العالم يشهد نمواً متزايداً في الوصول إلى إنترنت أسرع

بينما يتسارع استخدام الإنترنت في العالم، وتشهد الدول في طريق النمو نسب تقدم مرتفعة، يستمر التفاوت في سرعات وسعة الشبكة كبيراً بين الدول، حيث يبلغ في بعضها أربعين ضعف بعضها الآخر. الضائقة المالية رغم أن خدمات النطاق العريض تعتبر في دول أوروبا من الأكثر في العالم، إلا أن الضائقة المالية لدول اليورو لا تثني المفوضية الأوروبية على صرف اعتمادات بمليارات الدولارات من أجل إعطاء دفع قوي لعملية تعميم سعات أكبر وسرعات أكثر في دول الاتحاد الأوروبي، في دلالة على الأولوية الرئيسية التي توليها الاقتصادات المتقدمة لهذه التكنولوجيا. قد يصل إلى حد إلزام الدول الاعضاء بتطبيق أجندتها الرقمية على الرغم من الأزمات المالية التي تواجه عدداً منها. وذكر تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات أن العالم شهد نمواً مثيراً في استخدام الإنترنت خاصة في الدولة النامية. وذكرت صحيفة «جاكرتا بوست» أن تقرير «العالم عام 2011»، الصادر عن هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة، أكد أن نمو تكنولوجيا الإعلام والاتصال كان أيضا سريعاً في العالم، وسط توقعات بارتفاع استخدام الهواتف الخليوية إلى ستة مليارات اشتراك في نهاية العام الحالي، ونحو 2.3 مليار شخص يستخدمون الإنترنت. وسجل التقرير أن النمو كان أسرع في الدول في طريق النمو وبين الشباب، وحيث ينتمي نصف مستخدمي الإنترنت في العالم إلى أعمار أقل من 25 عاماً. وذكرت الصحيفة أن هذا العدد يستمر في الازدياد تدريجياً، حيث الدخول إلى الإنترنت يستمر في النمو في مجال الانترنت عالي السرعة. وقد زادت سعة النطاق الإنترنت الدولي من 11 ألف جيجابايت بالثانية في العام 2006، إلى ما يقارب 80 ألف جيجابايت بالثانية في العام الحالي، أي أكثر من سبعة أضعاف في خمس سنوات. وأضاف التقرير أن الاقتصادات التي تتميز بأهم خدمات النطاق العريض في العالم كلها موجودة في أوروبا وآسيا ودول الباسفيك. ومن بين الدول الآسيوية تبرز جمهورية كوريا، حيث وصل الدخول إلى النطاق العريض في الهاتف المحمول إلى 90% من السكان، وحيث توفر الشبكات والوصلات الثابتة للنطاق العريض سرعات تعادل أكثر من 10 ميجابات بالثانية. وبالمقابل فإن مستخدمي النطاق العريض في دول مثل غانا ومنغوليا وعمان وفنزويلا، يتوافرون على سرعات إنترنت محدودة ودون 2 ميجابايت بالثانية. السعة والسرعة في المتوسط يتمتع الأوروبيون بـ 90 ألف جايجابيت بالثانية من سعة النطاق للمستخدم مقارنة بنحوالي ألفي جياجابيت للمستخدم في أفريقيا. ومع ذلك ينتظر أن تشهد دول الاتحاد الأوروبي كافة، انتعاشاً مهماً جديداً في قطاع انتشار النطاق العريض العالي السرعة، مما سيكون له انعاكسات ملموسة قريبا على مجمل سوق الإعلام والاتصالات في العديد من النواحي، ومما سيزيد من التفاوت مع الدول الأقل نمواً إذا لم تشهد الأخيرة خططاً تعويضية تسد الهوة المرشحة للاتساع في هذا المجال. وإلى جانب التقدم في سعة النطاق، يبرز إصرار المفوضية الأوروبية على الإسراع في تعميم حزمة النطاق العريض عالي السرعة في جميع دول الاتحاد من خلال طلبها إنفاق مبلغ ثمانية مليارات دولار جنيه إضافية لتمويل الجهود الساعية لمساعدة نشر شبكات النطاق العريض السريع للغاية عبر دول الاتحاد الأوروبي. ونقل موقع «في 3»، المتخصص بالتكنولوجيا عن مصادر في المفوضية بأن الأخيرة ستكشف عن خطط لها تندرج في سياق الاطمئنان إلى أن المنطقة ستستفيد من الامكانات والفرص الاقتصادية التي يوفرها إمداد المساكن والمشاريع التجارية بوصلات «اتصالات نطاق عريض ضخمة السرعة».