الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جاذبية» المرشح ترامب!

23 أكتوبر 2015 22:36
المرشح الجمهوري دونالد ترامب لا يكتفي بتحدي قوانين الجاذبية السياسية، بل يعيد كتابتها أيضاً.. هذا ما تبين بجلاء من آخر استطلاعي رأي توقع فيهما المستطلعة آراؤهم أن يكون المرشح الجمهوري الجريء والصريح وصاحب الأداء المباغت أكثر مرشحي حزبه قابلية للفوز عام 2016. كما أعربت نسبة 47% من المشاركين المحتملين في المجمع الانتخابي الجمهوري في نيفادا عن اعتقادها بأن ترامب يتمتع بأفضل فرصة للفوز في الانتخابات القادمة، وفقاً للاستطلاع الجديد الذي أجرته «سي إن إن» بالتعاون مع «مؤسسة أبحاث الرأي» (ORC) وأعلنت نتائجه يوم الأربعاء الماضي. وعلى النقيض من ذلك، بيَّن هذا الاستطلاع أن محافظ فلوريدا السابق «جيب بوش» الذي حاول تقديم نفسه باعتباره المرشح الأكثر قابلية للانتخاب، يحظى بفرصة الحصول على أصوات 7% فقط من المشاركين المحتملين في مجمع انتخابي نيفادا. وهذه النتائج تعكس إلى حد كبير نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته «نيويورك تايمز» و«سي بي سي نيوز» في الخامس عشر من شهر سبتمبر الماضي، والذي تبين منه أن 39% من الناخبين الجمهوريين المشاركين في الانتخابات التمهيدية والمجمع الانتخابي للحزب يعتبرون أن ترامب يمتلك أفضل فرصة للفوز بانتخابات الرئاسة. وقد حقق ترامب هذه النتائج في استطلاعات الرأي رغم أنه أمضى الشهور الأولى من حملته الانتخابية في وصف المهاجرين المكسيكيين بـ«القتلة» و«المغتصبين»، وفي السخرية من السجل العسكري لأسير الحرب السابق السيناتور جون ماكين، والتحرش بأحد أشهر مقدمي البرامج الحوارية في شبكة «فوكس نيوز» وهو «مجين كيلي»، ومهاجمة المتنافسة الجمهورية «كارلي فيورينا» بسبب مظهرها، وآخر شيء قام به في هذا السياق هو رسوبه في اختبار عشوائي عن السياسة الخارجية. وعن ظاهرة ترامب، يقول ديفيد ماك لينان، أستاذ العلوم السياسية في كلية ميريديث في رالي نورث كارولينا: «رغم العديد من الآراء والتعليقات المسببة للانقسام التي يدلي بها ترامب، ونمط حملته الانتخابية غير التقليدي، فإن الشعبية التي حققها في أوساط المجموعات الرئيسة المكونة للناخبين الجمهوريين وهم: الإنجيليون، والمحافظون الماليون، والمحافظون الاجتماعيون، والمعتدلون.. قد حولته من مجرد شخصية سياسية مستجدة وطريفة، إلى متنافس شرعي على ترشيح حزبه لخوض انتخابات الرئاسة القادمة». ومن الأسباب التي جعلته كذلك أن مؤيديه لا يبدو عليهم أنهم يأبهون كثيراً بتعليقاته الخارجة عن النص، حيث قال ما يزيد عن 80% من المؤيدين له إنهم سيستمرون مع ترامب بصرف النظر عما سيعلمونه عنه، كما قال الخبير الإستراتيجي الجمهوري «فرانك لوتز»، في حديث له في برنامج «هذا الصباح» الذي أذاعته محطة «سي بي سي» الخميس الماضي. لكن ما الذي يكمن وراء رسوخ ترامب الظاهر، وما يبدو عليه من أنه مرشح غير قابل للتدمير؟.. رداً على هذا السؤال يقول البروفيسور «ماك لينان» إن الناخبين الذين مازالوا متحيرين بشأن شعبية ترامب يغفلون نقطة مهمة وهي أن جاذبية ترامب بالنسبة لناخبيه تتعلق بأسلوب حملته أكثر من تعلقها بجوهرها. ويوضح ماك لينان ما يقصده بقوله: «الانتخابات الرئاسية القادمة تبدو كانتخابات ستدور أساساً حول القيادة لا حول مسائل السياسة. فالناخبون الجمهوريون أقل اهتماماً بتفاصيل خطة ترامب الضريبية من اهتمامهم بسجله المهني المعروف في عقد الصفقات، أو وعده بجعل الولايات المتحدة أمة عظيمة مرة أخرى». ويضيف: «الانتخابات الرئاسية القادمة ستدور حول إدراكات الناخبين ونظرتهم لترامب على أنه قائد بدلاً من الاهتمام بتفاصيل مواقفه السياسية أو حتى المناصب السياسية التي شغلها في الماضي». والناخبون الجمهوريون المحتملون يصنفون ترامب باعتباره أفضل مرشح لديه القدرة على التعامل مع طائفة من القضايا تشمل الاقتصاد (67% يقولون ذلك في نيفادا، و59% في ساوث كارولينا)، والهجرة غير الشرعية (55% في نيفادا و51% في ساوث كارولينا). واللافت للنظر أن 6 من بين كل 10 ناخبين محتملين في كل ولاية من الولايات يقولون إن ترامب هو المرشح المتوقع أكثر من غيره لتغيير الطريقة التي تعمل بها واشنطن الرسمية. ويعلق «هاري ويلسون»، أستاذ الشؤون العامة في كلية روانوك في مدينة «سالم» بفرجينيا على ذلك بقوله: «الناس لا يثقون في واشنطن وغير راضين عن أداء الحزبين الكبيرين.. وهم يستجيبون للسياسيين الذين لا يترددون في التصريح بما يعتقدونه، وهو مفهوم مستجد في السياسة الأميركية. وجاذبية ترامب ترجع إلى أسلوبه المستجد أكثر بكثير مما ترجع لآرائه أو موقفه من القضايا المطروحة في سياق الحملة الانتخابية». حُسنى حق* *مراسلة صحفية تقيم في نيويورك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©