«الحصون الأقوى» تنهار أمام «تسونامي البنفسج»

منير رحومة (دبي) بعد خمس جولات من التألق والصمود أمام خطوط هجوم نخبة من أقوى الفرق، بدوري الخليج العربي، ونيل لقب أقوى دفاع وبروز الخط الخلفي للشباب كمنظومة قوية، تملك نخبة من العناصر المتميزة، إنهار الخط الخلفي لـ «فرقة الجوارح» بصورة تدعو إلى الاستغراب، باستقباله أربعة أهداف كاملة في لقاء واحد، وتعد الخسارة أمام «البنفسج»، هي الأولى لـ «الأخضر»، منذ 2 أبريل 2014، حيث لم يخسر الشباب في دوري الخليج العربي منذ 569 يوماً، وحافظ على صموده، رغم أنه واجه نخبة من الفرق القوية. وجاء هجوم العين بمثابة «تسونامي» يهدم المنظومة الدفاعية، منذ الثواني الأولى من المباراة، وينهي صمود دفاع «الأخضر»، وهز شباكه بثلاثة أهداف كاملة خلال شوط واحد، قبل أن يرفع «الغلة» في الفترة الثانية، وتلقى بذلك أقوى خط دفاع خلال مباراة واحدة، ضعف ما استقبلته شباكه طوال الجولات الخمس الماضية، حيث لم يدخل شباكه سوى هدفين، الأول في الجولة الأولى أمام الشارقة، والثاني ضمن الجولة الرابعة أمام بني ياس، بينما أمطر العين شباك الحارس سالم عبد الله، بأربعة أهداف كاملة، رفعت بذلك الأهداف المستقبلة إلى ستة أهداف ، عقب مباراة مساء أمس الأول ضمن الجولة السادسة. وبذلك يهتز دفاع «الجوارح» ويترك علامات استفهام حول أسباب الانهيار المفاجئ والسقوط المدوي، بعد أن كان خلال الأيام الماضية مصدر تفاخر للجهازين الفني والإداري، لما يملكه الخط الخلف لـ«الأخضر» من عناصر تجمع الخبرة والشباب، وتؤدي بالمستوى نفسه، ويذكر أن الهدف الأول جاء منذ الدقيقة الثانية، والهدف الثاني من كرة ثابتة مباشرة، ثم توالت الأخطاء بحصول المنافس على ركلة جزاء، تسبب فيها المدافع محمود قاسم، ثم الهدف الرابع من تسديدة خارج منطقة الجزاء، بسبب غياب الرقابة الدفاعية. ومن سوء حظ «الأخضر» أن «البنفسج» قدم أفضل مستوى له في الموسم الجديد، وحقق أكبر نتيجة، وأثبت أنه قادر على استعادة عروضه القوية وإقناع جماهيره والمنافسة بجدية للاحتفاظ بلقبه، ونجح «الزعيم» في مباغتة منافسه منذ الدقيقة الأولى وأمطر شباكه بثلاثية في الشوط الأول، ثم رفع النتيجة إلى رباعية وحسم النقاط الثلاث. وامتدح زلاتكو مدرب العين فريقه بعد الفوز على الشباب برباعية كاملة، مشيراً إلى أن العرض الذي قدمه الزعيم هو الأفضل له في الموسم الجديد، مشيداً بالقوة في الأداء والجدية العالية اللذين ميزا لاعبيه في الملعب، معترفاً بأن التسجيل المبكر أسهم بقدر كبير في تسهيل مهمة فريقه لحصد النقاط الثلاث، من خلال الاستحواذ على وسط الملعب، والتحكم في مجريات اللعب، مشيراً إلى أنه جهز فريقه جيداً خلال الأسبوع الماضي، لانتزاع خط الوسط والتحكم في الكرة، وذلك باشراك ثلاثة لاعبين لهم نزعة هجومية ودفاعية في الوقت نفسه. وبخصوص النتيجة الكبيرة، أوضح أن الرباعية تعتبر نتيجة قاسية على المنافس، لأنه قدم بدوره أداءً قوياً، لكن العين عرف كيف يستغل الأخطاء، وقال زلاتكو إنه طالب من لاعبيه بضرورة تقديم أداء قوي إذا أرادوا الفوز على الشباب والبقاء في الصدارة، لأنه يثق جيداً في إمكانيات اللاعبين وقدرتهم على الظهور بشكل أفضل. أما فيما يتعلق بإمكانية حفاظ العين على لقبه، أشار زلاتكو إلى أن فريقه يعمل من أجل حصد 56 نقطة لضمان التتويج بالدرع، معترفاً في الوقت نفسه بأن المهمة صعبة والمشوار لا يزال طويلاً، إلا أن عزيمة اللاعبين كبيرة لتحقيق ذلك. ومن جانبه، أكد البرازيلي كايو جونيور مدرب الشباب أن النتيجة لا تعكس حقيقة مجريات اللقاء، وأن النتيجة العادلة هي فوز العين 2 - 1، أو التعادل 2 -2، وأن فريقه قدم عرضاً قوياً، خاصة في الشوط الأول، رغم السيناريو الصعب الذي شهدته المباراة باستقبال هدف منذ الدقيقة الثانية، ثم تلقي هدفين آخرين في الفترة الأولى. وشدد كايو على أن الشباب أضاع أكثر من ثلاثة أهداف في بداية الشوط الأول، كانت كفيلة بتغيير مجريات اللقاء، مشيراً إلى أن سهرة أمس الأول عبارة عن ليلة صعبة عاش خلالها فريقه ظروفاً غير عادية، وكل شيء فيها سيئ، وقال إن العين فرق قوي، ويملك لاعبين مهاريين، واستغل الفرص التي أتيحت له بشكل جيد، وسجل رباعية رغم أن الخط الخلفي كان من أفضل خطوط الشباب والأقوى في الدوري. عيسى محمد: الجميع مخطئون دبي (الاتحاد) اعترف عيسى محمد قائد كتيبة دفاع «الجوارح»، أن ما حدث في مباراة العين لم يكن متوقعاً، وأن فريقه بالكامل لم يكن في يومه، مشيراً إلى أن سوء الطالع رافق «الأخضر» في اللقاء، كما أكد أيضاً أن الأخطاء بدأت من الحارس، وامتدت إلى الدفاع، ثم لاعبي الوسط والهجوم. وقال إن اللاعبين افتقدوا التركيز، واهتموا بقرارات الحكم أكثر من الاهتمام بأدوارهم داخل الملعب، ما افقد «الأخضر» مستواه، وحال دون الظهور بحقيقة إمكانيات الدفاع. وأبدى عيسى محمد عدم رضاه على ما قدمه دفاع الشباب، بسبب الأخطاء السهلة التي ارتكبها، وأدت إلى ارتفاع النتيجة إلى رباعية كاملة، مشيراً إلى أن الخسارة قاسية ومؤثرة في نفسية اللاعبين. وانتقد مدافع الشباب أيضاً كثرة توتر اللاعبين، والذي يفسره العدد الكبير من الإنذارات التي حصل عليها الفريق، والتي تعكس اهتمام اللاعبين بقرارات الحكم أكثر من التركيز على ما هو مطلوب منهم داخل الملعب. المري: «الأخضر» لم يكن في يومه دبي (الاتحاد) شدد محمد المري نائب رئيس مجلس إدارة نادي الشباب على أن «الجوارح» لم يكن في يومه أمس الأول، وأن الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام العين كانت بأخطاء لاعبي «الجوارح»، وليس بسبب قوة المنافس. وأضاف أن «الأخضر» لم يظهر بحقيقة مستواه، ولم يقدم المطلوب منه، وأن لاعبي الشباب يملكون الأفضل، وقادرون على تحقيق نتائج جيدة، وتقديم عروض متميزة. وعن مدى تأثير الخسارة الكبيرة على بقية مشوار «الجوارح» في الدوري، أبدى المري ثقته الكبيرة في فريقه من خلال تأكيده على أن الخسارة سيكون لها ردة فعل قوية في الجولات المقبلة، لإثبات أن الشباب لم يكن في يومه، وأنه فريق قوي قادر على المنافسة بجدية على الصدارة، والوجود ضمن «كوكبة» الفرق المؤهلة للتتويج باللقب. دياكيه: «الرباعية» بداية الانطلاقة الحقيقية دبي (الاتحاد) أبدى إبراهيم دياكيه لاعب العين ثقته الكبيرة في عودة فريقه إلى التألق من جديد في الدوري، وتقديم أفضل العروض، خاصة بعد الفوز الكبير الذي حققه أمس الأول على حساب الشباب، مؤكداً أن النتيجة الكبيرة بمثابة الانطلاقة الحقيقية للعين في الموسم الجديد، لأنها ستنعكس إيجاباً على معنويات اللاعبين للانطلاق بقوة، والظهور بصورة مختلفة في بقية المشوار، وبالتالي استعادة المستوى الحقيقي للفريق. وقال إن الهدف المبكر الذي سجله «الزعيم» أمام الشباب سهل من مهمة الفريق، لتحقيق رباعية وحصد النقاط الثلاث، رغم قوة المنافس. عبد الله بن محمد: الدوري أفضل لمنتخبنا من التجمعات الطويلة دبي (الاتحاد) أكد الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة نادي العين لكرة القدم، أن استمرار مباريات الدوري، وانتظام مسابقاتنا المحلية، يعد أفضل إعداد للاعبي المنتخب الأول لاستحقاقاته الخارجية، بدلاً من المعسكرات الطويلة. وقال إن خوض اللاعبين الدوليين لمباريات الدوري، والاستفادة من قوة المنافسة، يساعدهم على رفع مستواهم الفني والبدنية، خاصة أن كل لاعبي «الأبيض» الآن هم أساسيون في أنديتهم، على عكس المواسم الماضية. وشدد على أن المباريات المتتالية في الدوري مفيدة أكثر للاعبينا، وتساعد الجهاز الفني على انتقاء أفضل العناصر الجاهزة بدنياً وفنياً. وبخصوص الفوز الكبير الذي حققه العين أمس الأول رغم غياب بابل، قال الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، إن العين يؤدي بروح الفريق الواحد، ولا يعتمد على لاعب واحد، وإن «البنفسج» سبق له وأن لعب منقوصاً من عناصره الدولية أو الأجانب في الموسم الماضي، وحقق نتائج إيجابية، وشدد على أن التماسك هو سر الأداء القوي لـ «الزعيم» أمام الشباب، وأن الفريق قادر على العودة إلى مستواه القوي، وتقديم عروض متميزة في المرحلة المقبلة.