حوار - هاشم المحمد وبسام عبد السميع
قدر معالي عبدالله ناصر السويدي مدير عام شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، استثمارات الشركة والشركات التابعة خلال العام 2014 بنحو 60 مليار درهم لزيادة الإنتاج من النفط والغاز.
وقال في تصريحات لـ«الاتحاد» أمس على هامش مشاركة الشركة في معرض أبوظبي للبترول «أديبك»، إن «أدنوك» أنجزت تقويم أكثر من 80? من الطلبات المقدمة للحصول على حق امتياز حقول شركة أبوظبي للعمليات البترولية «أدكو» لمدة 40 سنة قادمة، متوقعاً إعلان الشركات الفائزة بالعطاءات خلال الفترة المقبلة.
وتابع أن حق الامتياز لمدة 40 عاماً يتطلب الدراسة الجيدة للشركات المتقدمة واختيار الأفضل وفقاً للمعايير العالمية وتلبية حاجات القطاع، لافتاً إلى أن «أدنوك» ترفع تقريرها للمجلس الأعلى للبترول بعد الانتهاء من دراسة كل الشركات المتقدمة».
وتدرس «أدنوك» في الوقت الراهن العروض المقدمة من عدة شركات عالمية للفوز بحقوق امتياز «أدكو»، المسؤولة عن 60% من إنتاج النفط بأبوظبي.
وأوضح أن أصول شركة «أدكو» والتي تقدر قيمتها بنحو 147 مليار درهم (40 مليار دولار)، آلت ملكيتها بالكامل إلى أدنوك بعد انتهاء مدة عقد امتياز الشركاء الاستراتيجيين بنهاية يناير الماضي، وذلك حسب بنود الاتفاقية الحالية.
وتسعى «أدكو» إلى زيادة إنتاجها من النفط بنحو 250 ألف برميل يومياً ليرتفع إلى أكثر من 1,8 مليون برميل يومياً بحلول 2017، باستثمارات تبلغ قيمتها نحو 36,7 مليار درهم (10 مليارات دولار)، إضافة إلى تطوير وتحديث مرافق ومنشآت حقولها البرية.
وكشف السويدي أن أدنوك تعمل حتى عام 2020 على التوسع في الشركات الخاصة في عدة حقول أكثرها بحرية مع تطوير الكوادر الوطنية.
أحدث التقنيات
وقال السويدي إن «أدنوك» ومجموعة شركاتها ماضية في تنفيذ استراتيجيات حكومة أبوظبي الهادفة إلى ضمان أمن إمدادات الطاقة على المستوى المحلي والعالمي، لدعم النمو الاقتصادي، والعمل على تحديث وتطوير منظومة الإنتاج بشكل مستمر، وتبني أحدث التقنيات في عمليات الاستكشاف والإنتاج، مع مراعاة الجوانب البيئية.
وتأسست «أدنوك» عام 1971 للعمل في كافة المجالات المرتبطة بالنفط والغاز، واستطاعت منذ ذلك الحين توسيع نطاق عملياتها من خلال تأسيس شركات تابعة لها وخلق صناعة متكاملة للنفط والغاز في جوانب مختلفة تشمل الاستكشاف والإنتاج والخدمات المساندة وتكرير النفط ومعالجة الغاز والكيماويات والبتروكيماويات والنقل البحري والمنتجات المُكررة والتوزيع.
ويتولى المجلس الأعلى للبترول برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وضع السياسات البترولية لإمارة أبوظبي ومتابعة تنفيذها.
وتتكون «أدنوك» من مجموعة شركات متعددة تعمل في مجال الطاقة وصناعة البتروكيماويات، وتتلخص مهمتها في البحث عن الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها العالم الحديث والعمل على إنتاجها وتسويقها.
التنمية المستدامة
وأكد السويدي، التزام الشركة بالتنمية المستدامة في إطار تحقيق موازنة عادلة بين احتياجات الناس واستغلال موارد الأرض، مع الحرص على مراعاة معايير الصحة والسلامة المهنية، وعلى حماية البيئة لذا فإن سجلنا في هذا المجال أصبح معياراً تهتدي به جهات عدة في الخليج العربي.
وتتبع شركة أدنوك 14 شركة تعمل في مختلف المجالات المتعلقة بالنفط والغاز وصناعة البتروكيماويات ونقل النفط والغاز والخدمات المرتبطة بهما. وتشمل هذه الشركات أدكو وأدما العاملة وجاسكو وأدجاز وزادكو وتكرير وشركة الحفر الوطنية وإسناد وإرشاد وشركة صناعات الأسمدة بالرويس وبروج والشركة الوطنية لشحن الغاز المحدودة وأدناتكو وأدنوك للتوزيع.
وتابع السويدي «تبذل أدنوك جهودا حثيثة لزيادة الإنتاج من أجل تلبية الطلب المستمر على الغاز، وذلك من خلال مشاريع الاستكشاف والإنتاج التي لها تأثير واضح في تأمين الكميات المطلوبة من الغاز».
وتنتج أدنوك أكثر من 2,7 مليون برميل من النفط يومياً.
المشاريع المستقبلية
ومن المشاريع المستقبلية مشروع توسعة الغاز المتكامل ومشروع تطوير غاز حقل باب الحمضي. حيث تستحوذ مشاريع الغاز على النصيب الأكبر من الاستثمارات التي تم ضخها في مشاريع أدنوك، حيث تبلغ كلفة مشاريع الغاز وحدها 25 مليار دولار.
ويأتي مشروع تطوير الغاز المتكامل ضمن استراتيجية طموحة لإمارة أبوظبي تهدف إلى زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتطوير مصادر طاقة بديلة صديقة للبيئة، حيث ارتفع إنتاج جاسكو ليصل إلى 74 ألف طن سنويا بنهاية عام 2013، كما زاد إنتاج الشركة من غاز الإيثان اللقيم الذي تستخدمه شركة بروج في صناعة لدائن البلاستك ومن البروبان والبيوتان والنافثا.
كما سيرتفع إنتاج جاسكو من مادة الكبريت والذي يبلغ حاليا 6,500 طن يوميا إلى 10 آلاف طن يوميا، حيث سيضيف مشروع الغاز المتكامل في حبشان 5 آلاف طن يوميا من مادة الكبريت، فيما سيضيف حقل شاه التابع لشركة الحصن للغاز 10 آلاف طن يوميا، كما أكملت أدنوك تشييد وتشغيل مجمع الإنتاج الخامس في منطقة حبشان (حبشان 5) ويستقبل حاليا مليار قدم مكعبة من الغاز من حقل أم الشيف البحري مرورا بجزيرة داس.
تبادل الخبرات
وأكد السويدي أن «أديبك» أصبح منصة عالمية بارزة لتبادل الخبرات في مجال الطاقة وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه قطاع النفط والغاز، مشيراً إلى أن الحدث يلقى دعماً لا محدوداً من القيادة الرشيدة. واعتبر السويدي أن الدور المحوري الذي تقوم به أبوظبي في قطاع الطاقة على الساحة العالمية، يمنح المعرض والمؤتمر المصاحب زخماً يتنامى سنوياً، ويدل على ذلك التواجد الدائم لكبرى شركات الطاقة العالمية، سواء في الفعاليات المتخصصة، أو من خلال الشراكات التي تربطها بالشركات الوطنية.
عدد اليوم
