الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

العنف يخرج من أرحام «الأمية»

العنف يخرج من أرحام «الأمية»
12 نوفمبر 2014 22:00
عصام أبوالقاسم (الشارقة) قال الباحث الإماراتي الدكتور محمد المطوع: إن الكتّاب أقلية في المجتمع العربي وما ينتجونه من معارف يتحرك في نطاق ضيق يضم أقلية أخرى تمثل المتعلمين، إذ إن غالبية سكان الوطن العربي من الأميين، وبالتالي فان العلاقة بين الكتاب والمجتمع في الوطن العربي مشروطة بهذا الخلل، وتوجه المطوع بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فلقد «سعى سموه دائما إلى إرساء دعائم المعرفة ونشر التعليم؛ ومعرض الشارقة للكتاب الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود يعكس عناية سموه بإشاعة المعرفة وترسيخ قيم التطور والتقدم». وقال الباحث الإماراتي في مداخلته ضمن ندوة «مدارات الحرية: الكاتب وسطوة المجتمع» التي نظمت مساء أمس الأول في معرض الشارقة للكتاب: إن الشارقة نهضت بالتعليم كثيراً في مستوياته المختلفة ودعمت استقراره وتطوره وتأثيره. ونادى المطوع في الندوة التي قدمها الدكتور هيثم الخواجة وشارك بها القاص الأردني محمود الريماوي والروائي المصري صنع الله إبراهيم والروائي الهندي/ الدنماركي تابيش خير، بـ»ثورة تعليمية» عربية شاملة لبناء علاقة تفاعلية بين المنتجين للمعرفة والمجتمع، مشيرا إلى ان الظواهر العنفية والمتطرفة التي طغت في البلاد العربية في السنوات الأخيرة سببها الأساس هو «الجهل» وتفشي الأمية على نطاق واسع، لافتاً إلى الهجمات والإغتيالات التي تعرض لها العديد من الكتاب والمفكرين العرب في السنوات الماضية. وذكر المطوع أن ما كان يعتبر «الثالوث المحرم» ما عاد كذلك في وقتنا الراهن، ولكن ثمة اختلافات عقدية وفكرية تراكمت في اتجاهاتها الاحادية وصارت أكثر حدة بسبب الجهالات ودعاوى الظلاميين التي تنتشر بكثافة في بيئات لم تحصن بالمعرفة والاستنارة. من جانبه، أشار الكاتب المصري صنع الله إبراهيم إلى أن موضوع سطوة المجتمع على الكاتب يحتاج إلى أن يُقرأ في شكل أوسع، مشيراً إلى أنه ككاتب «مهمتي هي أن أكون متمرداً» على سلطة المجتمع، وقال صاحب «نجمة أغسطس»: إن السلطات التي تواجه الكاتب عديدة، مبيناً أن سلطة المجتمع هي التي يشكلها ما يعرف بـ»الرأي العام» الذي يتمظهر في المنابر العامة كالصحافة والتلفزيون وسواهما وهي تضغط على المجتمع لكن علاقتها بالمجتمع هي «تفاعلية»، بين تأثير وتأثر. وأنهى إبراهيم مداخلته مبدياً تفاؤله مما يحصل في الوقت الراهن بالمجتمع العربي وقال ان من حسن الحظ في وقتنا الراهن ان هناك العديد من الوسائل التواصلية توافرت لتمكن الكاتب من التعبير عن رؤيته إلى الأمور من حوله وأن هذه الوسائل «شلت سلطة الدولة في ملاحقة الكاتب»، مؤكدا أن العلاقة الصراعية بين الكاتب والدولة ستبقى دائمة. واتفق الريماوي مع إبراهيم في تعدد السلطات وقال في فرزه سلطة المجتمع: إنها «تسمم» المناخ العام، وبين الريماوي أن المشكل الأساس في علاقة السلطة مع الكاتب يتمثل في اعتبار الأدب نشاطا إعلامياً في حين ينبغي النظر إليه كإبداع، وتحدث القاص الأردني عن ظاهرة الدعاوى القضائية التي رفعها بعضهم ضد بعض الكتاب وقال: إنها تمثل صيغة رقابية اجتماعية، مشددا على أن من الصعب كبح الإبداع فـ»الإبداع هو فعل الحرية». وجاءت مداخلة الروائي الهندي الدنماركي ريباش خير، مبرزة للوضعية الشائكة للكاتب الذي يعيش في مجتمعين أو ثقافتين؛ فهو قدم من الهند للعيش في دولة اوربية وهذا الوضع ساهم في بعض الأحوال في تأطيره كـ «آخر»؛ وهو قال: إن النظرة الأوروبية للمهاجرين ظلت دائما محكومة بتصورات محددة تجاههم؛ فالكتّاب من ثقافات آسيوية وإفريقية ينظر إلى نتاجهم الإبداعي دائما كتعبير عن تلك الثقافة الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©