الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتقوا الله في أبنائكم

12 مارس 2016 23:31
شهدت حياتنا الاجتماعية وغير الاجتماعية متغيرات كبرى، ومن تلك المتغيرات أو المفاهيم التي تغيَّرت منظومة تربية الأبناء ورعايتهم من الأسرة، فلأسرة الدور الأساسي في تنشئة الأطفال، وتربيتهم التربية الصحيحة والسوية، ولكن هذا الدور لم يعدُ كسابق عهده، من حيث رعاية واهتمام الأسرة بأبنائها، فبعض الأسر لا نقول تخلت، بل تراجعت وأهملت في أداء دورها المطلوب في تربية الأبناء، التربية الصالحة، والتي قوامها الأخلاق الفاضلة، النابعة من قيم وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف. هذا الإهمال من الآباء تجاه الأبناء، له كثير من الآثار السلبية على حياة أبنائنا، بحيث نرى المشاكل الاجتماعية التي وقع فيها أبناؤنا، وتضرر منها المجتمع ككل. من تلك الأضرار المشاكل الأسرية، كالطلاق مما يؤثر سلباً على الأبناء، بحيث يؤدي إلى ابتعاد الأبناء عن الأجواء الأسرية، وبالتالي فقدان الآباء متابعة أبنائهم وتوجيههم الوجهة السليمة لتجنيبهم الوقوع في السلوكيات الخاطئة، مما يؤدي إلى سوء فهم وتوتر في العلاقة، بين الآباء والأبناء. تسوءُ هذه العلاقة، عندما يغيبُ الحب بين الآباء والأبناء، وأيضاً عندما يتخلى الآباء عن الأمانة الملقاة على عاتقهم في تأدية متطلبات الرعاية الشاملة تجاه الأبناء. الحب يصنع المعجزات، نعم، هكذا هو الحب عندما يغمر كيان الإنسان، فإنه يرتقي بمشاعره وأفعاله، والحب بصفة خاصة، عندما يسود ويترسخ في قلوب الآباء، فإن أغلب المشاكل، يمكن التغلب عليها، في أجواء من الوئام والتفاهم بين كلا الطرفين، ولأن الأبناء من الناشئة، هم في طور النمو الجسماني والعقلي والعاطفي، لذا، ينبغي على الآباء انتهاج الحكمة والبصيرة في تربية أبنائهم، وأن يأخذوا بمبدأ الأمانة والصبر في تعاملهم مع الناشئة. غير أن هذا النهج بعيدٌ عن التطبيق الفعلي، فكم من الآباء انشغلوا في متاهات الحياة ومغرياتها، وتناسوا حقوق أبنائهم؟ ولا يكادون يعرفون عن أبنائهم شيئاً. ولذا، نرى الأبناء يعيشون في فراغ روحي، لأنهم فقدوا من آبائهم الاهتمام والرعاية الكريمة التي قوامها أسمى المشاعر الإنسانية، من الرحمة والمحبة. وعلى الآباء المقصرين في حق أبنائهم أن يتقوا الله في أنفسهم، وفي أبنائهم، وأن يؤدوا ما عليهم من واجبات ومتطلبات الرعاية الكريمة، والتربية القويمة لأبنائهم. سيجني ثمار خير هذه التربية، الأبناء والآباء، وهذه الرعاية كفيلة بحماية الأبناء من الوقوع في السلوكيات الخاطئة. همسة قصيرة: همس المشاعر أقوى من خيالات المظاهر؟!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©