من المؤكد أن الحيوانات والحشرات والطيور تفكر وتعي وتعرف.. وليس صحيحاً أبداً تعريف الإنسان بأنه حيوان مفكر لأن الكائنات الأخرى حتى النبات تفكر أيضاً.. وليس صحيحاً أيضاً تعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق لأن الكائنات الأخرى ناطقة ولديها لغاتها التي لا نفهمها.. والمدهش أن الحيوانات تفهم لغاتنا ولكننا لا نفهم لغاتها.. وسيدنا سليمان عليه السلام علمه الله منطق الطير أي أن الطير له منطق كما ورد في سورة النمل.. وقصة سيدنا سليمان مع الهدهد والنملة دلالة قطعية على أن الحيوانات لديها وعي كبير وتفكير راق وحجة بليغة.. وتعجب الهدهد من عبادة بلقيس وقومها للشمس يدل على وعيه الكبير كما كان في كلامه سخرية من غباء البشر الذين يعبدون آلهة من دون الله تعالى وإنكاراً لأفعالهم - وحكاية نبي الله سليمان عليه السلام مع النملة فيها عبرة وعظة ودليل على رقي النملة وذوقها وعلمها عندما قالت: (يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) . انظر إلى استدراك النملة في قولها: وهم لا يشعرون.. منتهى المعرفة والعلم والوعي والذوق أيضاً والرقي - أي أن سليمان وجنوده لن يحطموا النمل عمداً وتجبراً ولكن لعدم شعورهم بوجود النمل الدقيق الحجم.. كل الحيوان والطير والدواب والأنعام والحشرات أمم أمثالنا.. وسبحان الخلاق العظيم.
سالم الزعابي - أبوظبي
عدد اليوم
