السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملايين الدولارات..وقليل من الإنجازات

ملايين الدولارات..وقليل من الإنجازات
12 نوفمبر 2014 23:40
الرياض (الاتحاد) ساعات قليلة وتنطلق صافرة البداية، للبطولة الأهم والأغلى على قلوب الشارع الرياضي الخليجي، وعشاق الساحرة المستديرة بمختلف انتماءاتهم، وذلك عندما تفتتح النسخة الـ22. ورغم أجواء الاحتفال بقدوم دورة الخليج، ومع كل نسخة من نسخها الـ22، لا يزال الجدل مستمراً حول مسار الكرة الخليجية، أين هي وكيف كانت، وماذا ستكون؟!. وقبل الخوض في تفاصيل الملف الضخم الذي أعدته «الاتحاد»، لمناقشة هموم وشجون الكرة الخليجية، كان لا بد أن نتوقف قليلاً عند رصد سريع لمسيرة اللعبة والماضي المشرق، حتى نعرف أين تقف أقدامنا، ونحن نسعى للتطرق لمشكلاتنا وهمومنا في هذا الحاضر الخجول، على أمل استشراق مستقبل اللعبة المجهول.في كرة القدم الخليجية، كانت البداية مشرقة، إنجازات وتطور سريع وصولات وجولات قارية لمنتخباتنا، وعلى رأسها الكويت والإمارات والسعودية، بالإضافة إلى العراق، ولكنها سرعان ما تباطأت عاماً تلو الآخر، حتى توقفت عن الاستمرارية في التطور المنشود، في الوقت الذي يشهد فيه تطبيق الاحتراف بعد سنوات عجاف من الهواية، ورغم ما يرصد من ميزانيات، وما ينفق من مئات الملايين من الدولارات سنوياً، لكن للأسف لا يزال هذا الحاضر خجولاً. ويكشف تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» لمنتخبات الخليج منذ العام 2004، وحتى العام الحالي 2014، تراجعاً مخيفاً في مسارة اللعبة بالمنطقة، وهو يعكس أيضاً ضرورة التحرك لمواجهة مثل هذا التراجع «غير المبرر». 6 دول تلعب منذ 44 عاماً في المحفل الخليجي، وفي الطريق انضمت إليها العراق واليمن، لتشكل الدول الثمانية في البطولة، وقبلها أكثر من 30 عاماً من المحاولات المتفرقة ما يرفع عمر اللعبة في المنطقة لأكثر من 70 عاماً، شهدت سطوع النجوم في الملاعب الخليجية عبر أكثر من 60 جيلاً من اللاعبين، يتجاوز عددهم الـ1000 لاعب، وعشرات المباريات الدولية ودية ورسمية للأندية والمنتخبات، وشهدت أيضاً إنفاق مئات الملايين من الدراهم والريالات، على معسكرات إعداد، وعلى تأهيل لاعبين وجلب مدربين وغيره من جوانب اللعبة. ورغم ذلك، فما تحقق من إنجازات في المجال القاري والعالمي لا يزال «قليلاً»، وهو عبارة عن 7 مرات تأهل للمونديال منذ الستينات، وحتى 2002، على يد السعودية 4 مرات، الإمارات مرة واحدة، الكويت مرة والعراق مرة، و5 ألقاب كأس آسيا منها 3 للسعودية وواحد للكويت ومثله للعراق، وذلك قبل ظهور قوى شرق آسيا الكروية. أما القاب الأندية على المستوى القاري، وتحديداً بدوري أبطال آسيا، فهناك 4 أندية فقط هي التي فازت باللقب منذ بداية الثمانينات وحتى نسخة 2011، وهي الهلال السعودي مرتين عامي 92 و2000، والعين الإماراتي عام 2003، والاتحاد السعودي مرتين عامي 2004 و2005، السد القطري مرتين في عامي 89 و2011. وبمقارنة بسيطة، سنجد أن أقل دولة آسيوية، سواء كوريا أو اليابان قد حققت ضعف تلك الإنجازات على مستوى الأندية والمنتخبات، وهو ما يكشف عمق الفجوة، ويعكس ضرورة التحرك لرصد أسباب التراجع في الكرة الخليجية، وبحث الحلول التي يمكن أن نقدمها من أجل العودة بمسارها إلى طريق الإنجازات القارية والعالمية، خاصة بعد الغياب المستمر خلال النسخ الثلاث الأخيرة عن المونديال،الذي يخلو في كل مرة منذ انهيار الجيل الذهبي للمنتخب السعودي، من أي منتخب خليجي. «الأبيض»..إنجازات محدودة رغم الانطلاقة القوية! جاءت انطلاقة الإمارات قوية في عالم الكرة الخليجية، فمنتخبها صال وجال ودائماً ما كان مرشحاً للأدوار النهائية مهما كانت حالته الفنية، وقد حققت الإمارات لقبين خليجيين. ولعبت الإمارات في بطولات الخليج 98 مباراة في 20 بطولة شاركت بها حتى الآن، وحققت الفوز في 37 وتعادلت في 22 وخسرت 39 مباراة، وكان رصيد المنتخب الإماراتي من الأهداف 104 أهداف، بينما دخل مرماه 131 هدفاً، أما مرحلة الانحسار والانكسار، فكانت كثيرة، خاصة في كأس الخليج قبل النسخة الـ17 منها، غير أن النسخ الرابعة والعاشرة والـ17 كانت الأسوأ. وفيما يتعلق بمشوار تصنيف «الأبيض» في «الفيفا»، الذي يكشف أبعاداً أخرى لمراحل تطور أو تراجع اللعبة بشكل أكثر دقة، فقد تقدم ترتيب «الأبيض» في عامي 2013 و2014، وحتى أكتوبر المنصرم كان «الأبيض» في التصنيف الـ79 عالمياً، بينما كان تصنيفه الأسوأ في عام 2011، عندما حل في المركز 130 عالمياً، بينما كان قبل 10 سنوات وتحديداً في 2004 رقم 82 على العالم. «الأخضر»..إعادة هيكلة لاستعادة الهيبة شارك المنتخب السعودي 20 مرة في كأس الخليج، لعب خلالها 97 مباراة، وحقق الفوز في 50 وتعادل 22 مرة وخسر 25 مرة، بينما سجل 146 هدفاً ودخل مرماه 89 هدفاً، وكانت المشاركة الأفضل عندما حقق ألقاب نسخ 3 دورات، وهي في الدورة الثالثة والـ12 والـ15. ووفق تصنيف «الفيفا»، فقد تراجعت الكرة السعودية تماماً عن التسعينيات، ويكفي أن «الأخضر» كان الـ28 على العالم في 2004، بينما هو الآن وفق تصنيف شهر أكتوبر الماضي97 عالمياً، بينما كان تصنيفه الأسوأ في عام 2012، عندما حل في الترتيب الـ126. «الأزرق»..«سوبر الخليج فقط» يستحق المنتخب الكويتي لقب «سوبر الخليج»، وهو الذي حقق لقب كأس الخليج 10 مرات كأعلى رقم يتحقق في البطولة، وهو المرشح الدائم للوصول للنهائيات، ولعب الكويت 104 مباراة في كأس الخليج، وهو العدد الأكبر من المباريات مقارنة بغيره من بقية المنتخبات الخليجية، وسجل خلالها 56 فوزاً، وتعادل في 20 مباراة، وخسر 28 مباراة، أما رصيده من الأهداف، فهو الأكبر أيضاً بين دول الخليج برصيد 190 أهداف في البطولة، بينما دخل مرماه 95 هدفاً. ورغم السجل الناصع بالإنجازات المتتالية على المستوى الخليجي، فلا يزال الأزرق بعيداً كل البعد عن أي إنجاز قاري أو عالمي، لغيابه عن التأهل للمونديال منذ الستينيات التي شهدت إنجاز الفوز بكأس آسيا أيضاً. أما تصنيف «الفيفا»، فيكشف وجهاً أكثر تراجعاً لكرة الكويت، حيث شهد عام 2014 وحتى أكتوبر المنصرم أسوأ تراجع كويتي، عندما حل «الأزرق» في الترتيب الـ120 وهو ترتيبه الأسوأ، حيث لم يصل لهذه المرحلة سوى في عام 2007، عندما حل في المرتبة الـ117 عالمياً، أما في عام 2004 فشهدت تطوراً ملحوظاً لكرة الكويت، حيث حل المنتخب في الترتيب الـ54 عالمياً. الأحمر البحريني..المواهب متعددة والإنجازات «صفر» لعبت البحرين دوراً حاسماً في تحويل حلم كأس الخليج إلى واقع ملموس قبل 44 عاماً مضت، ورغم أن الأحمر البحريني كان نداً قوياً في جميع نسخ البطولة الـ21 على مدار تاريخها، لكنه لم ينجح في الفوز بأي لقب. وقد شارك الأحمر البحريني في 20 نسخة من البطولة، شهدت خوض 96 مباراة، وحقق خلالها 30 فوزاً و28 تعادلاً و38 خسارة، وسجل 107 أهداف، ودخل مرماه 123 هدفاً، وكانت أفضل مشاركاته في البطولة في «خليجي 16»، بينما أسوأ المشاركات كان في خليجي 13 و14 و20، حيث لم يسجل الأحمر أي فوز في تلك النسخ على الإطلاق. ويكشف تصنيف «الفيفا» تراجعاً مخيفاً في الكرة البحرينية، فهو الآن في المركز الـ104 على العالم حتى أكتوبر الماضي، بينما كان في عام 2004 رقم 49 عالمياً في تصنيف الاتحاد الدولي، ولعل الفجوة الواسعة بين الرقمين تكشف مسار حال اللعبة التي شهدت أسوأ تراجع في تصنيفها عام 2012، عندما حلت في الترتيب الـ119 عالمياً. منتخب عُمان..«الحاضر الغائب»! إذا جاز لنا التعبير، يمكننا وصف منتخب عُمان بالحاضر الغائب، في مسار الكرة الخليجية، فهو انضم لكأس الخليج مع النسخة الثالثة، ولكنه غاب عن سجل الإنجازات حتى النسخة الـ 19 من البطولة، عندما حقق اللقب الأول في النسخة التي كان قد نظمها على أرضه. وقد شارك المنتخب العُماني بعد غياب عن خليجي 1و2، في 94 مباراة شكلت رصيده في المحفل الخليجي، حقق الفوز في 16 مباراة، وهو عدد متواضع بطبيعة الحال، وتعادل 21 مباراة، وخسر في 57 مباراة، وسجل 70 هدفاً، بينما تلقى مرماه 170 هدفاً. أما في مشواره بتصنيف «الفيفا»، فهو قد حل في التصنيف الـ83 في 2014، بينما لم تشهد السنوات الـ10 الماضية أي تحسن كبير في مسار المنتخب العُماني، الذي يتأرجح منذ عام 2005 بين المراكز من الـ80 إلى الـ90، رغم أنه كان في عام 2004 في الترتيب الـ56 عالمياً. ويؤكد مسار المنتخب العُماني أن هناك خللاً ما يمنع الانطلاقة المنتظرة لمنتخب صدر للأندية الأوروبية موهبة الحارس علي الحبسي، وصدر لدوريات الخليج أكثر من لاعب. الكرة اليمنية..أزمات متلاحقة وخبرات قليلة! لم تشارك اليمن سوى 6 مرات قبل «خليجي 22»، حيث كانت آخر من لحق بركب البطولة، وخاض 21 مباراة في كأس الخليج، والطريف أنه لم يحقق أي فوز فيها جميعاً، وتعادل في 3 مباريات، بينما خسر في 18 مباراة، وسجل 9 أهداف، بينما دخل مرماه 55 هدفاً. ويكشف تصنيف «الفيفا» سوء وضع الكرة اليمنية ومشكلاتها المزمنة، فهي دائماً في قاع الترتيب العالمي، ورغم ذلك كان وضع اللعبة أفضل قبل 10 سنوات من الآن، وتحديداً في عام 2004، عندما كان تصنيف المنتخب اليمني 124 على العالم. وأخذ المنتخب اليمني في التراجع بعد هذا العام، حتى وصل في أكتوبر الماضي عند الترتيب الـ179 على العالم، وكان ترتيبه الأسوأ في العام الماضي 2013، عندما حل في التصنيف الـ179. ويبدو أن الكرة اليمنية تحتاج بالفعل لمعجزة من السماء، حتى تتقدم في التصنيف من جانب، وحتى تتمكن من شق طريقها نحو الانتصارات في المباريات الدولية. «أسود الرافدين»..إنجاز آسيوي و3 إضاءات خليجية شارك المنتخب العراقي في 10 دورات لكأس الخليج منذ انطلاقة البطولة، وكان نداً قوياً في البطولة منذ اللحظة الأولى لمشاركته، ويكفي أنه نجح خلال مشاركاته الأولى في كسر هيمنة «الأزرق» الكويتي على اللقب، وفاز به 3 مرات في خليجي 5 وخليجي7، ثم في خليجي 9 عام 88. وقد لعب «أسود الرافدين» 50 مباراة في البطولة، حقق الفوز في 26 وتعادل في 14 مباراة، وخسر 10 مرات، وسجل 95 هدفاً ودخل مرماه 48 هدفاً، ولا ينسى أحد إنجاز لقب كأس آسيا عام 2007. أما تصنيف «الفيفا» بالنسبة لأسود الرافدين في السنوات الـ10 الأخيرة، فكان متفاوتاً، وفي العام 2004 وصل للترتيب الـ44 عالمياً، أما في 2007، الذي شهد فوزه بلقب كأس آسيا، فكان في الترتيب الـ68، ثم بدأ في التدهور، حتى وصلت عام 2010 إلى الترتيب الـ100 عالمياً، وتراجع مرة ثانية في العام الماضي عندما أصبح الـ110، فيما نجح حتى أكتوبر الماضي في العودة للمركز الـ81. «العنابي».. «خفيف الوزن»! يعتبر المنتخب القطري ضيفاً دائماً في كأس الخليج منذ نسختها الأولى وحتى الأخيرة في البحرين، حيث شارك حتى اليوم في 21 نسخة من البطولة، عبر 100 مباراة، حقق الفوز في 38، وتعادل في 24، بينما خسر 38 مباراة، وسجل العنابي 113 هدفاً، ودخل مرماه 123 هدفاً، وحقق المنتخب القطري اللقب الخليجي مرتين فقط في نسختي 11 و17. بينما كانت المشاركات الأسوأ التي لم يحقق فيها أي نتيجة إيجابية، في خليجي 1 و2 و14 و18، فيما تعتبر الكرة القطرية خفيفة الوزن على منصات التتويج القارية، حيث لم تحقق شيئاً يذكر. أما فيما يتعلق بالتصنيف العالمي في آخر 10 سنوات، فهو يكشف تأرجحاً كبيراً، حيث وصل للترتيب الـ66 في عام 2004، فيما كان ترتيبه الأسوأ عام 2012، عندما حل في الترتيب الـ112، ورغم تقدمه إلى المراكز في العامين التاليين، إلا أنه تراجع العام الماضي مرة ثانية للترتيب الـ103، قبل أن يستعيد عافيته ويصل إلى الترتيب الـ77 عالمياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©