخروج خالية الوفاض كم فعل السوفييت في كابول أو كما فعل الأميركيون في فيتنام والصومال... مريم العبد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©