الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سينمائيون: أبوظبي تمتلك عناصر تأسيس نهضة سينمائية حقيقية

سينمائيون: أبوظبي تمتلك عناصر تأسيس نهضة سينمائية حقيقية
19 أكتوبر 2012
يبدو أن الحديث عن تفعيل وتطوير صناعة السينما في أبوظبي والإمارات بات يسيطر على اهتمام المعنيين بهذه الصناعة، ويفرض نفسه على هامش مهرجان أبوظبي السينمائي 2012. فدائما ما يطرح نقاش كيفية خلق قاعدة قوية لصناعة الفيلم الإماراتي، وكيف يمكن دعم وتطوير المواهب والمشاريع السينمائية المحلية؟، وهل تحقق المهرجانات السينمائية شراكة دولية حقيقية تتمكن من فتح المنافذ والفرص الإنتاجية، وكذلك الاستثمار والتعاون المتبادل مع صناع الأفلام العالميين؟ (الاتحاد) ـ إن مسيرة الإنتاج السينمائي الإماراتي الحقيقية بدأت مع أول تجربة سينمائية على يد المخرج الإماراتي علي العبدول بفيلم “عابر سبيل” في نهاية سبعينيات القرن الماضي، والذي وضع أول حجر في أساس صناعة السينما المحلية، ويكون أول فيلم سينمائي في ذاكرة الإمارات. واستمرت عجلة المسيرة إلى أن وصل عدد الأفلام التي تعرض خلال هذا المهرجان 81 فيلماً طويلاً و84 قصيراً، ويتنافس في مسابقة الأفلام الروائية 16 فيلماً، فيما يتنافس 15 فيلماً ضمن مسابقة “آفاق جديدة” للتجارب الأولى، و12 فيلماً في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، و28 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، و45 فيلماً ضمن مسابقة أفلام من الإمارات. والمتابع للحركة السينمائية الإماراتية يجد أن عام 2001 شهد ميلاد أول مسابقة للأفلام السينمائية الإماراتية، في تظاهرة تلفت الانتباه إلى أهمية الدخول في معترك هذه الصناعة، بعد أن حققت الإمارات إسهامات ملموسة وناجحة في عالم المسرح والدراما التلفزيونية، والإنتاج التلفزيوني، وفتحت آفاقاً وفرصاً وتسهيلات عديدة أمام شركات الإنتاج السينمائي التي اختارت الإمارات للتصوير فيها. رؤية إذن ما السبيل إلى تحقيق نهضة صناعية حقيقية في عالم السينما الإماراتية إذن ؟ الممثل والمخرج الإماراتي الشاب نواف الجناحي، طرح رؤيته حول مستقبل صناعة السينما الإماراتية في الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، الأسبوع الماضي، وقال: “إن كل مستلزمات صناعة السينما ما هي إلا جوانب من الإبداع، والعمل الإبداعي لا يتوقف، وأن هناك آليات كثيرة يمكن تطبيقها على أرض الواقع، وأن رغم الدعم الذي أتيح لعدد كبير من الجهود الشابة، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً، لكن يجب ألا يقتصر ذلك على الدعم الحكومي، فنحن بحاجة إلى شركات الإنتاج المتخصصة للدخول في مجال الإنتاج الاحترافي، ولابد من التعجيل في اتخاذ هذه الخطوة، وعلى القطاع الخاص أن يأخذ دوره حتى نفعل الحركة الإنتاجية، فربما لم يحن الوقت بعد للحديث عن صناعة سينمائية بمعناها الحقيقي، لكنني أؤمن بأنه ذلك سيكون قريباً سواء على الصعيدين المحلي أو الأجنبي، فالفيلم الإماراتي قادر رغم ذلك على المنافسة عربياً وعالمياً، وما تحقق من إنتاج تجارب مبشرة بالخير سواء على المستويين الجماهيري أو الحرفي، وأظن أن الإمارات الأكثر إنتاجاً للأفلام القصيرة على المستوى العربي، حيث يتم إنتاج ما يراوح بين 90 و120 فيلماً سنوياً، وهذا من شأنه أن يؤثر إيجاباً على المستويين الخليجي والعربي، كذلك الاستمرار في تطوير ما تحقق على صعيد تنظيم المهرجانات السينمائية في أبوظبي ودبي، فلا يمكن للسينما أن تتطور دون الاحتكاك بالسينما العالمية والاستفادة من تجاربها وخبراتها واتجاهاتها، وإنني أدعو صناع الأفلام الإماراتيين إلى التطلع إلى أبعد من ذلك، والمشاركة في العروض والمهرجانات العربية والعالمية”. آفاق الإنتاج المنتج العربي فخري سويدان، يرى من جانبه أن الإمارات تسير على خطى ثابتة نحو تحقيق صناعة سينمائية واعدة، ويدلل على ذلك بقوله:” إن إنجاز مهرجان فيلم في 48 ساعة فقط، الذي ينظم في دبي في نوفمبر القادم للمرة الثانية، واختيار دبي لإقامته لكونها واحدة من أهم المدن العربية في صناعة الإعلام ولدعمها صناعة السينما، وتأهل نحو 20 للمنافسة على المراكز الأولى من بين 38 فيلماً، إنما يؤشر إلى أن الإمارات أصبحت قبلة لصناعة الإعلام والسينما في ظل استضافتها المهرجانات السينمائية وامتلاكها مراكز عديدة تهتم بصناعة السينما، وأن هذا مهم للغاية لخلق مناخ صحي وإيجابي لتأسيس صناعة سينمائية فالمهرجانات التي تنظم من أهدافها الرئيسية خلق قاعدة قوية لصناعة الفيلم في الإمارات، ودعم وتطوير المواهب والمشاريع السينمائية المحلية، وتحقيق شراكة دولية تقوم على فتح المنافذ والفرص الإنتاجية، وكذلك الاستثمار والتعاون المتبادل مع صناع الأفلام العالميين، وأظن أن الإمكانات الثقافية والتاريخية والبشرية والبنى التحتية تساعد كثيراً في نجاح تلك المهرجانات، وتحقق استثمارا قويا للمرافق الفنية والسياحية القائمة، وعلينا فتح قنوات اتصال وتعاون مع الدول التي سبقتنا كعرب في سبيل تطوير صناعة السينما في الإمارات”. أما المخرج العربي يسري نصر الله، فيضيف: “علينا أن نشيد بما نراه سنوياً من تطور وتقدم حقيقي في الإمارات، وهذا يؤشر على منهجية الجهود المبذولة، وجدية العمل، وعلينا أن ننظر إلى الأمر كمنظومة متكاملة مكونة لعناصر صناعة السينما الإبداعية، بدءاً من الكتابة وطرح ورصد الأفكار والتوجهات التي يتطلبها سوق السينما، وكذلك التعرف على آليات تنفيذ هذه الأفكار وتطبيقها على أرض الواقع بداية من النص المكتوب على الورق مرورا بعمليات ما قبل الإنتاج، ثم اختيار المخرج والمنفذين والفنيين وطاقم التمثيل، وانتهاء بعمليات ما بعد الإنتاج والمتعلقة بالدعاية والتسويق والتوزيع، أما البنى التحتية فهي موجودة وعلى درجة عالية من الكفاءة، لكن المهم أن تكون هناك استمرارية في النشاط السينمائي وبشكل تصاعدي، فإذا استمر هذا الخط الإنتاجي المتماسك في الصعود والتطور، يمكن عندها تجاوز أزمة الكتابة السينمائية، وتشجيع الكتاب السينمائيين الشبان من خلال الورش والدورات المتعلقة، كما أنني أتلمس سياسة تشجيع الاستثمار في صناعة السينما، وهذا مطلب حيوي لتكوين رأسمال خاص يقدم الدعم المالي لتوفير الحافز المشجع للإنتاج”. تكامل المنظومة من جانب آخر تشير المنتجة السينمائية الأميركية ميلينا، التي تمارس عملها في الإمارات من سنوات، فتقول: “لقد عايشت تقريباً التطور الذي نشاهده في صناعة السينما في الإمارات من خلال مواظبتي على حضور المهرجانات السنوية في دبي وأبوظبي، وإنشاء نيويورك أكاديمي، ولمست مدى الإقبال والنجاح الذي تحقق، وهي علامات تدعو إلى التفاؤل، وإذا أردنا تحقيق قاعدة حقيقية لصناعة السينما علينا أن نتبنى استراتيجية محددة، تستند إلى امتلاك الرغبة الجادة، والاستفادة من كل الخبرات العالمية، مع توفر المرافق والبنى السياحية التحتية من منشآت وفنادق ووسائل نقل ودور للعرض، دون أن نهمل الاهتمام بالجانب الاجتماعي والثقافي لجذب الناس إلى السينما، وخلق حالة من الوعي الجماهيري نحو دور السينما في المجتمع والتنمية، ومن ثم بحث كيفية استقطاب أصحاب الأموال والمستثمرين للاستثمار في صناعة الدراما، والسينما، وأن نعمل على وجود قناعات وثقة لديهم بجدوى هذا الاستثمار، وفي ظل ذلك كله لا نتخلف عن المشاركات العالمية والإقليمية، وتشجيع المبادرات الذاتية، والمواهب الشابة، وتنظيم المسابقات والمهرجانات وتحفيز وتشجيع المبدعين من كافة عناصر العمل الفني الذي يرتبط بهذه الصناعة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©