لاعبو كوريا الجنوبية: لقد هرمنا!!

سيدني (الاتحاد) سادت أجواء من السعادة والارتياح بعثة منتخب كوريا الجنوبية، بعد الفوز على العراق، والوصول إلى المباراة النهائية، لبطولة أمم آسيا 2015، وتنفس اللاعبون والجهازان الفني والإداري الصعداء، عقب النجاح في تحقيق المهمة التي ذهبوا من أجلها إلى أستراليا، وهي إكمال البطولة إلى نهاية المشوار، وعدم الخروج من منتصف الطريق. وما زاد من ارتفاع معنويات البعثة، وسيطرة أجواء من الفرح لدى اللاعبين، هو الإنجاز الذي حققه هذا الجيل، بكسر حاجز «النحس» الذي لازم المنتخب الكوري الجنوبي، في تخطي الدور نصف النهائي، على مدار 27 عاماً من المشاركات في البطولات القارية. وكانت «الثالثة ثابتة» هذه المرة بعد وصولهم إلى نصف النهائي ثلاث مرات متتالية في آخر نسخ البطولة الآسيوية، لكنهم فشلوا في المرتين السابقتين، حيث خسروا عام 2007 أمام العراق، وفي عام 2011 أمام اليابان حامل اللقب. وخلال النسخة الحالية، أصاب منتخب «النمور» أكثر من عصفور بحجر واحد، حيث ثار من منتخب العراق الذي أزاحه من قبل، ثم أفطر عن صيام الكرة الكورية، عن بلوغ النهائيات، بعد سبع دورات متتالية، لم يعرف خلالها «شمشون الكوري» النجاح في هذه البطولة القارية الكبيرة. وأظهر لاعبو منتخب كوريا الجنوبية، بعد الفوز على العراق، والعبور إلى المباراة النهائية، أنهم أصبحوا الآن، على موعد مهم مع التاريخ، وأنهم عازمون على عدم إضاعة الفرصة، حيث أكد كيم يونج جوان مهاجم كوريا الجنوبية ارتفاع معنويات اللاعبين، وزيادة حماسهم للمواجهة الأخيرة في البطولة، خاصة أنهم لم يستقبلوا أي هدف طوال مشوار البطولة، وعبروا مختلف الأدوار، بفضل قوة خط الدفاع الذي يمنح الأمان لبقية الخطوط الأخرى، وأشار إلى أن الوقت حان، لتعويض الكرة الكورية عن صبرها الطويل، وانتظار أكثر من نصف قرن للفوز باللقب، متمنياً أن ينجح لاعبو «النمور» في ختام المشوار بنتيجة إيجابية تكون خير مكافأة للاعبين على ما بذلوه. وبدوره، شدد كيم جين هيون على أهميه الحفاظ على الهدوء، والتركيز قبل مباراة الدور النهائي، لأن ما حققه اللاعبون حتى الآن، يعتبر أمراً جيداً، لكن لن يكتمل الفرح سوى بالتتويج باللقب، من منطلق أن صاحب المركز الثاني لن يذكر في التاريخ، ويبقى لاعبو كوريا الجنوبية يبحثون عن لقب جديد، وقال إن انتظار الجمهور الكوري لن يطول أكثر من ذلك، وأن الفرصة أصبحت مواتية اليوم لتجديد ذكريات التتويج بالألقاب والبطولات. ومن جهة أخرى، دخلت بعثة المنتخب الكوري أجواء المباراة النهائية، على الرغم من عدم خوض تدريبات أمس، حيث حرص الجهاز الفني على مشاهدة مباراة الدور نصف النهائي التي جمعت بين منتخبنا الوطني وأستراليا، بمشاركة بعض اللاعبين حتى تكون بمثابة حصة مشاهدة، وتقييم للمنافس الذي يواجهه منتخب «النمور» في الدور النهائي، وبالتالي الوقوف على نقاط القوة والضعف، والبدء في التجهيز الفني للمنافس. ويذكر أن المنتخب الكوري ألغى التدريب المسائي، وفضل إراحة اللاعبين، ومنحهم أكبر قدر من الاسترخاء، والابتعاد عن أجواء التحضيرات والتدريبات حتى يستعيدوا جاهزيتهم البدنية والذهنية، ويعودوا اليوم إلى التدريبات بمعنويات مختلفة وأجواء جديدة. الأمطار تحرم اللاعبين من «جولة سيدني» سيدني (الاتحاد) حرمت الأمطار الغزيرة، التي هطلت على مدينة سيدني على مدار اليومين الماضيين، لاعبي كوريا الجنوبية، من الاستمتاع بالراحة التي منحها إياهم المدرب الألماني أولي شتيليكه، للخروج من مقر إقامتهم، والقيام بجولة في شوارع ومحالات المدينة. واضطر أغلب اللاعبين إلى البقاء في غرفهم، والاكتفاء بجولة قصيرة، في بهو الفندق فقط. ويذكر أن لاعبي منتخب كوريا الجنوبية لعبوا في أربع مدن خلال مشاركتهم في البطولة الآسيوية، حيث أتيحت لهم الفرصة للتعرف إلى مدينة كانبرا وملبورن وبريزبين، بالإضافة إلى سيدني، والتجول في أبرز معالمها الحضارية والتراثية. استئناف التدريبات اليوم سيدني (الاتحاد) يستأنف منتخب كوريا الجنوبية تدريباته اليوم بمدينة سيدني، استعداداً لمباراة الدور النهائي السبت المقبل، وتتواصل التدريبات على مدار ثلاثة أيام، يخصصها الجهاز الفني، لاستعادة الجاهزية البدنية أولاً، ثم تصحيح بعض الأخطاء التي برزت في لقاء نصف النهائي أمام العراق، مع التركيز على نقاط قوة وضعف المنافس في المباراة النهائية، حتى يستعد «النمور» بالشكل المطلوب للمواجهة. ويعول الجهاز المدرب الألماني أولي شتيليكه على أفضلية منتخبه بيوم راحة على الطرف الثاني في النهائي، وذلك لخوض المباراة في ظروف إيجابية، والاستفادة من الجاهزية البدنية للتفوق على المنتخب المنافس بسيناريو مباراة نصف النهائي نفسه، عندما نجح لاعبو «النمور» في التوفق بدنياً على العراق وأدار اللقاء بشكل جيد وحسم الفوز.