الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أستراليا وآسيا..«حب من طرف واحد» !!

أستراليا وآسيا..«حب من طرف واحد» !!
27 يناير 2015 22:30
معتز الشامي (سيدني) منذ قرار الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي، والصادر في 23 مارس عام 2005، بقبول عضوية أستراليا ضمن دول آسيا ومشاركة منتخباتها في منافسات القارة الصفراء، لا يزال الجدل مستمراً حول جدوى استمرار هذه العلاقة، التي وصفت بالزواج الكاثوليكي، بعد اهتمام بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي وقتها بضم بلاد «الكنجارو» إلى قائمة آسيا الطويلة. ووقتها كان الرئيس السابق يطمح في زيادة استثمارات الاتحاد وضم دولة ذات اقتصاد قوية وبنى تحتية متطورة، ولها صبغة وثقافة وفكر وأصول أوروبية، ولكن يبدو أنه وبعد مرور 10 سنوات، جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، لعدة أسباب بسيطة، أبرزها عدم اكتراث أستراليا بلعبة كرة القدم، وبالتالي لا تبالي شركاتها برعاية بطولات الاتحاد القاري، بخلاف غياب الاهتمام المتواصل للعبة بطريقة تبادل المنفعة، وكل ما حدث أن أستراليا ضمنت مقعداً في المونديال بشكل متتال منذ انضمامها للاتحاد القاري في بطولات 2006 و2010 و2014. هذا الأمر دفعنا للتركيز على مستقبل العلاقة الآسيوية الأسترالية، في ظل ما ورد علينا بوجود تحركات في الخفاء، للضغط على الاتحاد الأسترالي ووزارة الرياضة الأسترالية، حتى تكون العلاقة مع آسيا أكثر عمقاً، وحتى تقدم أستراليا المطلوب من اهتمام ودعم ورعاية لأنشطة الاتحاد الآسيوي، وإلا فسيكون الحل هو في إعادة التفكير في جدوى الانضمام للقارة الصفراء، خاصة في ظل اعتقاد الكثيرين بعد سنوات من التجربة أن بلاد «الكنجارو» بمثابة عضو غريب تمت زراعته في جسد القارة، ومنذ اتخاذ قرار انضمامها للاتحاد الآسيوي، وعلاقة الانسجام بينها وبين قارة آسيا،لا تزال غير مكتملة. وطفت على السطح أصوات في غرب ووسط آسيا ترى أن الارتباط بأستراليا لم يكن قراراً موفقاً، لأنه لم يخضع للدراسة، وأنه يعود فقط لرغبة بلاد أستراليا في الخروج من قارة أوقيانوسيا الضعيفة في كرة القدم، للدخول إلى قارة آسيا، التي رغم مشكلاتها وغياب الاهتمام الكافي باللعبة في بعض دولها، إلا أنها تمتلك دولاً قوية في مجال كرة القدم، ومنها اليابان وكوريا في الشرق، وإيران وأوزبكستان في الوسط والجنوب، والسعودية والعراق والإمارات والأردن في الغرب، وكان لهذا التنوع الكبير في مجال كرة القدم بالقارة الصفراء، أن تفكر بلاد الكنجارو في بدء محاولات التقرب إلى الاتحاد الآسيوي، الذي كان يقوده محمد بن همام في ذلك الوقت. أما الاتحاد الآسيوي ممثلا في بن همام، فقد رأى في السماح لأستراليا بالانضمام لقارة آسيا فرصة سانحة لتطوير المستوى الكروي، وإفادة مستوى الدوريات، دون دراسة حقيقية لمدى جدوى هذا الارتباط، الذي ظن البعض أنه سيكون بمثابة «زواج كاثوليكي»، هدفه الأسمى زيادة تطوير مستوى القارة فنياً، بانضمام دولة ذات ثقل مثل أستراليا. ووقتها قال بن همام عن هذه العلاقة: «انضمام أستراليا إلى الاتحاد الآسيوي فيه مصلحة مشتركة للطرفين، فالاتحاد الآسيوي يعتبر بأن كرة القدم الأسترالية تتمتع بمستوى دولي عالٍ وأنها قوة اقتصادية لا يستهان بها». لكن مع مرور الوقت، ظهرت الحقيقة المرة، فأستراليا لم تكن جاهزة يوماً لنشر لعبة كرة القدم، التي تعتبر لعبة شعبية رابعة أو خامسة، رغم قوة منتخبها بفعل ارتباط المجتمع بأوروبا وهجرة المواهب إلى أندية القارة العجوز، ويسيطر على الاهتمام الجماهيري الرجبي وكرة القدم الأميركية، ثم كرة القدم الأسترالية، التي تختلف عن الكرة التي نلعبها نحن في بلادنا، وهي مزيج بين الرجبي وكرة القدم الأميركية، وبعدها تأتي كرة السلة. وتحل «سوكر»، كما يطلقون عليها في المرتبة الخامسة من اهتمامات الشارع الرياضي الأسترالي، ولا تعني أرقام الحضور الجماهيري الكبيرة خلال البطولة أن اللعبة لها شعبية، فخلال تجولنا في مدن أستراليا المختلفة على مدار الـ23 يوما مدة البطولة، لم نلحظ أي اهتمام يصل لمستوى بطولة بحجم كأس آسيا، التي اختفت مظاهرها في نطاق واسع، خصوصاً المدن الكبرى مثل سيدني، ملبورن، بريزبين. وقد انقسمت الآراء التي استطلعناها في قارة آسيا بين مؤيد لاستمرار أستراليا بصفتها دولة آسيوية، لكن بصبغة وثقافة وهوية أوروبية، ما يسهم في رفع إمكانات الاستفادة المتبادلة، خاصة في ظل اهتمام أستراليا المتزايدة باللعبة، وارتفاع المستوى العام لكرة وأنديتها، بينما يطالب البعض الآخر بضرورة فض الارتباط بين بلاد الكنجارو والقارة الصفراء، على اعتبار أنها لا تزال عضواً غريباً لم نستفد منه بالمستوى المنتظر، ويشدد أصحاب هذا الرأي على أن استراليا هي المستفيدة من آسيا وليس العكس عبر ضمان منتخبها للتأهل بشكل سهل إلى كأس العالم، ما عطل دولاً أخرى كان يمكنها الحصول على الفرصة. ويرى أصحاب هذا الرأي أن كرة القدم في أستراليا غير متطورة، فهي لا تمتلك قاعدة كبيرة من الممارسين، ولا تمتلك أندية محترفة بمعنى الكلمة، فضلاً عن كونها لا تنفق على اللعبة ولا تهتم بها الحكومة بالشكل المطلوب، فدرجة اهتمام المجتمع الرياضي بكرة القدم في أستراليا أقل بكثير عنه في باقي الدول. فيما يقنع أصحاب القرار في الاتحاد الآسيوي أن الأمر لا يعدو كونه اجتهادات من الأطراف المختلفة، حيث إن قراراً بالفصل بين آسيا وأستراليا لن يتم بمجرد الحديث عبر وسائل الإعلام، أو بزيادة أعداد الرافضين والمؤيدين، ولكن عبر تقديم طلب من أحد الاتحادات الوطنية الأعضاء، يطلب الارتباط بجنوب الكرة الأرضية، الذي بات جزءاً آسيوياً منذ ما يقرب من 10 سنوات بقرار الجمعية العمومية، وبالتالي يتطلب الأمر موافقة أخرى من الجمعية، وعلى الاتحاد الأهلي في آسيا، الذي يرفض استمرار أستراليا أن يقدم طلباً رسمياً للجمعية العمومية. هولمان: نرحب باللاعب الخليجي في «دورينا» سيدني (الاتحاد) أكد الأسترالي بريت هولمان المحترف بصفوف النصر، أن قرار احتراف اللاعبين الإماراتيين في الدوريات الخارجية عموماً والدوري الأسترالي على وجه التحديد بأيديهم هم، وقال: «يجب الاعتراف بأن الهجرة من الشرق نحو الغرب بأعداد أكبر مما يحصل بالعكس، لقد تلقيت عرضاً جيداً وانسجمت مع الأجواء بالدوري الإماراتي سريعاً، وأحاول تقديم أفضل ما لدي، فمنذ الصغر وضعت هدفاً بأن ألعب بالدوريات الخارجية ونجحت باللعب في هولندا وإنجلترا، وحاليا في الإمارات». وتابع: «فيما يتعلق باللاعب الإماراتي وهل يريد اللعب بأستراليا، يجب أن تسألهم عن رغبتهم بذلك، أعتقد أن قوة الدوري الإماراتي ونجاحه بجذب النجوم العالميين جعل اللاعبين يفضلون البقاء فيه، أو في ظل أسباب أخرى يجب أن يكشفوا عنها، فأبواب الاحتراف الخارجية للاعبين دائما مفتوحة، وأعتقد أن أستراليا سترحب بقدومهم». انتقد الأصوات التي تطالب بالانفصال براون: أستراليا لم تعد «غريبة» في آسيا سيدني (أستراليا) أكد الأسترالي مايكل براون المدير التنفيذي للجنة المنظمة، أن استضافة أستراليا للنهائيات ألغى حاجز العزلة والمسافات التي تفصلها عن القارة الآسيوية، بعدما كان ينظر إليها خلال السنوات الماضية بوصفها دخيل على القارة ولا تحقق الانسجام المطلوب، وقال: «قدوم المنتخبات إلى هنا زاد التعرف على بلادنا، والإدراك التام برغبتنا في مد جسور التعاون والاقتراب بشكل أكبر من بقية الدول، ولقد شكلت هذه البطولة فرصة مميزة للإعلان عن انضمام أستراليا رسمياً إلى أسرة الاتحاد القاري». ورفض براون الأصوات التي تطالب بضرورة الفصل بين أستراليا وآسيا، لاسيما في ظل اتساع الشعور بأن تلك العلاقة لم تجلب أي فوائد استثمارية أو فنية حقيقية على آسيا مثل علاقة باقي الدول مع غيرها في القارة الصفراء، بسبب بعد المسافة عن أستراليا التي تعتبر بمثابة قارة منفصلة بنصف الكرة الجنوبي، ولفت إلى أن أستراليا عضو أصيل في الاتحاد الآسيوي، ولا يجوز الحديث عن الفصل لأن القوانين الدولية في الفيفا لا تتيح ذلك. وتابع: «فيما يتعلق بالجانب الفني، أجد أن قوة المنتخب الأسترالي وقدرته على حجز البطاقة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لم يكن أمراً سهلاً ومسلماً به، حيث احتاج الفريق للتركيز واللعب بجدية وقتال لتحقيق الأمر، خصوصاً أمام الأردن وسلطنة عمان والعراق، وهذا أمر يعكس أن الجوانب الفنية ستكون متقاربة للغاية في حال زادت أعداد اللاعبين المحترفين في القارة الأوروبية، خصوصاً لبقية الدول الآسيوية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©