سوق السيارات الفاخرة تتجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية

استمر ارتفاع مبيعات السيارات الفاخرة خلال سبتمبر الماضي، على الرغم من تصاعد مشكلات الديون السيادية والمخاوف الاقتصادية التي تسود العديد من الأسواق الكبيرة. وانتعاش في حجم المبيعات انعكس في نمو أرباح شركات مثل “بي أم دبليو” و”فولكس فاجن” و”أودي” و”دايملر” خلال الربع الثالث. وقال إيان روبيرتسون مدير المبيعات في “بي أم دبليو”: “حققنا أرباحاً قوية في مختلف أرجاء العالم وأرقاماً قياسية من المبيعات في سبتمبر التي ساهمت في الوصول إلى أرباح كبيرة خلال الربع الثالث. كما أننا في طريقنا نحو تحقيق الهدف الرامي إلى صناعة 1,6 مليون سيارة في عام 2011”. وتتوقع الشركة أن تظل الأكثر مبيعاً للسيارات الفاخرة في العالم هذه السنة متفوقة على منافساتها الأخريات في ألمانيا “أودي” و”دايملر”. كما من المنتظر أن ينعش الجيل الجديد من سيارات “بي أم دبليو” مثل “الفئة 1” كومباكت و”ميني كوبيه” الجديدة، قوة المبيعات خلال الأشهر القليلة المقبلة. وارتفعت مبيعات الشركة من السيارات العادية بنسبة سنوية قدرها 9,3% إلى 128,446، وذلك مما كانت عليه عند 117,471 في السنة الماضية، حيث ساعدها في ذلك الطلب القوي على السيارات الرياضية فئة “أكس 3” و”أكس 1”. وبلغت زيادة مبيعات هذه الموديلات في الفترة من يناير إلى سبتمبر 15% إلى إجمالي 1,02 مليون سيارة، من مجموع 892,729 في الفترة نفسها من العام السابق. وأسوة بأرقام مبيعات “بي أم دبليو”، حققت “فولكس فاجن” أرقاما مشابهة في سيارات “أودي” الفاخرة، التي بلغ معدل الزيادة السنوي في مبيعاتها العالمية 17% إلى 120,200 في سبتمبر، من واقع 102,672 في الشهر ذاته من العام الماضي، وكذلك وصلت نسبة زيادة مبيعاتها في أول 9 أشهر من العام الحالي 17% أيضاً إلى 973,200، من مجموع 829,281 في عام 2010. وحققت الشركة أقوى مبيعات لها في سوق الصين الذي يشهد انتعاشاً واضحاً حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة قدرها 33% من 22,125 سيارة في سبتمبر من العام الماضي، إلى 29,476 في الشهر الماضي. كما استطاعت “فولكس فاجن” أن تحرز أرقاماً مرضية في أسواق مثل بريطانيا وإسبانيا على الرغم من تدابير التقشف الصارمة المتبعة هناك. أما سيارة مرسيدس من “دايملر”، فأعلنت عن مبيعات بلغت نحو 120,982 سيارة في سبتمبر بزيادة قدرها 2% من واقع 118,559 التي باعتها في العام الماضي. كما ارتفعت مبيعاتها السنوية بنسبة 7,6% من 853,987 سيارة في السنة الماضية، إلى 919,288. وقال جواشيم شميدت، مدير مبيعات “مرسيدس”، “نؤكد مواصلة سيرنا على طريق النمو في الربع الأخير لتحقيق هدف جعل عام 2011 الأكثر نجاحاً في تاريخ الشركة”. وطال التأثير أسهم شركات صناعة السيارات ومورديها خلال الأزمة الأخيرة التي تعرض لها سوق الأسهم في وقت ساعدت فيه المخاوف المتعلقة بمستقبل منطقة اليورو والديون السيادية في أميركا وبطء النمو المتوقع في سوق الصين، على زيادة مخاوف تراجع نمو المبيعات القوي الذي حدث في الشهور الأخيرة. ولا تزال ذكريات انهيار سوق السيارات في نهاية عام 2008 و2009، ماثلة أمام المستثمرين، عندما نضبت أسواق الائتمان وتقلصت مبيعات السيارات بشكل كبير في العديد من الأسواق الرئيسية حول العالم وسط حالة من الركود الاقتصادي. ومع ذلك، تستبعد الشركات العاملة في القطاع حتى الآن بالإجماع مخاوف عودة انخفاض الطلب في ظل النشاط الملحوظ الذي تتمتع به المبيعات. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب