الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا ضوء في النفق العربي المظلم

لا ضوء في النفق العربي المظلم
12 نوفمبر 2014 23:09
نظرة سريعة من حولنا، تكشف للأسف، كيف تحولت مناطق شاسعة في العالم العربي إلى حقول للموت والدمار والخراب، وكيف هيمن السواد والغل والحقد والبغضاء على قلوب كثيرة من المحيط للخليج، وكيف ارتد البعض سيرتهم الأولى الجاهلية، حيث العصبية والطائفية والتطرف هي الدين والعقيدة، وما دونها من أواصر الإنسانية السمحة، هراء وفناء. ببساطة مؤلمة، انظر حولك على الخريطة أو على الأرض.. إلى العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، الصومال، إلى فلسطين، و«الحبل على الجرار كما يقول اللبنانيون».. ولن تجد إلا الانقسام والعنف، ولن ترى فيما يرد من صور إلا المنازل المدمرة وأطلال المدارس والجامعات المغلقة والأطفال المشردين واللاجئين واللاجئات، والحزن الذي يعصر القلوب والعيون، والفقر المؤلم على الوجوه، ودخان المعارك ودوي القنابل. لن تجد طفلاً ضاحكاً، ولا فتاة صبوحاً تحمل كتبها للمدرسة، ولا شاباً يعدو مسرعاً للحاق بمحاضرته في الجامعة، ولا أباً يداعب أطفاله الصغار في الحديقة، ولا لهواً بريئاً يجمع أفراد العائلة أو الأصدقاء على الشاطئ، ولا جلسة سمر تجمع صحبة العمر على مقهى عند مفترق طرق، ولا جلسة حديث ودي تتبادله سيدات في شرفة منزل قبل المغيب، ولا فلاحاً عفياً يزرع أرضه. وعلى الأرجح، لن تقرأ في صحف الصباح عن قصة حب جميلة نهايتها سعيدة، ولا عن شاب ابتكر اختراعاً جديداً، ولا أستاذ جامعي وضع نظرية مذهلة لتفسير ظاهرة طبيعية، ولا جراح ماهر صمم تقنية جديدة لعلاج أمراض خطيرة، ولا دواء شاف توصل إليه عالم لمرض عضال، ولا عن تخرج طالب من جامعة بتفوق أو زواجه بزميلة الدراسة، أو عودته من منحة دراسية حصل خلالها على الدكتوراه. في الأغلب، لن تقرأ خبراً مثل تلك الأخبار التي ترد من شتى بقاع الأرض عن تلك الأمور العادية البسيطة المبهجة في حياة عموم الناس. ستقرأ في صحف الصباح مقتل 30 عراقياً في معارك طائفية قرب بغداد، ومعارك عنيفة في صنعاء تسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ومواجهات بين الجيش اللبناني ومتشددين، وتفجير انتحاري يودي بحياة العشرات في سوريا، واشتباكات بين فصائل متناحرة قرب بنغازي. وهكذا، عشرات من الأخبار المأساوية التي تنشر الحزن، وتبث الخوف والفزع، وتجعل النوم مستحيلاً. وكل ذلك بسبب آفتين، التعصب والتطرف، ويالهما من آفتين مدمرتين تعصفان الآن بكل مجتمع تمكنتا من أوصاله. أحمد مروان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©