الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي يحذر : أزمة سوريا قد «تأكل الأخضر واليابس» بالمنطقة

الإبراهيمي يحذر : أزمة سوريا قد «تأكل الأخضر واليابس» بالمنطقة
18 أكتوبر 2012
عواصم (وكالات) - حذر المبعوث العربي الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي خلال زيارته إلى لبنان أمس، من امتداد النزاع السوري إلى المنطقة، قائلاً إن هذه الأزمة قد “تأكل الأخضر واليابس” ما لم تعالج في نهاية المطاف، وذلك غداة إعلان مصادر دبلوماسية أن مبعوث المشترك يحاول إقناع الحكومة السورية والمعارضة بقبول هدنة والسماح بنشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة في البلاد لمراقبة الالتزام بها. كما أبدى الإبراهيمي تفاؤلاً حذراً في ضوء ردود فعل أطراف النزاع على دعوته لوقف إطلاق نار خلال عيد الأضحى، قائلاً “هناك فرصة ضئيلة في أن تؤدي الهدنة المقترحة أواخر أكتوبر الحالي إلى وقف إطلاق نار دائم، مما يشكل خطوة نحو هدنة أشمل وسحب الأسلحة الثقيلة ووقف تدفقها من الخارج ثم التوصل لحل سياسي للأزمة السورية”. من جهته، دعا أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي دمشق وجميع أطراف المعارضة المسلحة للالتزام بهدنة خلال عيد الأضحى، قائلاً في بيان إنه يدعو الجميع إلى الاستجابة لنداء الهدنة ووقف جميع أعمال العنف والعمليات العسكرية خلال أيام العيد، داعياً أيضاً “جميع الدول والهيئات العربية والدولية المعنية إلى العمل معاً من أجل فرض الالتزام بهذه الهدنة حقناً لدماء الشعب السوري”. وعقب لقائه الإبراهيمي في بيروت أمس، أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن أمله في إيجاد حل سلمي للأزمة السورية بعيداً عن التدخل العسكري الخارجي، معتبراً أن “استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيترك انعكاساته السلبية”، وأشار إلى أهمية حل موضوع اللاجئين بما يسمح بعودتهم بعد بلورة صورة الحل السياسي. بينما عبر رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بعد اجتماعه مع الإبراهيمي عن أمله بأن “تثمر الجهود المبذولة لوقف العنف الدائر في سوريا، وأن يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة وفق ما يقرره الشعب السوري”. وبالتوازي، عبرت سوريا عن أملها في أن تسهم المحادثات التي يجريها المبعوث العربي الدولي في دول الشرق الأوسط، في إتاحة الفرصة “لمبادرة بناءة” لإنهاء الحرب الأهلية لكنها كررت تأكيدها على ضرورة احترام طرفي الصراع لأي خطة للسلام. وبدوره، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه اقترح على الرئيس الإيراني محمود نجاد إجراء محادثات ثلاثية تضم البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية، وذلك بعد امتناع السعودية عن حضور اجتماع “الرباعية الإقليمية” التي تشكلت بمبادرة من القاهرة. وأبلغ أردوجان الصحفيين في أنقرة بعد عودته من باكو حيث التقى نجاد، أثناء قمة لمنظمة التعاون الاقتصادي، بوجود عدة خيارات للدول كي تشارك في محادثات مستقبلية بشأن سوريا، وفقاً لوكالة الأناضول للأنباء التي نقلت عنه قوله “اقترحنا منظومة ثلاثية هنا. قد تتألف هذه المنظومة الثلاثية من تركيا ومصر وإيران..وهناك “منظومة ثانية قد تتكون من تركيا وروسيا وإيران. وثمة منظومة ثالثة قد تضم تركيا ومصر والسعودية”. كما أعربت أنقرة على لسان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أمس، عن دعمها للخطة التي اقترحها الإبراهيمي لوقف النار خلال عيد الأضحى، قائلاً “من حيث المبدأ نعتبر أنه من المفيد إعلان هدنة أثناء عطلة عيد الأضحى”. وفي وقت لاحق مساء أمس، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن الرئيس محمود نجاد قوله إن بلاده تؤيد وقف إطلاق النار في سوريا أثناء عيد الأضحى وتعتقد أن إجراء انتخابات حرة هو السبيل الصحيح للمساعدة في حل الصراع المستمر منذ 19 شهراً. في حين أكد داود أوغلو أن طهران عبرت عن دعمها لوقف مؤقت لإطلاق النار في سوريا أثناء عطلة العيد حسب اقتراح الإبراهيمي، قائلاً في مؤتمر صحفي بأنقرة “الجامعة العربية وتركيا وإيران تعلن تأييدها للاقتراح”، وذلك بعد محادثة هاتفية مع نظيره الإيراني على أكبر صالحي بشأن هذه المسألة. وحذر الإبراهيمي في بيروت من أن الأزمة السورية قد تأكل “الأخضر واليابس” في المنطقة. وأضاف رداً على سؤال عن دور دول الجوار في النزاع السوري، “لا بد أن تدرك هذه الدول أنه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الحدود السورية إلى الأبد. إما أن تعالج أو أنها ستسوء وتنكب وتأكل الأخضر واليابس”. وأتت تصريحات الإبراهيمي إثر لقائه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ببيروت التي وصلها أمس، في زيارة لم تكن معلنة، وتأتي ضمن جولة له في المنطقة شملت دولاً معنية بالوضع في سوريا. وجدد الإبراهيمي التذكير بدعوته إلى وقف النار خلال عيد الأضحى المصادف يوم الجمعة 26 أكتوبر الحالي، قائلاً إن “الشعب السوري الآن ومن الطرفين يدفن مئة إنسان كل يوم، فهل من المعيب الطلب في مناسبة العيد خفض عدد القتلى؟”. وأضاف الإبراهيمي”لو تجاوبت معنا الحكومة والأشياء التي سمعناها تبشر بالخير، ولو ما قيل لنا من قبل المعارضة إنهم سيتجاوبون مباشرة مع ذلك، تكون خطوة صغيرة نحو بناء وقف إطلاق نار أشمل، وحديث عن سحب الأسلحة الثقيلة ووقف تدفق السلاح من الخارج، ثم بناء مشروع حل سياسي للأزمة السورية”. وألمح طرفا النزاع في سوريا إلى أنهما على استعداد للتجاوب مع اقتراح الإبراهيمي بشرط أن يلتزم الطرف الآخر بذلك. وكان الإبراهيمي زار خلال الأيام الماضية السعودية وإيران وتركيا والعراق ومصر، في جولة تهدف للسعي إلى التوصل لحل يوقف إراقة الدماء في سوريا، والمستمرة منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الأسد منتصف مارس 2011. وقال الموفد المشترك “ما من أحد في الدولة التي زرتها يقول إن الوضع في سوريا ممتاز وعظيم، ويجب أن يستمر. الكل متفق على أن شلال الدم خطير ومؤسف ويجب إيقافه، لكن كل واحد يلقي اللوم على الطرف الآخر ويحمله المسؤولية الأولى والأخيرة عما يجري”. واعتبر أن “هذه الأزمة السياسية الواقعة بين السوريين يجب أن تحل من قبلهم بمساعدة دولية تقوم بها الأمم المتحدة بالتعاون مع الجامعة العربية، ولكن أولاً وأخيراً هم المسؤولين (السوريون) عن ذلك”. وأضاف “دعونا نفكر في الوسيلة التي يمكن أن تخرج سوريا من الحفرة التي وقعت فيها”. وسبق للإبراهيمي التأكيد أنه سيختم جولته في دمشق، دون أن يحدد تاريخاً لزيارة العاصمة السورية. وأبلغ فرانس برس في بيروت أن محطته المقبلة ستكون العاصمة الأردنية عمان. وذكر الإبراهيمي بخطة النقاط الست التي اقترحها سلفه كوفي عنان، فضلاً عن “اتفاق جنيف” الذي انبثقت منه هذه النقاط “وأجمع عليه أعضاء مجلس الأمن ومعظم دول المنطقة”. وكان تم تبني اتفاق جنيف لمبادئ الانتقال السياسي في سوريا في 30 يونيو الماضي، من قبل مجموعة العمل حول سوريا. ولا يتضمن اتفاق جنيف أي دعوة لتخلي الرئيس الأسد عن السلطة في الوقت الذي تصر فيه دول غربية وبعض الدول العربية والمعارضة السورية على رحيله. ودعا الإبراهيمي الزعماء الإيرانيين خلال زيارة لطهران حليفة الرئيس الأسد الأحد الماضي، إلى المساعدة في ترتيب وقف لإطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى. وكشف في بيروت أمس، أن المعارضة السورية أبلغته بأن أي وقف لإطلاق النار من قبل قوات الأسد سيعامل بالمثل فوراً. وقال للصحفيين “نحن سمعنا من كل الناس الذين قابلناهم في المعارضة...أنه إذا أوقفت الحكومة استعمال القوة فنحن سنتجاوب مع ذلك تجاوباً مباشراً. والليلة قبل الماضية، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الإبراهيمي يتنقل في بعض عواصم الشرق الأوسط محاولاً إقناع القوى الإقليمية المهمة بالخطة التي تماثل خطة عنان التي انتهت إلى الفشل. وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة على مقترحات الإبراهيمي وطلبت ألا تنشر أسماؤها أن حكومة الأسد والمعارضة لم يبد أي منهما أدنى اهتمام بوقف الصراع الذي مضى عليه 19 شهراً وقتل فيه ما يقدر بنحو 30 ألف شخص. وأفاد دبلوماسي غربي “ما دام مجلس الأمن يقف في طريق مسدود بسبب حماية روسيا والصين للأسد، فمن الصعب تصور أن يتوقف الأسد ما لم يهزم مقاتلو المعارضة جيشه وهو أمر لن يحدث في أي وقت قريباً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©