الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سقوط الأطفال من النوافذ «هاجس» الأسر

سقوط الأطفال من النوافذ «هاجس» الأسر
23 أكتوبر 2015 23:50
أحمد مرسي (الشارقة) أصبحت حوادث سقوط الأطفال من البنايات في الشارقة تمثل هاجساً للأسر، وما أن تختفي الظاهرة لفترة حتى تعود للظهور بشكل متكرر، وفي الأيام الماضية عادت الظاهرة من جديد بعدد من الحوادث نتج عنها حالات وفيات لأطفال متفاوتي الأعمار من بينهم طفل من الجنسية البريطانية 11 عاماً سقط من شرفة بالطابق السادس، وفتاة هندية 16 عاماً سقطت من الطابق السابع، كما توفي رجل من إحدى الجنسيات العربية يبلغ من العمر 52 عاماً، سقط أيضاً من بناية وتوفيت كذلك امرأة (س. ه. 32 عاماً)، من الجنسية الإثيوبية بعد أن سقطت من الطابق السادس، وأصيبت امرأة أخرى من إحدى الجنسيات الآسيوية، تبلغ من العمر 32 عاماً بإصابات متفرقة بعد أن سقطت من الطابق الأول. وطالب عدد من السكان بضرورة تطبيق نظم الأمن والسلامة في المباني وتطبيق الاشتراطات التي أقرت وناقشتها الجهات المعنية، وخاصة فيما يتعلق بالشرفات والنوافذ وذلك للتقليل من تلك الحوادث وخاصة فيما يتعلق بسقوط الأطفال. وقال يوسف الأحمدي، أحد سكان الشارقة، إن هناك العديد من الحوادث التي وقعت الأيام الماضية تتعلق بالسقوط من علو، ونتج عنها وفيات، من بينها أطفال. وأشار إلى أن حوادث سقوط الأطفال تتطلب نظرة تحليلية ورقابة من الأسر، إضافة لتوعية الأطفال في سن المراهقة من خلال التحاور معهم، لأن بعض الحوادث تنتج عن قصد الانتحار. بدوره أكد مهير الطنيجي، من الذيد أن تكرار حوادث السقوط من علو والتي ينتج عنها وفيات أمر تكرر كثيراً خلال الفترات الماضية، إلا أنه من اللافت للنظر أن الوفيات من متفاوتي الأعمار، في سن الطفولة والمراهقة والشباب وكبار السن وكذلك من الجنسين ذكورا وإناثا. وتابع أن هناك بعض الحالات تتطلب متابعات من الأهل والتحاور معهم لكي لا يكون هناك إقدام على فعل منهم للتخلص من حياتهم مثلاً، وإدراكهم بأن هذه الوسيلة لجأوا إليها كنوع من عدم قدرتهم على حل المشكلة، وبالتالي تخلصوا من حياتهم. ونوه إلى ضرورة أن تأخذ الجهات المعنية بالبناء، أمر اشتراطات السلامة في الحسبان في جميع المباني الجديدة لكي لا يكون الأطفال عرضه للسقوط في أي لحظة قد يغفل الأهل عن متابعتهم. اشتراطات السلامة وأكد العميد عبد الله السويدي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة أن الإدارة وبالتنسيق مع الجهات المعنية في الإمارة، حددت بعض أصول ومبادئ السلامة العامة والتي تحمي الأطفال من خطر الحوادث التي قد يتعرضون لها ومن بينها حوادث السقوط، وتقع اغلبها لعدم إدراك الطفل بالمخاطر المحيطة به وانعدام الرقابة من قبل الأسر. وقال السويدي: بسبب عدم الإدراك يكون الطفل عرضة للأخطار ووجوده في أماكن خطره يعرضه للحوادث والإصابات، كوجوده في الأماكن المرتفعة المكشوفة (شرفات وسلالم) أو حفرة أو فتحات المجاري المفتوحة، مطالباً مرافقي الأطفال ضرورة التأكد من عدم وجود فتحات سهلة التسلق من قبل الأطفال مما يعرضهم لخطر السقوط من أعلى وفقدان حياتهم. وأشار إلى أن الإدارة تنظم حالياً حملات توعوية بصورة مستمرة عن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال ومن بينها حوادث السقوط، وتركز خلالها على استهداف الفئات المعنية من الأسرة والمدارس وغيرها من الفئات المستهدفة. وذكر السويدي أن هناك العديد من الاشتراطات الجديدة التي تطبق حالياً في المباني الحديثة، من خلال مواصفات أكثر أماناً للشرفات والنوافذ وكذلك إحكام وضع الأقفال عليها ليصعب فتحها على الأطفال على وجه الخصوص، وتتابع من قبل الجهات المعنية التي تشرف على عمليات البناء. نهاية مأساوية القيادة العامة لشرطة الشارقة بدورها لفتت إلى أن المراكز الشرطية بالإمارة تلقت العديد من البلاغات التي تتعلق بحوادث السقوط من علو، وتجد البلاغات بهذا الشأن استجابة بصورة سريعة، إلا أن طبيعة الحوادث وعلو الأماكن، غالباً ما يكون نهايتها الوفاة. وأشارت قيادة شرطة الشارقة إلى أن هناك العديد من الحملات التوعوية التي أطلقتها شرطة الشارقة، لشرائح المجتمع حول حوادث السقوط من علو وخاصة لفئة الأطفال، ودعوة الأهل لمتابعة أبنائهم في جميع الأعمار والتحاور معهم لحل مشاكلهم إن وجدت. وذكرت القيادة العامة لشرطة الشارقة أنه في كل حادث يتم تحويل الواقعة للمختبر للتأكد من أسباب الوفاة، وكذلك يتابع الملف من قبل مركز الشرطة المختص للتعرف على ملابسات كل واقعة، وأنه في الغالب قد يكون الأمر انتحارا من قبل الشخص وتحول القضية للنيابة للتحقيق فيها لحفظها أو لتأخذ مسارا قضائيا آخر حال وجود أي شبهة في الواقعة. لا تفقدوهم أجرت القيادة العامة لشرطة الشارقة دراسة في السابق حول ظاهرة سقوط الأطفال من المرتفعات بعنوان «لا تفقدوهم»، ألقت الضوء خلالها على أسباب سقوط الأطفال من الشرفات والأماكن المرتفعة وأهم المخاطر التي تؤدي لتلك الحوادث وكذلك طرق الوقاية منها وتجنبها. وركزت الدراسة على طرق التوعية ودور الآباء والأمهات في ضرورة تأمين وإغلاق النوافذ بدقة وعدم ترك أطفالهم بمفردهم بجوار النوافذ والشرفات، مع ضرورة زيادة الوعي لدى بعض الآباء والأمهات حول المخاطر التي تتسبب في تلك الحوادث. وتناولت بعض الصور للسلوكيات والأفعال المرفوضة داخل المنازل وخاصة من خلال تكدس بعض الحاجيات من قطع الأثاث والكراسي والطاولات وأسرة غرف النوم بالقرب من الشرفات والنوافذ مما يساعد الأطفال على تسلقها. وأظهرت الدراسة أن هناك 12 حادث سقوط أطفال من علو حدثت خلال عامين بالشارقة، بالإضافة لإصابات متفاوتة إلا أن أغلبها تكون بليغة وتتسبب في حياة مستقبلية عواقبها سيئة جداً على الأسرة والحالة أيضاً. حوادث الأطفال أغلبها مميتة أكد الدكتور خالد خلفان بن سبت اختصاصي الأطفال في مستشفى القاسمي بالشارقة، أن تكرار حوادث سقوط الأطفال انخفضت عما كان سابقاً، حيث تعتبر حالياً أقل، وأن القضاء عليها يحتاج لجهود مشتركة من قبل جهات عديدة، أو بالتوعية المستمرة من قبل وسائل الإعلام للأهل بضرورة الانتباه بصورة أكبر لأطفالهم ومتابعتهم بصورة مستمرة، لأن حركتهم سريعة، وقد تحدث الواقعة في أي لحظة. وأفاد الدكتور خالد بن سبت بأن حوادث الأطفال غالباً ما ينتج عنها رضوض كبيرة وكسور في مناطق متفرقة، نظراً لقوة الصدمة التي يتعرضون لها بالمقارنة بأجسامهم الصغيرة، وهو ما يجعل إصاباتهم في أغلب الحوادث مميتة مع لحظة وقوعها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©