الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللعب يساعد أطفال تركيا على التعافي من صدمة الزلزال

31 أكتوبر 2011 00:14
اسودت الحياة في وجه رميسة كالكان، التي يبلغ عمرها 11 عاما، بعد ظهر يوم أحد مشمس وتحديدا في الساعة 1.41 دقيقة. في ذلك اليوم في 23 أكتوبر قتل زلزال قوي نحو 600 شخص في شرق تركيا فدمر بلدات وقرى وشرد عشرات الآلاف. وتعيش رميسة الآن مع عائلتها في خيمة نصبت بملعب لكرة القدم مع ناجين آخرين حيث تنتابها في بعض الأحيان كوابيس ترى فيها أن الأرض تهتز مجددا وأن أخيها البالغ من العمر سنتين مفقود تحت الأنقاض. وتضطر إلى الوقوف في صف في البرد القارس للحصول على الحساء والمعكرونة، مدرستها مغلقة، لكن في الأيام القليلة الماضية بدأت رميسة تضحك وتغني من جديد بفضل مجموعة من الاختصاصيين النفسيين المتطوعين يعملون مع الأطفال الذين يعانون من الصدمة في المخيم على مشارف أرجس البلدة الأكثر تضررا من الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة. وقالت رميسة وهي فتاة نحيلة ولبقة ترتدي سترة وردية حصلت عليها في المخيم «يعلموننا أغنيات ونمارس ألعابا كل يوم ونقضي وقتا ممتعا.» وأضافت «بعد الزلزال كنت أخاف من الظلام، شقيقي الأصغر كان يستطيع النوم لكن أنا وأختي لم نستطع. لم تعد الكوابيس تنتابني». ويقول أطباء نفسيون وأطباء أطفال إن الدمار الذي خلفه الزلزال وهو الأقوى الذي تشهده تركيا منذ عشر سنوات مثل ضغطا هائلا على الأطفال وأضر بقدرتهم على التواصل وإقامة العلاقات الاجتماعية. وأصبح كثيرون يميلون إلى الانطواء ويخافون الابتعاد عن الخيام المزدحمة التي يجلسون فيها مع آبائهم. أما الأكبر سنا فيظهرون سلوكا عدوانيا ما يزيد معاناة أولياء أمورهم. وفي بلدة قتل فيها 455 شخصا على الأقل وهدمت آلاف المنازل أو أصبحت غير صالحة للسكن يعد أطفال أرجس بين أكثر الضحايا هشاشة. فقد كثيرون آباء أو إخوة أو أشقاء وتعطلت حياتهم الدراسية ورحل أصدقاؤهم. وقال علي سكمان (27 سنة)، وهو اختصاصي اجتماعي متطوع في الهلال الأحمر التركي، بأكبر مخيم في أرجس الذي يوجد به 300 خيمة «الأطفال هم أكثر من يعاني آثار هذه المآسي.» وأضاف «نبعدهم عن هذا العالم الصعب الذي يعيشون فيه الآن إلى الحياة التي كانوا يعيشونها من قبل حيث كان لهم أصدقاء وكانوا يمارسون الألعاب» ويقول أولياء أمور إنه منذ افتتح مركز العلاج النفسي تحسنت حياة أطفالهم وكذلك الحياة في المخيم. وتعلو أصوات الأطفال في المخيم الذي كان كئيبا، ويتكون من مجموعة من الخيام وسط رياح الشتاء الباردة والأمطار التي تهطل كثيرا، إذ يغنون ويرقصون ويمارسون ألعابا مع خبراء نفسيين على رقعة موحلة من الأرض. وكان بعض الأطفال يرتادون نفس المدرسة قبل الزلزال والتأم شملهم في مجموعات اللعب. ويعقدون مسابقات في الألعاب البهلوانية ويقدمون عروضا ارتجالية وينشدون أغاني تعلموها في المخيم.
المصدر: أرجس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©