البورصة المصرية تفقد 20% من قيمتها خلال يومين من نزيف الخسائر

واصلت البورصة المصرية نزيف الخسائر امس في آخر جلسة تعاملات هذا الأسبوع لتخسر حوالي 20% من قيتها السوقية خلال يومين، وسط حالة من الذعر والرعب أصابت المتعاملين في السوق بعد احتجاجات شعبية ضد النظام والمتوقع أن تستمر على نطاق أوسع الجمعة في مظاهرات لم تشهدها مصر من قبل. وتراجع مؤشر “إيجي إكس 30” الرئيسي بالبورصة بشكل حاد بمقدار 663,94 نقطة أو ما يوازي 10,52% ليغلق على 5646,50 نقطة بعد أن خسر في جلسة أمس الأول 6,14% من قيمته لتقترب خسائره في يومين من 17%. وشهد مؤشر “إيجي إكس 70” لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة خسائر أكبر، إذ تراجع بمقدار 97,95 نقطة أو بنسبة 15,42% ليغلق المؤشر الذي يتعامل على أسهمه أغلب المتعاملين المصريين على 537.17 نقطة، وكان المؤشر خسر 10.44% من قيمته في الجلسة السابقة ليصل بذلك حجم خسائره أكثر من ربع قيمته. وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونييرز القابضة للتداول إن مؤشر “إيجي إكس 70” وصل لأدنى مستوى له منذ تدشينه فيما وصل مؤشر “إيجي إكس 30” لثاني أدنى مستوى له منذ إطلاقه هو الآخر. وأرجع عادل كل هذا التراجع في أداء البورصة الى الأفراد المصريين الذين يشكلون أغلبية المتعاملين وسيطر عليهم الهلع أكثر من غيرهم لانخفاض قدراتهم الشرائية التي منعتهم من خوض المغامرة. وشهدت جلسة يوم أمس إيقاف التداول على الأسهم لمدة 45 دقيقة على أمل منح المتعاملين وقتا للتفكير والتمهل قبل الاندفاع في عمليات بيع مكثفة والتخلص مما لديهم من أسهم. وقال هشام ترك مدير إدارة الإعلام بالبورصة المصرية إن قرار ايقاف التداول جاء لإعطاء المستثمرين فرصة للتفكير وإعادة النظر في الاحداث الجارية، خاصة ان التراجعات التي شهدها السوق غير مبررة ومبالغ فيها. إلا أن هذا الإيقاف لم يحل دون توقف نزيف الخسائر عقب استئناف التداول، وانخفض سهم شركة “أوراسكوم تليكوم” بنسبة 9,6% ليغلق على 3,57 جنيه، فيما تراجع سهم شركة “حديد عز” بنسبة 12,9% ليصل إلى 15,93 جنيه، وهبط سهم مجموعة “طلعت مصطفى” العقارية بنسبة 13,28% إلى 6,53 جنيه، والقاهرة للإسكان بنسبة 16,81% إلى 4,7 جنيه. كما تراجع سهم “المجموعة المالية هيرميس” بنسبة 16,4% إلى 25 جنيها، والقلعة للاستشارات المالية بنسبة 13,28% إلى 7,14 جنيه. وقال عيسى فتحي العضو المنتدب لشركة المصريين في الخارج لادارة المحافظ المالية إن التحليل السياسي، هو المسيطر على السوق المصرية بدلا من التحليل الاقتصادي “حتى أن اغلاق البورصة صباح اليوم (أمس) لمدة 45 دقيقة كإجراء لوقف نزيف الخسائر لم يجد شيئا، إذ أعيد بدء التداولات بعدها وتواصل البيع المكثف كما كان.. نحن نشهد هنا انهيارا يتجاوز بمراحل انهيار البورصة الكبير عام 2006”. واتجهت تعاملات الأجانب والعرب نحو البيع قبيل نهاية تعاملات الجلسة، آخر جلسات الأسبوع، وسجل الأجانب مبيعات بقيمة 454,757 مليون جنيه مقابل مشتريات بقيمة 409,567 مليون جنيه بصافي بيع بلغ 45,1 مليون جنيه. وسجل العرب مبيعات بقيمة 151,501 مليون جنيه مقابل مشتريات بقيمة 89,137 مليون جنيه بصافي بيع بلغ 62,363 مليون جنيه، في المقابل، اتجهت تعاملات المصريين نحو الشراء ليسجلوا مشتريات بقيمة 1,26 مليار جنيه مقابل مبيعات بقيمة 1,16 مليار جنيه محققين صافي شراء قدره 108 ملايين جنيه تقريبا. وقال عادل إنه “مع ذلك سيطر اتجاه شرائي على المؤسسات الأجنبية والمحلية والعربية التي اندفعت بصورة كبيرة لاقتناص صفقات مدفوعة بالانخفاض الكبير في الأسعار.. وهو ما يؤكد أن السوق المصرية لا تزال تحظى بثقة واسعة في الأوساط المؤسسية”، وأضاف أن “هذه الثقة من المؤسسات تؤكد أن السوق قادرة على الارتداد نحو اتجاه تصحيحي خلال أيام.. لكن الفيصل سيكون لدى صدور قرارات سياسية مهدئة للشارع”. وأشار وائل عنبة رئيس شركة الأوائل لادارة المحافظ المالية إلى أن “الاتجاهات البيعية راجعة فقط إلى تحليلات سياسية بحتة تضغط على المتعاملين للتخلص من أسهمهم فقط بغض النظر عن نتائج أعمال الشركات... لذلك فالخسائر لحقت بمختلف القطاعات على السواء تقريبا”. ويحبس المتعاملون أنفاسهم خلال العطلة الأسبوعية للبورصة يومي الجمعة والسبت انتظارا لما ستسفر عنه تطورات الوضع في الشارع، بعد أن نزله الآلاف من المواطنين في مظاهرات ضخمة احتجاجا على السياسات الحكومية والمطالبة بإجراء إصلاحات وإسقاط النظام السياسي. كما تراجعت شهادات إيداع الشركات الدولية في بورصة لندن بنحو حاد خلال تعاملات جلسة الخميس، وعلى رأسها شهادات إيداع “اوراسكوم للانشاء والصناعة” بانخفاض نسبته 2ر9% لتهوي من مستوى 42,4 دولار وصولا إلى 38,51 دولار. وهبطت شهادات إيداع “أوراسكوم تيليكوم القابضة” بنسبة بلغت 8,2% من 3.4 دولار إلى 3,12 دولار، كما تراجعت شهادة إيداع “المجموعة المالية هيرمس القابضة” بنحو 7,1% من 9,5 دولار إلى 8,83 دولار. وتراجع الجنيه المصري إلى أدنى مستوى له أمام الدولار في سنوات لتبلغ العملة الأميركية 5,8472 جنيه.