الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراءة الأخبار على اللوحات الرقمية نشاط رائج في الولايات المتحدة

قراءة الأخبار على اللوحات الرقمية نشاط رائج في الولايات المتحدة
31 أكتوبر 2011 00:08
بعد سنة ونصف السنة من إدخالها في آيباد، تسعى الصحف ووسائل الإعلام الإخبارية إلى معرفة فوائد تطبيقاتها على الجهاز الذي أحدث تغييرات جوهرية في عادات القراء ومستخدمي الاتصال الرقمي. وبهذا الشأن حملت دراسة جديدة متخصصة أنباء جيدة وأخرى غير سارة لأصحاب المؤسسات وناشري الأخبار، حيث أكدت أن قراءة الأخبار على اللوحات الرقمية أصبحت تشكل سببا رئيسا من أسباب استخدام الناس لها، بل أحد الأنشطة «الأكثر شعبية» لدى حاملي هذه اللوحات في الولايات المتحدة الأميركية. رغم أن دراسة متخصصة أظهرت أن قراءة الأخبار على اللوحات الرقمية بات أكثر شعبية في الولايات المتحدة، غير أن المردود المالي لا يبدو حتى الآن كما كان متوقعا لدى بعض المعنيين في صناعة الأخبار والنشر وبتطبيقات الصحف ووسائل الإعلام الخبرية على اللوحات، وهو ما يفتح النقاش حول عادات حاملي هذه الأجهزة مع رهان واضح على حدوث تغيير ما في المستقبل القريب. أرقام ودلالات أظهرت النتائج العامة لبحث قام به «مشروع الجودة في الصحافة»، التابع لمركز «بيو» للأبحاث بالتعاون مع مجموعة «الايكونيمست» الإعلامية، أن 53% من مالكي اللوحات الرقمية يستخدمون هذه الأجهزة من أجل قراءة الأخبار، وهو ما يقارب جدا نسبة الذين يستخدمونها من أجل التواصل عبر البريد الإلكتروني (54%)، ويزيد بكثير عن نسبة الذين يستخدمونها من أجل مواقع التواصل الاجتماعي (39%)، ويزيد أكثر عن المهتمين أولا بالألعاب الالكترونية (30%). ليظهر أن وحده التصفح العام للويب هو أكثر شعبية على اللوحات من الأخبار والبريد. وعن المقصود بالأخبار «عرف بحث» ثورة اللوحات الرقمية، وماذا تعني لمستقبل الأخبار «بأنها تتعلق بكل شيء: من أشكال العناوين إلى المقالات المعمقة والتعليقات الاخبارية». وذكر موقع «أدوييك» أن «البحث خرج تحديدا بأنباء جيدة للمؤسسات الاعلامية الإخبارية الشهيرة، حيث بين أن مستخدمي قارئات الكف يميلون (غالبا) نحو أسماء الوسائل الاخبارية المعروفة من صحف وغيرها من قنوات النشر الاخباري». أما الأنباء غير السارة، فتتعلق بعدم مواءمة نتائج البحث لآمال الناشرين الذين كانوا عولوا على أن تطبيقات صحفهم على هذه اللوحات ستكون فرصة ذهبية من أجل تحقيق عوائد مالية جديدة من القراء، إذ قال 21% فقط من المشمولين بالبحث أنهم يستخدمون التطبيقات بالدرجة الأولى من أجل الوصول إلى الأخبار، بينما قال 40% إنهم يحصلون عليها عبر متصفح اللوحة بالدرجة الأولى. وقال 31% آخرون إنهم يستخدمون الطريقتين معا بدرجة متساوية. بيئة تطبيقات قال توم روزنتال، مدير «مشروع جودة الصحافة»، وأحد كتاب الدراسة، «إن هناك أخباراً جيدة وأخرى سيئة»، مشيرا إلى أن «الجيد يكمن في أن أكثر من نصف مستخدمي اللوحات يدخلون إلى الأخبار يوميا»، مضيفا أن كثيراً من الأبحاث السابقة خلصت إلى أن الناس لا تقرأ على صفحات الويب لمدة طويلة. لكن ذلك يبدو أقل في حالة اللوحة. وهذا يجعل المشهد يتغير إيجابا. أما الأمر الذي لم يتحقق كليا بعد هو استخدام اللوحة ومحتوياتها كبيئة تطبيقات. واستنادا إلى الدراسة، فقط 14% قالوا إنهم دفعوا من أجل التطبيق. وقال 23% آخرون إن لديهم دخولا رقميا عبر اشتراك متوفر لديهم أساسا في إحدى الصحف والمجلات، التي تقدم التطبيقات مجانا للمشتركين في نسختها الورقية. ويطرح هذا الأمر نقاشا بشأن تعريف من هم الذين يدفعون من أجل المحتوى الرقمي. وفي المجموع فإن ثلث مستخدمي اللوحات يدفعون رسوما عليها للحصول على الأخبار. وهذا الرقم يعتبر أعلى مما وجده بحث سابق حاول تقدير نسبة الجمهور العام الذين يقبلون المحتوى المدفوع بشكل عام (مواقع انترنت وتطبيقات وغيره) كما جاء في تقرير الدراسة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن الدراسة أن غالبية واسعة من الناس ممن لا يدفعون للأخبار هم مترددون في القيام بذلك، حتى لو أن الدفع سيكون السبيل الوحيد للحصول على الأخبار من مصادرهم المفضلة. وقال 21% بأنهم ربما يدفعون 5 دولارات شهريا من أجل المحتوى وقال 10% إنهم ربما يدفعون 10 دولارات شهريا. وقت مبكر استندت الدراسة ككل على سبع استطلاعات بحثية وشملت 1,200 مالك لوحة رقمية تمت مقابلاتهم عبر الهاتف والانترنت. وأظهرت إحدى النتائج أن 11% من البالغين الأميركيين يملكون لوحة من طراز ما، وأن هؤلاء يمضون وقتا في قراءة الأخبار أطول من البقاء على فيسبوك، وأن أكثريتهم يقضون 90 دقيقية يوميا في استخدام الجهاز الكفي، وأن الاطلاع على الأخبار هو أحد الأنشطة «الأكثر شعبية». وقد يكون من المبكر بعض الشيء الحسم في تحديد اتجاهات استخدام اللوحات حيث لم يمر وقت طويل بعد على وجود تطبيقات الصحف على آيباد وهو أهم اللوحات على الاطلاق. ويعترف روزنتال بذلك، كما أنه واضح الميل للتفاؤل حيث يعتقد بأن التطبيقات يمكن أن تشهد نموا، وأنها يمكن أن يكون استخدامها لسببن في الوقت نفسه، كما أن القائمين عليها يمكن أن يتعلموا أكثر كيف يستخدمها الناس وكيف يمكن التقدم في هذا المضمار. وقال «ستكون التطبيقات بحلول عام أو عامين أفضل نوعيا وجماليا». وفي الاتجاه نفسه تحدث بول روسي، المسؤول الاداري عن الأميركيتين في مجموعة «الايكونيمست» الإعلامية، عما أسماه «الخط الفضي» لمسار الاقبال على الأخبار وتطبيقاتها على اللوحات. وقال إن الكلمة المكتوبة ستبقى قوية وذات رهبة فالناس يقرأون، ويقرأون أشكال النصوص الطويلة. كما أن العلامات التجارية هي أيضا مهمة. المحتوى المدفوع يلفت روزنتال إلى نقطة مهمة، صحيحة تاريخيا بشكل عام وهي احتمال أن «الناس ستصبح معتادة أكثر على الجدارات المدفوعة. التلفزيون استخدم بداية بالمجان. لكن الناس يدفعون الآن مقابل مشاهدة التلفزيون. وما يصب في مصلحة هذا الرهان ما ظهر مؤخرا في الولايات المتحدة أيضا حيث بدأ نظام المحتوى المدفوع يصل حتى إلى صحف الكليات الجامعية، إلى جانب زحف هذه الظاهرة على العديد من الصحف التقليدية. ويبدو أن التجمعات المهنية تريد الضغط أكثر فأكثر نحو هذا الهدف لدرجة أنها بدأت تعليم الصحفيين الشباب على الاعتياد عليها. ويتجسد ذلك بمشروع انطلق في 11 أكتوبر الجاري على يد شركة الاشتراكات الرقمية «برس +» ومؤسسة «جون وجيمس كنايت» ويقوم على تشجيع أهم خمسين صحيفة جامعية، وبالاتفاق مع «برس +» على اعتماد نظام الجدران المدفوعة على مواقعهم. وقال الشريك المؤسس لـ»برس +»، جوردون كروفيتز إن «الصحفيين الطلاب الذين يديرون صحفا جامعية ويأملون أن يصبحوا صحفيين مهنيين واعون جدا فيما يتعلق بالنموذج الراهن لمواقع الصحف على الإنترنت، الذي يعتمد على المحتوى المجاني، وجذب الإعلانات لن يكفي لدفع نفقات التحرير وخاصة للصحف والمجلات». وفكرة المشروع الجديد هي تعليم الصحفيين الطلاب حقائق الموارد المالية لقطاع الصحافة، وأن القصد منه ليس تحميل الطلاب رسوما من أجل الوصول إلى صحف الكليات، ولكن جعل القراء المتصفحين من غير الطلاب يتبرعون برسم مقابل الاشتراك، أو يسهمون ببضعة دولارات من أجل الحصول على مادة تعجبهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©