الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مجالس المستقبل» تطالب بالتحول نحو الحكومات الذكية

«مجالس المستقبل» تطالب بالتحول نحو الحكومات الذكية
12 نوفمبر 2014 23:21
دبي (الاتحاد) طالبت جلسات «مجالس المستقبل» التي انطلقت فعالياتها أمس بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة التحول نحو الحكومات الذكية والتي لا يقتصر هدفها على التطور التقني فقط، وإنما تحقيق السعادة للمتعاملين. وأثنت «مجالس المستقبل» التي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، على سعي الإمارات للاستثمار في الفضاء وبناء جيل معرفي يهتم بتوظيف التقنيات الحديثة والاستفادة منها لتكون منهجا عمليا في حياته اليومية. وشددت على أهمية التحول نحو التعليم الذكي والمعتمد على الابتكار بطرق التعليم وإحداث التغييرات في البنى التحتية التي تسهم في تغيير سلوكيات الاستهلاك بما يتناسب مع العادات الصحية. وقال آسبن بارث ايدي، عضو مجلس الإدارة للمنتدى الاقتصادي العالمي: «يسعدنا التعاون مع حكومة الإمارات التي تمثل الشريك الملهم حيث احتضنت الابتكار وعملت على استغلال كل فرصة متاحة لاستخدام المعرفة للتطوير والتقدم». وبين أن التغيير الذي يحدث في كل مكان في العالم يدفعنا إلى التفكير بكيفية توجيه هذه التغييرات في الاتجاه الصحيح، لأن البحث عن حلول قصيرة المدى تجعل التحديات أكثر صعوبة، ودولة الإمارات العربية المتحدة محظوظة بقيادة حكيمة تنظر من رؤية بعيدة المدى في كل قضية ذات أهمية لها وللمجتمع الدولي. الارتقاء بالخدمات وركزت جلسة العصف الذهني لـ»مجالس المستقبل» على مواضيع الصحة، التعليم، الابتكار وريادة الأعمال، الحكومات والمدن الذكية، النقل، الفضاء، حيث طرح المشاركون أفكاراً مبتكرة للارتقاء بها وفق رؤية مستقبلية واستعرضوا ما حققته الإمارات من إنجازات. واستعرض المشاركون في الحكومة والمدن الذكية خمسة محاور أساسية التي يعتمد عليها للتحول نحو المدن والحكومات الذكية والمتمثلة في ضرورة الاهتمام بالمجتمع وتوفير الخدمات بما ينسجم ويتلاءم مع التوجهات الاجتماعية، وتعزيز الازدهار الاقتصادي من خلال تمكين الأسواق المحلية من العمل وتمكين الأعمال والشركات الحالية من النمو والازدهار، وتوفير البنية التحتية والبيئة المناسبة بما يتناسب مع أسلوب الحياة في تحول المدينة، وحوكمة المدينة من حيث التخطيط ووضع التشريعات اللازمة، وحماية البيئة والحفاظ عليها. وقال محمد الغانم، مدير عام «هيئة تنظيم الاتصالات»، أجمع المشاركون في الجلسة على ثلاثة محاور ينبغي أن يكون لها الأولوية في التحول نحو المدن والحكومات الذكية تتمثل في حوكمة المدينة ووضع الأطر التشريعية المناسبة، وضرورة الاهتمام بالمجتمع ونقل المعرفة إليه وتوعيته، فضلاً على الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما يشجع على الابتكار، مركزاً على أهمية الحوار بين الحكومة والمجتمع، وأشاد الغانم بتجربة مجالس المستقبل ودورها في تبادل الآراء والأفكار مع الخبراء والمتخصصين بما يسهم في التحول السريع نحو الحكومة الذكية. وحول انعكاسات مجالس المستقبل في مجال التحول نحو الحكومات الذكية، أكد محمد غياث، مدير برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، أن تراكم الخبرات من الخبراء والمؤسسات الرائدة المشاركة يساعدنا على التعرف على الأفكار والبرامج الجديدة وأفضل الممارسات للاستفادة منها بما يسهم في التخطيط المستقبلي وتصميم ووضع برامجنا وفقاً لاحتياجاتنا الخاصة، وبما يحقق رؤية القيادة الحكيمة الرامية لإسعاد الناس، مضيفاً أن هذه المجالس تعد فرصة جيدة لعرض مشاريعنا وما تم إنجازه من مبادرات أمام العالم وفقاً لثقافتنا وضمن إطار محلي يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا لأنه ينبغي أن يكون التطور في أي مجال يتناسب مع هويتنا وثقافتنا الوطنية. وأكد أنيل مينون، رئيس المجتمعات الذكية المتصلة ونائب المدير التنفيذي للعولمة في سيسكو سيستمز في الهند على ضرورة إقامة شراكة حقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص في بناء المدن الذكية، مشيراً إلى أهمية إشراك المواطن في عملية البناء لأنه في نهاية الأمر يقوم ببناء مدينته ووطنه الذي يعيش فيه هو وأولاده وأحفاده من بعده تعد نموذجاً مستداماً يحتذى به. توظيف مبتكر لتحقيق التطور وبناء الاقتصاد القائم على المعرفة وتركزت المناقشات في جلسة الابتكار وريادة الأعمال على أهمية توظيف الابتكار لتحقيق التطور المطلوب في الاقتصاد القائم على المعرفة، كما أكدت أنه ليس من السهل دمج الجهات الفاعلة في هذا المجال من دون الأخذ بعين الاعتبار التعليم والثقافة المجتمعية، مع التركيز على أهمية الشراكة بين القطاعين الحكومي الخاص. وفقا لكيفن جي. ينش، الخبير الاقتصادي الكندي الشهير ونائب رئيس مجلس إدارة المجموعة المالية «بي إم أو» أن الإبداع هو القدرة على ابتكار منتجات وخدمات جديدة، لإنتاج الخدمات الجديدة بطرق مختلفة، وتطوير أسواق جديدة، وتعزيز فرص النمو وتحسين الإنتاجية، كما أنها ترفع مستويات المعيشة. كما أكدت الجلسة على تعزيز روح الابتكار ووضع الأفكار والخطط بعيدة المدى كما ركزت على ضرورة تعزيز التعاون الدولي، لتعزيز الابتكار مع أهمية تبادل التجارب والخبرات وتقاسمها بما يصب في خدمة الإنسانية. وقال فيصل البناي، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة اكسيوم تليكوم «إن أكبر محفز نوعي لريادة الأعمال هو الحكومة، فإذا كانت الحكومة لديها مبادرات ريادية ذات جودة، يدفع إلى تحقيق النمو والتطور في الأعمال». وخلصت جلسة ريادة الأعمال والابتكار إلى أن دولة الإمارات تعد رائدة في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ويمكن تعميم هذه التجربة لتكون نموذجاً لجميع الدول حول العالم، وبينت أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة عالميا تنمو بسرعة أكبر نظراً لطبيعة الشباب التي ترتبط بهذه المشاريع ولهذا فإنه لابد من العمل على تطوير التشريعات لتتناسب مع التطورات في هذه المشاريع. الرعاية الصحية وناقشت جلسة الرعاية الصحية جهود دولة الإمارات والإنجازات والإضافات النوعية التي حققتها في هذا القطاع، كما استعرضت رؤية الخبراء المشاركين حول التوجهات المستقبلية، وكيف يمكن تحقيق نقلة نوعية بالاعتماد على الخدمات الذكية والاستفادة من التقنيات الحديثة لرفع كفاءة أداء الخدمات الصحية وتحقيق خفض في الأمراض المزمنة التي تهدد المجتمع وتكبده الكثير من النفقات. وبينت الجلسة أهمية زيادة التوعية الصحية في المراحل المبكرة والعمل على تغيير البنية التحتية بما يتناسب مع التحول نحو إحداث تغيير في السلوكيات والثقافة العامة بالمجتمع والتي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة التي تشكل تهديداً للصحة العامة في أي مجتمع من المجتمعات، كما دعت إلى أهمية الاستثمار الأمثل في التكنولوجيا وتوظيفها بشكل كبير وفعال في تطوير الخدمات الصحية. وقال أرنود بيرنيرت رئيس قطاع الصحة العالمية والصناعات الصحية في المنتدى الاقتصادي العالمي: «هذه الجلسات مهمة جداً لتوحيد الجهود في تطوير القطاع الصحي على المستوى العالمي، ولاسيما في ظل التطورات الكثيرة التي يشهدها هذا القطاع ومدى ارتباطه بالاحتياجات اليومية للإنسان». وأضاف: «تشكل الإمارات وبما تمتلكه من سياسات وتشريعات رائدة في القطاع الصحي نموذجا مهما يمكن تعميمه والاستفادة منه على المستوى العالمي، كما أن اعتمادها للابتكار في الخدمات الصحية سيقود إلى تحقيقها قفزة نوعية خلال السنوات المقبلة في المجال الصحي». وبدوره، أكد البروفيسور سهام الدين كلداري مستشار البرامج الأكاديمية والأبحاث في مؤسسة الجليلة أن هذه اللقاءات تهدف إلى توحيد الخبرات والمعارف في منصة واحدة وبما يسهم في تحقيق التطور في قطاع الصحة، وبما يسهم في تحقيق التقدم الحضاري للإنسانية، وبما يتناسب مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى توظيف جميع الخبرات والتشارك مع جميع الخبرات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة وكل ما من شأنه خدمة المجتمع الإنساني بأسره». إحداث تغييرات جوهرية في قطاع التعليم ليتناسب مع المتطلبات المستقبل في جلسة التعليم استعرضت «مجالس المستقبل» جهود الإمارات لتعزيز جودة التعليم عبر استخدام تقنيات مبتكرة في المناهج الدراسية والتحول نحو التعلم الذكي، وتحسين أداء الطلبة وتوفير البيئة الصفية والمدرسية المناسبة والارتقاء بقدرات ومهارات المعلمين والمناهج والوسائل التعليمية، كما ناقش المشاركون آراء الخبراء في سبل إحداث تغييرات جوهرية تدعم قطاع التعليم بما يتناسب مع المتطلبات المستقبلية. كما ناقشت جلسة التعليم مواضيع ذات تأثير كبير في تطوير عملية التعليم والاستراتيجيات التي يمكن توجيهها نحو المؤسسات التعليمية والطلاب والأهالي بما يمكن العمل من خلالها لتوحيد الجهود لتحقيق الابتكار في المدارس لتوسيع مدارك تعلم الطلاب، وتسخير التكنولوجيا لتطوير التعليم، وتعزيز الروح التشاركية والعمل الجماعي لدى الطلبة وتثقيفهم وتحفيزهم وتمكينهم من تحقيق الريادة، وحث الحكومات على مواكبة التطورات والتغييرات في العالم بإيجاد سياسات حيوية يمكن تطبيقها لتحقيق الأثر المرجو منها، إلى جانب التحديات التي يمكن أن تعطل العمل نحو هذا التوجه. تطوير الخدمات اللوجستية في جلسة النقل تم طرح الجهود التي تقود إلى توظيف الابتكار في تطوير الخدمات اللوجستية والخدمات المتعلقة بقطاع النقل، واستعرضت التطور الكبير الذي شهدته دولة الإمارات في مجال النقل البري والجوي عبر شبكة الطرق المميزة التي تمتلكها بالإضافة إلى المطارات الرائدة عالمياً. ودعت الجلسة إلى أهمية تعزيز العمل الدائم على تطوير البنى التحتية المتعلقة بالنقل والاستفادة من تجربة الإمارات الرائدة في هذا المجال حيث إنها أحرزت المرتبة الثالثة عالميا في جودة البنية التحتية للنقل الجوي. رؤى طويلة الأمد لاستكشاف الفضاء استعرضت «مجالس المستقبل» الرؤية الجريئة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لإطلاق أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ بحلول العام 2021، ما يمثل فرصاً لا حدود لها لتطور العلوم والأبحاث، والنمو الاقتصادي، والتنمية الثقافية. وأكدت أن تعزيز الإمكانات البشرية، وغرس ثقافة الابتكار، وتبادل المعرفة والخبرات، واتخاذ القرارات ووضع السياسات اللازمة، تعد من العناصر المهمة في نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق طموحاتها للوصول إلى الفضاء، لافتة إلى ضرورة زيادة الثقة بالجيل الجديد من الشباب وتسليحهم بالأدوات الصحيحة للمشاركة بفعالية في قطاع تكنولوجيا الفضاء بالدولة. وأشاد نخبة من الخبراء من دولة الإمارات ومجالس الأجندة العالمية في الجلسة بالقيادة الحكيمة للدولة لتبنيها رؤية طويلة الأمد لقطاع الفضاء في الدولة، مشيرة إلى أنه باعتماد الابتكار لإنشاء التطبيقات المستقبلية وبناء إمكانات جديدة، فإن الدولة تمضي قدماً على الطريق الصحيح لتحقيق طموحاتها في استكشاف الفضاء. وأكد الدكتور محمد العبادي، مستشار أول وكالة الإمارات للفضاء، ضرورة تنمية رأس المال البشري، وقال: «إن دولة الإمارات تتعاون مع عدد من الجامعات وتقوم بتعديل المناهج لاستقطاب مزيد من الشباب لقطاع الفضاء واستدامة توفر المواهب والكفاءات في هذا المجال، مشيراً إلى أنه يتعين أن تبدأ هذه العملية من المدرسة». بدون عنوان باستثمارات وطنية حالية تتجاوز 20 مليار درهم في الصناعات والمشاريع المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء، فإن دولة الإمارات باتت تحظى ببرنامج ناضج للفضاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©