الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الفرجة» في قالب يجمع الإبهار والإمتاع الراقي

«الفرجة» في قالب يجمع الإبهار والإمتاع الراقي
12 نوفمبر 2014 22:00
محمد وردي (دبي) المسرح كونه فن «الفرجة» الحسية المباشرة هو من الفنون الصادمة للوعي، سواء على مستوى الإمتاع والمصالحة مع الذات والواقع وحركة الوجود برمته، أم على مستوى طرح الأسئلة الكبرى ورصد المآلات الإنسانية في تحولاتها وتقلباتها المصيرية الحاسمة. بهذا المعنى يمكن قراءة مسرحية «قوم مطران» أول العروض المتنافسة على جوائز «مهرجان دبي لمسرح الشباب»، في دورته الثامنة، التي تنظمها هيئة «دبي للثقافة» على صالة مسرح «ندوة الثقافة والعلوم» في الممزر بدبي. وهي من تأليف عبدالله صالح الرميثي، وإخراج مروان عبدالله صالح، ومشاركة ثمانية عشر ممثلاً يتقدمهم النجوم طلال محمود، سلطان بن دافون، عبدالله المقبالي، هيفاء العلي، رشا العبيدي، حسين جواد والآخرين. يبدو العرض على السطح وكأنه يحكي قصة حبيبة المطالبة بالثأر لدم زوجها المهدور على قارعة الاحتلال، في إطار اجتماعي مستسلم لسطوة القوة وفداحة الظلم عملاً بمقولة «العين لا تقاوم المخرز». بينما هو في الواقع يحكي قصة الجماعة، من خلال الرموز والدلالات التي تتجاوز بتأويلها شخصية حبيبة، أو شخصية عمها همام، زعيم القبيلة، إلى شخصية الأمة أو هُويتها الثقافية المعاصرة، التي تتناهبها أفكار ورؤى متناقضة بل متناحرة، وسط طوفان العولمة، وضخ وسائط التواصل الاجتماعي، ما زلزل فيها كل الثوابت القيمية بالمعنيين الأخلاقي والديني. فتتداخل السياقات ما بين البحث عن العزة والكرامة المستباحة ورفض كل أشكال الذل والخنوع مهما كانت الأثمان، وهي من السمات الأصيلة في طبيعة الفطرة الإنسانية، وبين ما يسميه البعض الواقعية، أو «البراجماتية» الداعية إلى ما يمكن أن نسميه القبول بالفلسفة الذرائعية، التي حكمت العقل السياسي في الواقع العربي طيلة ستة عقود على الأقل، وعملت وفق مبدأ التضحية بالفرد من أجل إنقاذ الجماعة، دون النظر إلى أن القيمة الإنسانية الحقيقية لا تقبل المساومة أو المفاضلة بشأن قدسية أو حرمة حياة الإنسان بحدود الفرد الواحد، التي أكدت عليها مختلف الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام في الماضي البعيد، وأصبحت في الوقت الراهن من السنن الكونية على مستوى كل المنظومات القانونية والحقوقية الدولية. تمكن المخرج مروان عبدالله صالح من تقديم هذه المعادلة الإشكالية، بقالب فرجوي ماتع على مستوى العرض الفصيح والجماهيري. وفي إطار فكرة «المجلس» التي تعتبر من ضمن الإضافات المهمة في الدورة الحالية، التي قامت بها اللجنة المنظمة للمرجان برئاسة ياسر القرقاوي مدير الفعاليات في هيئة «دبي للثقافة»، ونائب الرئيس منال بن عمرو، سبقت العرض جلسة حوارية، بإدارة علياء المر المهيري مديرة تعزيز اللغة العربية في هيئة «دبي للثقافة»، ومشاركة كل من الكاتب محسن سليمان، والناقد ماهر منصور، ناقشت موضوعة «التداولية في الخطاب المسرحي»، على مدى ساعتين، شارك فيها الحضور بفعالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©