الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوهام التنزيلات

24 أكتوبر 2015 22:22
نظراً لقوة الاستهلاك لدينا، خاصة في المواد الغذائية، والتي نستهلكها بلا حساب، لأننا صرنا مستهلكين، ولا منتجين لما نأكله ونشربه، ناهيك عن استهلاكنا للكماليات بشكل يفوق حاجتنا لها، نرى أن إغراءات التنزيلات في أسعار السلع الاستهلاكية بكافة أنواعها، خاصة السلع الغذائية المصنعة، لا تتوقف. وهذه التنزيلات التي تقوم بها محال التوزيع الكبرى، أغلبها وهمي يفتقر للمصداقية، فما يُعرض من أسعار التخفيضات للسلع الغذائية مثلاً، إما أن تكون هذه السلع قاربت نهاية صلاحيتها، أو أنها لا تلقى الإقبال في الشراء من الزبائن، وبالتالي فهي عرضة للتلف، ما يؤدي إلى كسادها، وكذا الحال بالنسبة للسلع الاستهلاكية، كالإلكترونيات والكماليات، فهي الأخرى، إما تكون كاسدة لطول بقائها دون بيع، أو أنها غير صالحة الاستعمال، ولهذا، فإن منافذ البيع الكبرى، تعتمد طوال العام أساليب متعددة من الإغراءات لجذب زبائنها من أجل التسوق وشراء مختلف السلع. منافذ البيع لا تهمها مصلحة المستهلك، بقدر ما تهمها زيادة مدخول مبيعاتها، فهي لا تفكر سوى في كيف تسوق بضاعتها بشكل لا يخلو من الخداع، وعندما تذهب لمنافذ البيع، وخاصة أيام إجازة نهاية الأسبوع، ترى الازدحام، والإقبال الشديد من المتسوقين، وينقصنا الوعي بأهمية ترشيد الإنفاق، وحمى التسوق والشراء هي التي تسيطر على أذهان الناس، لذلك، ترى الكثيرين ينساقون دون وعي وراء تلك الإغراءات الوهمية، فتراهم يتهافتون للشراء المفرط لكثير من المستلزمات غير الضرورية، مما يكلفهم المزيد من الأموال والأعباء. وكلنا يعي أن هذه التكاليف تسبب الكثير من الإفرازات السلبية على مستوى حياتنا الاجتماعية والاقتصادية، بل وحتى على المستوى الصحي، بحيث صار الكثيرون يعانون بعض الهموم والأمراض نتيجة عدم استطاعتهم الوفاء بمتطلبات المعيشة اليومية، لأن التزاماتها توسعت وتكاليفها ارتفعت، وهذا الارتفاع يجب علينا التعامل معه بالحكمة والتبصر، بحيث نأخذ بمبدأ التوازن، في متطلبات الإنفاق، بلا تقتير أو إسراف. همسة قصيرة: وهم التنزلات بين الحقيقة والخيال!. صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©